جدد رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان موقفه من المظاهرات الاحتجاجية التي تجتاح بلاده منذ أزيد من 12 يوما مدافعا عن دور الشرطة بميدان تقسيم، متهما المحتجين بإثارة الشغب وإلحاق الضرر باستقرار تركيا، فيما يصر المتظاهرون على مواصلة اعتصامهم مطالبين برحيل رئيس الوزراء. تتباين تصريحات رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان بشان المظاهرات التي تعيشه شوارع بلاده، فبعد تمسكه بموقفه اتجاه الاحتجاجات والتهم التي وجهها للمعارضة والأطراف المتطرفة في تركيا، عاد أردوغان ليطلب من المحتجين التراجع عن موقفهم وإنهاء الاعتصامات بميدان تقسيم، ليفتح بعدها جبهة أخرى على الصراع بدعوته أنصاره الخروج لمؤازرته والوقف إلى جانبه مستندا حسبه إلى القوى الشعبية الكبيرة التي تدعمه من أنصار حزب العدالة والتنمية، لكنه وبعد كل هذه التناقض فتح باب الحوار وأعلن استقباله لوفد من ممثلي المعارضة لبحث مطالبهم والطرق الكفيلة بإغلاق ملف التوتر الذي يسود اسطنبول لقرابة أسبوعين، غير أن شيئا من هذا لم يشفع له لدى المتظاهرين الغاضبين على سياسة رئيس الوزراء والقرارات الأخيرة التي جاءت بها إدارته الذين يواصلون اعتصامهم بساحة تقسيم وسط إسطنبول. وكانت شرطة مكافحة الشغب قد اقتحمت أمس ساحة تقسيم بإسطنبول، مركز الحركة الاحتجاجية ضد حكومة رجب طيب أردوغان والتي تهز تركيا منذ 12 يوما مستخدمين القنابل المسيلة للدموع مدعمة بمدرعات مجهزة بخراطيم المياه لتفرقة المعتصمين وإزالة الحواجز التي أقامها المتظاهرون على بعض الجادات المؤدية للساحة لكنهم لم يتحركوا في اتجاه حديقة جازي المحاذية للساحة أين نصب مئات المحتجين خياما تأويهم، غير أن قوات الأمن التركية فشلت في إخلاء ميدان ”تقسيم” وسط المدينة، ما اضطر الشرطة إلى الانسحاب من الميدان، بسبب فرض المتظاهرين طوق الحصار على صفوف رجال الأمن أثناء انسحابهم لتعود الاشتباكات مجددا، وتواصلت المواجهات في الشوارع الجانبية للميدان والطرق المؤدية إليه، ما أسفر عن وقوع الكثير من الإصابات في صفوف المتظاهرين، كما تم اعتقال العشرات منهم من قبل رجال الأمن. على صعيد آخر أعلنت الشرطة التركية اعتقالها للعقل المدبر للهجمات الدامية التي وقعت ببلدة الريحانية على الحدود السورية في مطلع ماي الماضي وراح ضحيتها 52 شخصا، وقالت السلطة الإدارية في محافظة هاتاي في بيان لها نشرته أمس أنها أوقفت رجل من المشتبه بهم الرئيسيين في الهجوم يحاول عبور الحدود السورية، ونقلت وسائل الإعلام التركية هوية الرجل الذي كان يتنقل بشكل مكثف بين سوريا وتركيا في الأسابيع الأخيرة، يشار إلى أن السلطات التركية تتهم مجموعة تركية صغيرة من اليسار المتطرف مرتبطة باستخبارات النظام السوري بارتكاب هذا الهجوم الإرهابي.