أفادت التقارير الواردة من اليمن بأن طائرات التحالف العربي شنّت سلسلة غارات وصفت بالعنيفة على عدة مناطق في العاصمة اليمينة صنعاء، سُمع خلالها دوي انفجارات هزتّ أرجاء مختلفة من المدينة أدت إلى سقوط عدد مدنيين. كما قصف طيران التحالف معسكر الدفاع الجوي في الصليف بالحديدة غربي البلاد. وشهدت مناطق صنعاء وذمار في اليمن تظاهرات شعبية حاشدة رافضة للقصف، رفع خلالها المتظاهرون شعارات منددة بالغارات التي قتلت مئات المدنيين. كما رفع المشاركون العلم اليمني ودعوا الأطراف إلى استئناف الحوار بين الأطراف السياسية، ورفض أي تدخل خارجي عسكري أو سياسي في بلادهم. وكانت واشنطن ألقت باللائمة على المقاتلين الحوثيين إثر تجدد القصف الجوي الذي تقوده السعودية واتهمتهم باستغلال هدوء نسبي في الغارات لتحقيق تقدم في ساحة المعارك بدلا من المساعدة في تهيئة الساحة أمام محادثات سلام. ومن جهته، أكد نائب الرئيس اليمني خالد بحاح، في تصريحات صحافية، خلال زيارته للسفارة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض، أمس الثلاثاء، أن أي حوار لحل الصراع في اليمن، ”لابد أن يكون تحت مظلة قرار مجلس الأمن الدولي الأخير”، الذي فرض حظرا للسلاح على الحوثيين وحلفائهم. وأضاف: ”على الجميع أن يدرك أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 صنع إطارا لإنهاء الصراع، وأي مبادرة أو حوار سيكون على آلية تنفيذ هذا القرار فقط”. ومن جانبها، رفضت حركة الحوثيين قرار مجلس الأمن، واعتبرته ”دعماً للعدوان السعودي على اليمن”، وأكدت رفضها لأي تسوية سياسية يكون الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي طرفاً فيها. يذكر أنّ مجلس الأمن الدولي أقر في وقت سابق من هذا الشهر، بأغلبية الأصوات مشروع قرار خليجي، يفرض عقوبات على زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، وأحمد صالح النجل الأكبر للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ويتضمن تجميدا للأرصدة ومنعاً من السفر. ورفضت الحكومة اليمنية، الأحد الماضي، مبادرة علي عبدالله صالح للحوار بين طرفي الصراع، وأكدت أنه لم يعد له دور في مستقبل اليمن. وفي شأن متّصل، حمّل مبعوث الأممالمتحدة السابق إلى اليمن جمال بن عمر كافة الأطراف مسؤولية انهيار العملية السياسية في اليمن، معتبراً أن الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في البلاد شريطة عدم إقصاء أي طرف. ونقلت صحيفة ”وول ستريت جورنال” عن بن عمر قوله ”أن اليمنيين كانوا قريبين من التوصل إلى اتفاق يؤسس لتقاسم السلطة بين جميع الأطراف بمن فيهم الحوثيون”. وأنّ” الحملة السعودية أدت إلى تشديد المواقف”. وفي ظل تردي الأوضاع، أكّد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على ضرورة اعتماد الحوار في اليمن كوسيلة لحل الأزمة في اليمن، وشدد على أهمية دور الأممالمتحدة في تبني الحوار اليمني والإشراف عليه. ومن جهته، أعرب القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد علي جعفري في كلمة ألقاها، أول أمس، أن ”السعودية تحذو حذو ”إسرائيل” في المنطقة” فهي تقوم بقصف وابادة الشعب اليمني الرافض للهيمنة.