ناقش الفوروم الثقافي للمجاهد، في أول عدد له، مسألة استغلال قاعات السينما في الجزائر، بمشاركة الكثير من المهتمين بصناعة الفن السابع، حيث أرجع المتدخلون غياب سياسة تسيير واضحة لقاعات السينما بالدرجة الأولى إلى القرصنة وعدم وجود ميكانيزمات خاصة تتيح تسييرا ممنهجا لدور السينما بتوفر شراكة تسيير بين القطاعين العام والخاص. أجمع المشاركون في الفوروم، أن السينما الجزائرية لم تصل بعد إلى تسوية مشكل دور العرض التي تسعى للإثبات وجودها في مواجهة القنوات الفضائية والوسائط الإلكترونية المتعددة التي تتيح للجميع مشاهدة الأفلام بالموازاة مع موعد نزولها إلى الأسواق، حيث عاد يزيد خوجة السينمائي والمنتج إلى واقع دور السينما في الجزائر والأشواط التي قطعتها هذه الأخيرة عبر المراحل التي مرت بها البلاد، مركزا على الوقت الراهن الذي عرف تقلصا كبيرا لقاعات السينما على المستوى الوطني، مشيرا إلى الصراع الدائم بين الدولة والخواص على استغلال هذه الفضاءات الثقافية والذي لا يخدم لا السينما ولا جمهور الفن السابع، وقال ”لا يمكن الحديث عن تسيير قاعات السينما في ظل غياب صناعة سينمائية حقيقية محركة لهذا القطاع”. وفي هذا الصدد، تحدث محمد لوكال ممثل بلدية الجزائر الوسطى، عن تسيير القاعات المتواجدة على مستوى العاصمة، حيث أحصى المتحدث وجود حوالي 12 قاعة تسير منها البلدية 5 قاعات فيما يتم العمل على تجديد البقية، وفي هذا الشأن، أرجع المتحدث تأخر أشغال ترميمها إلى تواجد معظم القاعات أسفل البنايات، مما يصعب إعادة تهيئتها خاصة وأن حالة عمارات العاصمة لا تساعد على تسريع الأشغال ناهيك عن مشاكل قنوات الصرف وما تطرحه من تعقيدات، وكشف بالمناسبة أن قاعة ”الجزائرية” ستكون جاهزة في غضون شهرين على الأكثر، كما طالب لوكال بضرورة خلق تعاون حقيقي بين الدولة والخواص بشأن تسيير قاعات السينما خدمة للفن السابع الجزائري. فيما ذهب رشيد دشيمي، إلى اعتبار التوزيع أهم العراقيل التي تطرح على مستوى السينما الجزائرية وتسيير قاعاتها، حيث يرى المتدخل أن الموزع هو الكفيل بمراقبة الأعمال المنتجة على مستوى دور العرض، بالإضافة إلى غياب التحقيقات الميدانية التي تضع المختصين في الصورة وتقف عند ما يعانيه الفن السابع في الجزائر، دون تجاهل حقائق عدة أهمها القطيعة الموجودة بين الجمهور ودور السينما وغياب صناعة سينوماتوغرافية في الجزائر في ظل توفر كل المكملات التكنولوجية من سي.دي، دي.في.دي وأنترنت.