يعود آخر ظهور للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قبل أيام عندما مشى في تشييع جنازة رئيس المجلس الأعلى للدولة الراحل علي كافي بمقبرة العالية رغم ما أشيع عن حالته الصحية التي بدأ الحديث عنها حين دخل مستشفى فرنسي لتلقي العلاج في 2005. وبعد سنة من العهدة الثانية للرئيس بوتفليقة أصيب بأول وعكة صحية في 26 نوفمبر 2005، أين تم نقله على جناح السرعة إلى المستشفى العسكري، فال دوغلاس، بفرنسا، وهناك خضع لعملية جراحية دقيقة لمدة ثلاثة أسابيع ”لعلاج قرحة أدت إلى نزيف في المعدة” لكن تم نفي ذلك لاحقا، فيما شهد تلك الفترة تصريح لمغني الراي الشاب مامي الذي خرج مطمئننا الجزائريين بان صحته بخير في ظل غياب ناطق إعلامي رسمي باسم الحكومة، وعاد الرئيس بوتفليقة إلى البلاد قبل نهاية سنة 2005، للتوقيع على قانون المالية، حسبما تحدده قوانين الدستور. كما استمر النقاش حول صحة الرئيس في مناسبات عديدة ألزمته الخروج لتفنيد تلك الإشاعات التي تقف وراءها ”أطراف أجنبية” حسب تصريحات مسؤولين جزائريين، فعندما توفي شقيقه في عام 2010 وجد بوتفليقة نفسه مجبرا على الظهور مع اللاعب الفرنسي السابق ذي الأصول الجزائرية زين الدين زيدان، ليكذب إشاعات راجت عنه. كما يأتي ظهوره قبل فترة من نشر موقع ويكيليكس المختص في نشر فضائح مسربة، مراسلات سرية صادرة عن السفارة الأمريكية في الجزائر مؤرخة في 16 جانفي 2007، تتعلق بصحة الرئيس بوتفليقة، واستنادا إلى وثيقة موقعة من قبل توماس دوتون الرجل الثاني في السفارة الأمريكيةبالجزائر خلال عهدة السفير السابق روبرت فورد، فإن رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية السابق سعيد سعدي قال لهذا الأخير إن الرئيس يعاني من سرطان المعدة في مراحله الأخيرة حسب مزاعم سعدي. وفي 28 سبتمبر 2011 فضّل بوتفليقة الرد على الأنباء التي تحدثت، في تلك الآونة عن إصابته بوعكة صحية ونقله إلى إحدى المستشفيات الأوروبية للخضوع للعلاج، باستقباله في العاصمة رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني، وبث اللقاء الذي جمعه بالمسؤول القطري في نشرة الواحدة زوالا في التلفزيون الرسمي. وجاءت برقية الوكالة الرسمية مع ظهوره لتدحض إشاعات قوية تحدثت عن مرضه وإشاعات أخرى أطلقها معارضون جزائريون يعيشون في المنفى روجت لذلك. وآخر حديث مفاجئ عن صحة بوتفليقة يعود إلى سبتمبر الماضي، حين راجت عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إلكترونية بسرعة البرق وعلى نطاق واسع خبرا نشره مدون فرنسي مفاده حصوله على معلومات من مصادر طبية بسويسرا حول وفاة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بمصحة نقل إليها لتلقي فحص معمق، لينفي عمار بلاني المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الجزائرية، الأنباء التي ترددت على المواقع الإلكترونية بشأن الحادثة. وقال عمار بلاني في تصريح صحفي، إن الأمر يتعلق ”بإشاعات خبيثة لا تشرف أصحابها ولا تستحق الاهتمام كونها مخزية ومشينة”، كما كذّبت صورة الرئيس وهو يستقبل مساء ذاك اليوم السفيرين الجديدين لبلجيكا والشيلي، اللذين قدما له أوراق اعتمادهما الإشاعات التي تناقلتها وسائل إعلام أجنبية.