مازالت الأسباب التي يمكن أن ينشأ عنها مرض القولون العصبي غير معروفة، ولكن يُعتقد أنه خلل وظيفي ناتج عن زيادة في تحسس الأعصاب المسؤولة عن التحكم في حركة الأمعاء تؤدي إلى استجابة جسدية قوية تجاه محتويات الأمعاء من أطعمة أو إفرازات غازية، وقد يؤثر التوتر والإجهاد سلبا في الحالة بشكل عام. ومن الأعراض المعروفة لمرض القولون العصبي التي شخصها أطباء الاختصاص الآلام أو عدم الارتياح في البطن. وعادة ما يكون ذلك لمدة شهور أوسنوات تكون مصحوبة بنوبات من الإمساك أو الإسهال. وقد يكون الاثنان بشكل متبادل، وفي بعض الحالات يحس المصاب بالانتفاخات المزعجة في البطن، وغالبا ما يعاني المصابون بالقولون العصبي من بعض المشاكل النفسية مثل التوتر والقلق والاكتئاب. توجيهات غذائية: ونظرا لعدم وجود علاج قطعي لمرضى القولون العصبي يرى الأطباء أن الخطوة الأولى في العلاج هي التعرف على العوامل المحفزة ومحاولة التقليل منها، على أن تكون خطة دائمة لحياة الفرد وليست حلا مؤقتاً، وهذا قد يتطلب جهداً ليس سهلا على عاتق المريض، لكن ثماره تكون جيدة في كثير من الاحيان. وهنا بعض التوجيهات التي يراها هؤلاء الأطباء قد تساعد في الحد من أعراض القولون العصبي، خصوصا مع حلول شهر رمضان المبارك، حيث نلاحظ تغيرات جذرية تحدث لنمط الحياة ونوعية وموعد الوجبات الغذائية الرئيسية، وأوقات النوم والعمل بما يؤثر سلبا في الشخص العادي، فما بالك بمريض القولون العصبي. وكل هذه التغيرات يكون لها تأثير مباشر على القولون: - الإكثار من شرب السوائل في فترة الإفطار لمن يشتكي من حالات الإمساك المزمن للتعويض عن فترة الصيام، والتدرج في كميات الطعام عند الإفطار. - زيادة نسبة الأطعمة النباتية والألياف بشكل تدريجي (إلا أنه في بعض الحالات قد تزيد الألياف من أعراض المرض بسبب الغازات الناتجة عن تخمرها). - التقليل من النشويات (مثل الأرز والخبز وكل أنواع المعجنات والبطاطا) لأنها تنتج كميات كبيرة من الغازات في الأمعاء أثناء عمليات الهضم، وكذا التقليل من الدهون، حيث تكثر انواع الاطعمة المقلية على مائدة رمضان. - عدم الإكثار من المشروبات الغازية والكافيين لأنها تزيد من هيجان القولون. وتناول الوجبات وفقا لمواعيد محددة خلال ساعات الإفطار يساعد على انتظام عملية الهضم ويقلل من تقلصات الأمعاء. - بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بمعدل نصف ساعة ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع، يساعد على تحفيز تقلص الأمعاء ويقلل من الأعراض المصاحبة، كما يحد من الشعور بالتوتر والاكتئاب. وهناك بعض الأدوية التي يمكن استعمالها بدون وصفة طبية إلا انه يجب عدم الاكثار منها أو الاعتماد عليها لما قد تسببه من مضاعفات جانبية. وهذه الأدوية منها مضادات الإسهال (لوبيراميد – بزموث). أما الألياف الطبيعية فتستعمل للتخلص من الامساك، ولكن يجب أن يصاحب ذلك أخذ كميات كبيرة من الماء حتى لا تؤدي الى الامساك، وذلك لقوة امتصاصها للسوائل. علما أن استشارة الطبيب المختص أمر ضروري حتى يتم التأكد من التشخيص أولاً، ومن ثم متابعة العلاج ببعض الأدوية الموصوفة من ملينات مالحة والمسهلات المنبهة. كما ان هناك بعض الأدوية مثل (الألوسيترون) وهو مضاد للمستقبلات العصبية، حيث يزيد من استرخاء عضلات القولون. وفي الختام مازالت الأبحاث جارية في مجال علاج القولون العصبي، مع كثير من التطبيقات والأدوية التي مازالت قيد الدراسة.