برأت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران المدعو “ب.ح” من جناية الحيازة والمتاجرة بالمخدرات عن طريق جماعة إجرامية منظمة والتي أدين على إثرها غيابيا خلال سنة 2012 بالمؤبد، ليطعن في الحكم الصادر في حقه ويمثل من جديد للمحاكمة، في حين التمس في حقه ممثل الحق العام المؤبد أيضا بناء على ذكر اسمه بالقضية المتعلقة بمحاولة تهريب أكثر من 23 قنطار من القنب الهندي التي كانت مخزنة داخل مزرعة بعين البيضاء خلال وقت سابق. أحداث القضية انطلقت عندما قام أفراد فرقة مكافحة المخدرات بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن وهران بمعية عناصر الفرقة الجنائية، بتطويق إحدى المزارع المهجورة والمتواجدة بقرية عين البيضاء بالمخرج الغربي لمدينة وهران بموجب أمر تفتيش صادر عن وكيل الجمهورية بمحكمة السانيا، كونها كانت تحتوي على شحنة معتبرة من المخدرات في طريق الشحن والنقل. وبعد قيام رجال الشرطة بترصد حركة الأشخاص الوافدين إليها تبين أنه لم يكن بداخلها سوى شخصان مكثا بضعة أيام بداخلها ولم يغادرانها. وبتاريخ 23 نوفمبر 2012 وبعد مرور شهرين من زمن التحقيق قامت عناصر الفرقة وبالتنسيق مع أفراد الفرقة الجنائية، باقتحام المزرعة التي ألقي القبض بداخلها على شخصين ويتعلق الأمر بالمتهم “ق.م” المكنى “قندسي” والبالغ من العمر 34 سنة ينحدر من مدينة مغنية ويقيم بمدينة الغزوات، أما الشخص الآخر فهو شاب يدعى “ب.م” مقيم بقرية عين البيضاء ويبلغ من العمر 23 سنة كلف و”قندسي” بحراسة المادة المحظورة. عند قيام رجال الشرطة من إخضاع المزرعة لعملية التفتيش الدقيقة عثر على مستوى المرآب، على شاحنة من الحجم الكبير من نوع “سافيام” مملوكة للمتهم “م.أ” المقيم بمغنية وهي زرقاء اللون حاملة للوحة ترقيم ولاية تلمسان ومهيأة على مستوى الجوانب بمخابئ سرية لاستيعاب كميات كبيرة من المخدرات. عند فتح هذه المخابئ السرية المتواجدة بالشاحنة عثر رجال الشرطة على كمية معتبرة من مادة الكيف التي كانت على شكل رزم تحتوي على صفائح مخدرات متساوية الحجم ووزن الواحدة منها 200 غرام، وبوزن إجمالي قدر ب23.80 قنطار من مادة المخدرات. كما ضبط أيضا على مستوى الشاحنة شحنة كبيرة من فاكهة البرتقال التي هيأها أفراد الشبكة لتغطية المخدرات لغرض التمويه وتظليل مصالح الأمن للإفلات من قبضتهم خلال الدوريات وأثناء المراقبات وعمليات التفتيش التي تتم على مستوى الحواجز الأمنية، كما ضبط داخل المزرعة على سيارة رونو 25 بدون كراسي خلفية مملوكة من طرف البارون “قندسي” والتي أثبتت الخبرة التقنية المنجزة عليها أنها مهيأة بمخابئ سرية لغرض تخزين المخدرات. ناهيك عن مبلغ مالي معتبر تم حجزه بخزانة خشبية متواجدة بإحدى الغرف المتواجدة بالطابق العلوي للمزرعة ثبت من خلال البحث والتحري المنجز أنها من عائدات المتاجرة غير المشروعة في المخدرات. عند اقتياد الشخصين الموقوفين بداخل المزرعة نحو مقر الفرقة بمديرية الأمن لمباشرة سماعهما أمام محاضر رجال الضبطية القضائية اعترفا أنهما ينشطان لحساب البارون “م.عدالة”، مدليان أن شحنة المخدرات المحجوزة كانت مهيأة للتوزيع والترويج على مستوى مدينة وهران وباقي الولايات المجاورة، كما استطاعا من خلال استنطاقهما أن يدليا أمام مصالح الأمن عن هوية بعض الأشخاص المتورطين في القضية والذين تم توقيفهم بمدينتي وهران ومغنية الحدودية، من بينهم امرأة من مدينة وهران كانت مكلفة أيضا بتخزين سموم المخزن المغربي. محكمة الجنايات سبق لها وأن أدانت الموقفين، ليبقى “ب.ح” في حالة فرار إلى غاية مثوله أمس ناكرا جملة وتفصيلا الأفعال المنسوبة إليه، حيث ذكر بأنه غاب عن أطوار محاكمة المتهمين السابقين بسبب تواجده بالمؤسسة العقابية بالحراش. أما عن علاقته بالقضية فذكر بأنه لم يهرّب أي بضاعة وأن ذنبه الوحيد هو أنه قدم الكثير من الخدمات للمتهم الموقوف بالقضية، الأمر الذي جعله يتمسك بعلاقته معه ويبقى على اتصال دائم.