طرحت مسألة غلق العراق لحدوده مع الأردن الكثير من ردود الأفعال خاصة على المستوى الاقتصادي، حيث ترى عمان أن هذا الإجراء أثّر سلبا على المبادلات التجارية بين البلدين فيما تعتبر العراق القرار سياديا ولا بديل عنه في ظل ما يجري داخل البلاد من تدهور للوضع الأمني الذي خلفت فيه تفجيرات أمس قرابة الثلاثين قتيلا. أكد جواد هادي عباس السفير العراقي لدى العاصمة الأردنية عمّان أن ما يجري في العراق شأن داخلي ولا يؤثر على العلاقات السياسية والتجارية بين العراق والأردن. وقال عباس في تصريحات لوكالة الأناضول للأنباء أمس إن الأردن لا يمكنها التدخل في الشأن الداخلي للعراق وأن العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين لن تتأثر ولا تزال قوية خاصة على صعيد التبادل التجاري بين العراق والأردن، وأضاف السفير أن التقارير الاقتصادية أكدت زيادة حجم التجارة بين البلدين في الربع الأول من العام الجاري، وقال عباس إن خطوة إعلان إغلاق منفذ طريبيل الحدودي الوحيد بين البلدين والذي سيبدأ فجر اليوم ويدوم لمدة 48 ساعة، حيث يعد منفذ “طريبيل” الذي يبعد عن عمان حوالي 370 كيلو متر وعن بغداد حوالى 570 كيلو متر هو المنفذ الوحيد بين البلدين، ويشهد حركة نقل مكثفة للمسافرين والبضائع إلى جانب نقل النفط الخام العراقي إلى الأردن بواسطة الصهاريج حسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا”. يحدث ذلك في الوقت الذي بدأ فيه اجتماع قوى التحالف الكردستاني والائتلاف الوطني العراقي بمنزل رئيس الائتلاف إبراهيم الجعفري لبحث مستجدات الوضع في البلاد على الصعيد السياسي وخاصة الأمني الذي يعرف تصعيدا خطيرا في الآونة الأخيرة، في انتظار اجتماع آخر يجمع رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني لبحث الملفات العالقة وتطورات الساحة العراقية، فيما اقترح رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي أمس مبادرة جديدة تقضي بتقديم الحكومة الحالية التي يتزعمها نوري المالكي استقالتها، وذكرت مصادر صحفية أن النجيفي دعا الى إجراء انتخابات مبكرة لتجنيب البلاد شبح الحرب والدمار والفتنة الطائفية. وفي جديد الوضع الأمني كشفت مصادر أمنية محلية انفجار العديد من السيارات المفخخة في مناطق متفرقة من البلاد خلفت ما يزيد عن العشرين قتيلا وعشرات الجرحى، حيث ذكرت المصادر أن سيارتين انفجرتا قرب تجمع لعمال البناء في سوق شعبي وسط مدينة العمارة، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، كما انفجرت سيارة ثالثة جانب طريق في مدينة الديوانية جنوبي العراق مودية بحياة سبعة مواطنين وجرح عدد آخر، وحصد انفجار سيارة مفخخة عند المدخل الجنوبي لمدينة كربلاء، فيما قتلت سيارة أخرى انفجرت داخل سوق شعبي ببلدة المحمودية جنوب بغداد ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.