مريان: الاستفزازات حمست الاساتذة على شل المزيد من المدارس والتصعيد الاسبوع المقبل حذّرت النقابات التي تواصل إضرابها، من ترسانة التهديدات وإعذارات التخلي عن المناصب الصادرة عن وزارة التربية الوطنية لإجهاض الاحتجاج الذي يشل المؤسسات التربوية، مؤكدة أن النسبة العامة للإضراب تجاوزت 68.75%، رغم ”التهديدات والاستفزازت” على المستوى المحلي من طرف بعض المدراء والمفتشين، آخرها قرار خصم حتى أيام الجمعة والسبت من رواتب المضربين. وانتقد الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ”إنباف” ما يصدر عن وزارة التربية من أعمال ”ترهيبية” ضد المضربين، قائلا إنه ”في الوقت الذي كنا ننتظر من وزارة التربية الوطنية تحقيق مطالب موظفي وعمال التربية المشروعة وطمأنتهم من خلال مراسلاتها لمديريات التربية نتفاجأ بانتهاجها لسياسة الهروب إلى الأمام مرة أخرى، بل وبالتهديد والوعيد من خلال إنزالها لترسانة من المراسلات التهديدية آخرها إعذارات التخلي عن المناصب، ناهيك عن الإجراءات الردعية لخصم المرتبات، ضاربين عرض الحائط بكل النصوص والقوانين، وإلا بم نفسر التأكيد على خصم يومي الجمعة والسبت وكل أيام الإضراب دفعة واحدة وفي في هذا الشهر؟”. وأكد ”إنباف” لوزارة التربية الوطنية أن ”سياسة التخويف والترهيب المنتهجة قد انتهت وتجاوزها الزمن، فالمربون هم من يلقنون غيرهم دروسا في التضحية والنضال”، كما أكد أن ”القفز على النقابة من خلال مراسلة الموظفين مباشرة في المؤسسات التربوية لثنيهم عن الإضراب وعزل القيادة الوطنية عن قواعدها محاولة يائسة وفاشلة، لأن هؤلاء الزملاء مهيكلون تنظيميا، ويمارسون نشاطهم في إطار قوانين الجمهورية، ولذا فإن الحل الأمثل هو انتهاج أسلوب الحوار الجاد والمسؤول الذي يفضي للحلول التي ما فتئت تروج لها وتتباهى بها أمام الرأي العام لإيهامه بأن المطالب قد تحققت”. وانتقد ”إنباف” إقحام وزير الشؤون الدينية والأوقاف نفسه في إضراب قطاع التربية ”الذي لا يعنيه، وكان الجدير به الاهتمام بقطاعه خاصة سلك الأئمة الذين هم في حاجة ماسة لتحسين ظروفهم الاجتماعية والمهنية لتأدية مهامهم على أكمل وجه، ولإعطاء المؤسسة الدينية مكانتها وقدسيتها يجب عدم إقحامها في مثل هذه القضايا سواء عن طريق وزيرها أو المفتين الذين أصبحوا يتصرفون خبط عشواء، وسيتسببون لا محالة في ضرب قدسية مهنتهم الشريفة في الصميم”. في المقابل أكدت نقابة ”سناباست” تواصل الإضراب أمس الأربعاء من طرف أساتذة التعليم الثانوي لليوم الثالث في أسبوعه الثاني على التوالي، حيث ”بلغت النسبة العامة للإضراب في هذا اليوم 57.86 %، رغم التهديدات والاستفزازت سواء على المستوى المحلي من طرف بعض المدراء والمفتشين، أو على المستوى الوطني من التعليمات والقرارات التي ترسل بها الوصاية من حين إلى آخر من أجل العدول عن الإضراب”. ونددت النقابة ب”دخول أطراف لا علاقة لها بالقطاع على خط الإضراب”، وراحت تُصدر فتاوى بتحريم الإضراب، مستدلة في ذلك بقواعد فقهية لا علاقة لها بالإضراب، ولهؤلاء فالأولى بهم أن ينشغلوا بقطاعهم ومشاكله، وأن يصدروا فتاواهم في قضايا الفساد والمفسدين، فنحن في جمهورية تحكتم لدستور وقوانين وليس لفتاوى مرشد أو زعيم كما هو معمول به في بعض البلدان” - تضيف النقابة في بيان لها - حيث نقلت استكمال - أمس - الجمعيات العامة للأساتذة، حيث سترفع تقاريرها إلى المكتب الوطني للنقابة، وعلى ضوئها سيحدد مصير الحركة الاحتجاجية وفق المستجدات الراهنة في الساحة التربوية. في المقابل، أكد المكلف بالإعلام على مستوى ”كناباست” مواصلة الإضراب، مستهجنا طريقة تعامل الوزارة مع القضية من خلال صب الزيت على النار من أجل تعفين الوضع، باعتمادها طرق غير قانونية على غرار الإعذارات والخصم من الأجور الذي لابد أن يخضع للتفاوض قبل الشروع فيه، داعيا الوزارة إلى اعتماد سبل أخرى قبل تأزم الأوضاع.