كشف عدد من المقربين من رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق، عمار سعداني، أن الحرب الأخيرة التي أطلقها ضده عدد من أعضاء اللجنة المركزية من أنصار محمد الصغير قارة، الذي يدعم السيناتور محمد بوخالفة، وعبد الكريم عبادة منسق حركة تقويم وتأصيل الذي أعلن رغبته في خلافة عبد العزيز بلخادم، على رأس حزب جبهة التحرير الوطني، جعلته يعدل عن فكرة الترشح على الرغم من الدعم الكبير الذي يحظى به داخل قيادات الحزب وخارجه. وأسرت ذات المصادر ل ”الفجر”، أن سعداني بدأ يستشير عددا من المقربين منه خاصة ممن يدعمون ترشحه للأمانة العامة من أبناء الحزب، في قرار ترشحه من عدمه، وتأتي هذه الخطوة الجديدة من سعداني نتيجة حالة الفراغ التي أضحت تملأ بيت الحزب العتيد، منذ سحب الثقة من بلخادم عن طريق الصندوق نهاية جانفي الفارط، وعجز قيادات الحزب في الوصول إلى رجل إجماع لحدّ الساعة، ورغم أن الكثيرين يرون في سعداني المرشح الأكثر حظا لخلافة بلخادم إلا أن التصريحات الأخيرة التي أطلقها زملاؤه في اللجنة المركزية للحزب العتيد ضدّه، والاتهامات الخطيرة التي وجهوها له ورفض هذا الأخير الردّ عليها، خلقت الكثير من البلبلة داخل أسوار”الجهاز”. وتشير تقارير من داخل بيت الأفالان، أن الحراك الذي يقوم به منسق حركة التقويم عبد الكريم عبادة، بالتنسيق مع عدد من أمناء القسمات والمحافظات بالعاصمة وخارجها، جعلته يقتنع بوجود دعم كبير له من المناضلين وحتى من رفقائه في اللجنة المركزية والمكتب السياسي على حدّ سواء، ما جعله يفكر جديا في الترشح إذا ما تم الأمر عن طريق التزكية لا بالاقتراع السري. يذكر أن أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني لازالت لم تفصل بعد في الكيفية والموعد الذي سيتم من خلاله التحضير لانتخاب أمين عام جديد للحزب.