حملة دبلوماسية للتخفيف من الحواجز التشريعية والجمركية والضرائب الجزائرية دخلت الحكومة الإسبانية في مفاوضات رفيعة المستوى مع السلطات الجزائرية لخفض فاتورة الغاز، لاسيما وأن إسبانيا تعتمد على الغاز الجزائري بالدرجة الأولى، وأكدت إسبانيا في مراسلة وجهتها للمجمع النفطي سوناطراك تتضمن تهديدا صريحا ”في حال عدم استجابة الطرف الجزائري إلى شرط خفض السعر،ستلجأ المملكة الإسبانية إلى خفض كمية الغاز المستوردة”. أطلقت إسبانيا حملة دبلوماسية تهدف إلى التخفيف من الحواجز التشريعية والجمركية والضرائب التي تفرضها الجزائر، حيث كشفت مصادر دبلوماسية إسبانية مطلعة على الملف أن هذه الأخيرة تتفاوض مع الجزائر لتخفيض فاتورة الغاز المترتبة عليها منذ بداية السنة الجارية، والتي قالت أنها جد مرتفعة حسب ما نشرته جريدة ”لارازون” الإسبانية. أضافت المصادر الإسبانية أن انخفاض الطلب على الكهرباء في أوروبا بسبب الأزمة الاقتصادية وارتفاع إنتاج الغاز الصخري في الولاياتالمتحدة، الذي يعتبر تهديدا للدول المصدرة للغاز كالجزائر، وتضافر هذه العوامل كلها أدى إلى تغيير خارطة السوق العالمية، وبهذا سيصعب الحفاظ على الأسعار حسب ذات المصادر الإسبانية. وإثر الحكم الذي أصدرته لجنة التحكيم الدولي ضد شركة ”سوناطراك” شهر أفريل المنصرم، مع شركة إديسون الإيطالية (التي تسيطر عليها أي دي أف) حول تحديد سعر الغاز، الذي أكدت الهيئة الدولية أنه ”غير عادل”. وقالت أن المجمع النفطي سوناطراك ملزم بخفضه. ومن جهتها، تخشى السلطات الإسبانية أن يؤدي هذا الحكم إلى ما يعرف اقتصاديا بنظرية ”تأثير الدومينو”، حسب ذات المصادر الدبلوماسية الإسبانية، في المفاوضات التي تجري حاليا بين ”سوناطراك” وشركة ”إيني” الإيطالية، من جهة، وبين الدولة الجزائرية و”فينوسا” الإسبانية، من جهة أخرى. وعليه تحاول المملكة الإسبانية الاستفادة من الوضع الراهن لتعزيز المفاوضات مع الجزائر وتعزيز العلاقات القوية بين شركة النفط العملاقة ”سوناطراك”، بالإضافة إلى تخفيض الفاتورة الباهظة التي تدفعها إسبانيا سنويا للجزائر لاستيراد الغاز، وأطلقت إسبانيا حملة دبلوماسية تهدف إلى التخفيف من الحواجز التشريعية والجمركية والضرائب للسماح للشركات الإسبانية بالاستفادة من التسهيلات الممنوحة للدول الأخرى. وتجاوزت واردات إسبانيا من الغاز المسال الجزائري ب 3 نقاط مئوية النسبة التي حددها المرسوم الملكي والذي حددها ب 50 بالمائة، في حين بلغت هذه الأخيرة 53.2 بالمائة خلال الثلاثي الأول من العام الجاري لتحتل بذلك الجزائر المرتبة الأولى في قائمة الدول التي تزود إسبانيا بالغاز، حيث بلغت الواردات الإسبانية من الغاز الجزائري 53.2 بالمائة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري حسب التقرير الأخير الصادر عن اللجنة الوطنية الإسبانية للطاقة، وهذا ما يخالف المرسوم الملكي رقم 1766 الصادر سنة 2007 والذي يحدد النسبة حيث يهدف إلى تحسين وتنويع واردات المملكة. ومن جهة أخرى، حل رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، أمس، بموسكو، لتمثيل الجزائر في أشغال قمة رؤساء دول وحكومات منتدى البلدان المصدرة للغاز التي ستفتتح غدا في العاصمة الروسية، ويرتقب أن يتوج بإصدار بيان مشترك حول المواقف الأساسية للدول الأعضاء في هذا المنتدى يهدف إلى تطوير سوق الغاز العالمية. للتذكير عقدت الطبعة الأولى لمنتدى البلدان المصدرة للغاز في الدوحة قطر في نوفمبر 2011 التي شاركت فيها الجزائر.