حمّلت الجامعة العربية النظام السوري مسؤولية استخدام السلاح الكيماوي في الحرب الدائرة بالمنطقة، وطالبت بضرورة تدخل مجلس الأمن للفصل في القضية التي أثيرت في الآونة الأخيرة بشكل مغاير عن المرات التي سبقتها، ووصلت حد تهديد الولاياتالمتحدةالأمريكية بالتدخل العسكري في دمشق الذي وصفته إدارتها بأنها مجرد ضربة محدودة لردع الرئيس بشار الأسد. رغم أن وزراء الخارجية العرب اجتمعوا لدراسة الخيار العسكري الذي تبنته واشنطن وحليفتها فرنسا، إلا أن البيان الختامي للقاء ممثلي الدول العربية لم يذكر شيئا بشأن الخطوة الأمريكية، واكتفى مندوبو الدول العربية بمسك العصا من الوسط، فلم يدينوا المخطط الأمريكي الذي ينتظر موافقة مجلس الشيوخ لإطلاق أول صاروخ أو قذيفة على الأراضي السورية، كما لم يصرّحوا علنا بموقفهم المؤيد لتوجيه ضربة محدودة لنظام الأسد على حد قول واشنطن. ولكن الوزراء العرب أدانوا الأسد، حيث حمّل الأمين العام للجامعة نبيل العربي النظام السوري مسؤولية استخدام السلاح الكيماوي وقال إن النظام وحده من يملك الوسائل لاستخدام هذا النوع من الأسلحة على غرار الصواريخ والطائرات، ناهيك عن مسؤولية النظام عن الاستعمال الكيماوي في البلاد مهما كانت الجهة المستخدِمة له بوصفه المسؤول الأول عن البلاد. وطالب بيان الاجتماع الوزاري بمحاسبة الجناة والمسؤولين عن السلاح الكيماوي أمام المحكمة الدولية داعيا إلى تدخل مجلس الأمن لحسم الأمر. على صعيد آخر وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الموقف الأمريكي باللامقبول، وقال لافروف إن الغرب يطبق سياسة الكيل بمكيالين في تعامله مع مسائل الشرق الأوسط، حيث يسعى إلى إسقاط الأنظمة غير الصديقة له ويتغاضى بالمقابل عن تجاوزات أنظمة أخرى، موضحا أن موسكو لن تتنازل عن رفضها القاطع لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي لتغيير الأنظمة. وأعلن وزير الخارجية الروسي أن توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا سيؤجل عقد مؤتمر ”جنيف 2” الدولي إلى وقت بعيد كما سيقوض الجهود الرامية إلى تنظيم هذا المؤتمر بشكل نهائي.