الائتلاف يتمسك برحيل الأسد ويشكّك في النوايا الروسية بدأ الحديث عن الهيئة الانتقالية السورية لتسيير البلاد خلال المرحلة الحرجة القادمة من تاريخ سوريا في ظل غياب المؤشرات الأساسية لمؤتمر الصلح الدولي المقترح من طرف روسيا وأمريكا، والذي لم يحقق إجماعا بشأن مشاركة المعارضة التي تتمسك بشروطها، رغم تسجيل النظام موافقته المبدئية على” جنيف ”2، فيما تواصل الحرب تدمير ما تبقى من البلاد و قتل وتشريد الملايين من السوريين أمام أعين العالم. تشدد موسكو على أن تكون الهيئة الانتقالية القادمة في سوريا يجب أن تضم ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة على حد سواء، حيث أكد أمس نائب وزير الخارجية مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف خلال تصريح إعلامي أن مؤتمر ”جنيف 2” يعمل على إنشاء هيئة انتقالية توافقية تجمع بين الحكومة السورية والمعارضة، مشيرا الى ضرورة امتلاكها كافة الصلاحيات التنفيذية خلال المرحلة الانتقالية، باستثناء القوى الراديكالية المتطرفة التي تقاتل على الأراضي السورية، وأضاف الدبلوماسي الروسي أن على واشنطن العمل الجاد من أجل إقناع الائتلاف السوري المعارض المشاركة في المؤتمر القادم والتسريع في تحديد الوفد الذي سيفاوض في ”جنيف 2” قبل اللقاء التشاوري القادم لجنيف في ال 25 من الشهر الجاري، كما كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن مشاورات ثنائية قريبة بين موسكووواشنطن بشأن الاستخدام المحتمل للسلاح الكيميائي بسوريا بناءا على تقارير خبراء مجلسي الأمن القومي، مشيرا الى أن هذا الأخير على اتصال دائم بالدول الفاعلة في القضية السورية خاصة ما تعلق بالأسلحة المحظورة بالإضافة الى المشاورات التي تجمع بين روسيا وكل من الولاياتالمتحدة و إسرائيل، غير أن الائتلاف السوري لا يزال يشكك في المواقف الروسية، حيث يرى الائتلاف الوطني المعارض أن موافقة نظام الأسد المبدئية على المشاركة في مؤتمر لا معنى لها ما لم يلتزم النظام بالهدف الأساسي من اتفاقية جنيف، وبالتحديد انجاز التحول الديمقراطي وإنهاء الحكم المنفرد، واصفا تصريحات المتحدثين باسم النظام بغير المشجعة والمراوغة، ولا تتعدى كونها مناورات مكشوفة تترافق مع تصريحات روسية متناقضة، تشكك في مواقف الائتلاف من مؤتمر ”جنيف 2”، وتشترط بقاء الأسد حتى عام 2014 ولو على بحر من دماء الأبرياء. وبخصوص ما تداولته بعض وسائل الإعلام نقلا عن تصريحات بعض المسؤولين من احتمال تنفيذ حملة عسكرية في سوريا خاصة من قبل قوات الحلف الأطلسي، نفى هذا الأخير إقدامه على خطوة مماثلة في الوقت الراهن، وأعلن القائد الأعلى لقوات الحلف الأطلسي في أوروبا الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف في تصريحات إعلامية أن الحلف الأطلسي لا يخطط في الفترة الحالية لأي تدخل في سوريا، لكنه لم ينف في الوقت ذاته أن الحلف تحرك لحماية حليفه الكبير تركيا، عن طريق نشر صواريخ باتريوت على مقربة من الحدود السورية منذ بداية هذه السنة. على صعيد الوضع الإنساني تسعى هيئة الأممالمتحدة الى الحصول على مبلغ 5.2 مليار دولار لمساعدة ضحايا النزاع السوري، وطلبت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين هذا المبلغ لمواصلة لإغاثة أكثر من 10 ملايين سوري أي نحو نصف سكان البلاد، وأوضحت الهيئة أن المفوضية تخطط لإنفاق 3.8 مليار دولار لمساعدة 3 ملايين و450 ألف لاجئ سوري بدول الجوار و1.4 مليار لإغاثة 6 مليون و800 ألف مواطن سوري داخل البلاد طيلة الفترة الممتدة الى نهاية العام الجاري.