فضلت العديد من العائلات الجزائرية قضاء عطلتها في المناطق الغربية وبالضبط السواحل التي تستقطب يوميا الآلاف من المصطافين خوفا من شبح الزلزال الذي يضرب بين الحين والآخر في الآونة الأخيرة، وشواطئ ولاية تيبازة خير دليل على ذلك وهذا نظرا لجمال شواطئها وتوفر الأمن في المنطقة. تشهد ولاية تيبازة مع انطلاق موسم الاصطياف إقبالا كبيرا من طرف السياح والمصطافين ممن اختاروا قضاء ما تبقى من عطلتهم في شواطئها التي تتسم بالجمال، ناهيك عن الأمن المتوفر بها، مما جعلها تحتل المراتب الأولى بدون منازع، فبالرغم من أن شهادة البعض بل الكثيرين فيها مجروحة مطلقين عليها تسمية لؤلؤة الساحل، غير أنها تعرف اقبالا ملحوظا مقارنة بالسنوات الماضية بسبب هوس العائلات وخوفهم من الزلزال المفاجئ الذي يضرب المناطق الوسطى، وهو ما دفعهم إلى هجر مساكنهم وديارهم بحثا عن الاستجمام فوق الرمال الذهبية للترفيه عن النفس وبعث البهجة والفرح في قلوب الأطفال. مشاريع تنموية وتهيئة الشواطئ ضاعف عدد السياح عرفت تيبازة العديد من المشاريع التنموية على غرار تهيئة بعض الشواطئ وتنقيتها وتوفير وسائل النقل التي تندرج في إطار برنامج ”الجزائر البيضاء”، حيث بات من السهل على المصطافين التنقل و الذهاب والإياب في أي وقت ودون عناء وبسعر زهيد، وهو الأمر الذي دفعنا للتنقل إلى بعض الشواطئ بالولاية للوقوف على بعض الآراء، حيث أعرب بعض المصطافين، ممن تحدثنا إليهم مبدين ارتياحهم ورضاهم عن المشاريع التي أضفت على المنطقة سحرا ورونقا. نفس الرأي وجدناه عند بعض العائلات ممن اختارت هذه المنطقة المألوفة -حسب قولهم- بالإضافة إلى توفرها على جميع الوسائل والمتطلبات اللازمة لموسم الاصطياف، ناهيك عن الأمن السائد بتمركز وحدات الأمن على اختلاف أسلاكها 24ساعة على 24ساعة. الذرة، سمك التونة وخبز الكوشة سمة المنطقة وما لفت انتباهنا هو إقبال المصطافين والزوار على شراء الذرة المشوية على الجمر وسمك التونة وخبز كوشة الطين باعتبارهم سمة المنطقة ورمزها البريدي مع كل موسم اصطياف، فتناول مثل هذه المأكولات بالقرب من شاطئ البحر يضفي نكهة مميزة وجوا أسريا مئة بالمائة، وهو ما لمسناه عند سمير القادم من ولاية البليدة قائلا : ”رائحة الذرة المشوية وخبز الكوشة المطهو فوق أوراق القصب مع سمك التونة مع الطماطم والبصل من أروع اللحظات التي أعيشها وأستمتع بها بعيدا عن ضوضاء المدن”. فسيفساء التاريخ جعلها متحفا لعشاق الآثار فضلا عن توفرها على مناطق سياحية خلابة، تزخر ولاية تيبازة بمتحف مفتوح من نفحات الثقافة الرومانية التي تصطدم بها نسائم البحر، كونها متواجدة على حافة السواحل وهو ماجعلها منطقة أثرية وسياحية بامتياز لتأخذك في رحلة عبر الزمن إلى ماضيها العريق الذي يرجع إلى آلاف السنين، حيث تفتح صفحاتها لزوارها، وبالضبط لعشاق الآثار لتروي لهم تاريخ الحضارات التي تركت بصمتها إلى غاية يومنا هذا.