مثلما شغلت قضية استقالة الأمين العام السابق للأفلان عمار سعداني الرأي العام الوطني بتساؤلات حول خلفياتها, ”حيرت” فرنسا التي حضرت في تصريحاته المثيرة للجدل, حيث وصفها الفرنسيون بالاستقالة الغامضة, وسط توقعات بسقوط وجوه أخرى وفق التوقعات. وقالت أمس النشرية الغربية ”ساحل أنتلجنس” إن استقالة سعداني شكلت ”مفاجأة للجميع, وهي الخطوة التي تثير العديد من الأسئلة على ضوء سياق سياسي حساس تعيشه البلاد”, وفق تعبيرها, متوقعة رؤية سقوط وجوه سياسية أخرى في الساحة الوطنية. وتغوص بشيء من التفصيل صحيفة ”لوموند” الفرنسية في تقرير لها تحدثت فيه عن استقالة الأمين العام لجبهة التحرير الوطني بعد تصريحاته الأخيرة التي اتهم فيها مدير المخابرات السابق, محمد مدين, المعروف باسم ”الجنرال توفيق”, بالتخابر لصالح فرنسا. وقال التقرير إن عمار سعداني علل استقالته المفاجئة والمثيرة للجدل؛ بأسباب صحية. وفي المقابل, رجحت أن تكون هذه الاستقالة نتيجة ضغوطات, مذكرة بعودة سعداني إلى الساحة السياسية بعد غياب دام أسبوعين؛ بتصريح قالت إنه ”خطير” اتهم فيه الجنرال توفيق بتزعم قدماء ضباط الجيش الفرنسي, وبالإضافة إلى ذلك, اتهم سعداني سلفه على رأس جبهة التحرير الوطني, عبد العزيز بلخادم, بالعمالة لصالح فرنسا. كما توجه بتصريح لاذع لقدماء الضباط الجزائريين في الجيش الفرنسي. وأشارت إلى أنه كثيرا ما أثار تاريخ قدماء ضباط الجيش الفرنسي جدلا واسعا, لكن الاتهام الذي وُجه للرئيس السابق لجهاز المخابرات بتدبير الصراع في ولاية غرداية, يعتبر الأخطر من نوعه على حد قول الصحيفة الفرنسية. وأكدت لوموند أن اتهام الجنرال توفيق بتدبير أحداث غرداية أثار اهتمام المسؤولين في أحزاب المعارضة. وفي المقابل, كان أحمد أويحيى, الوزير الأول السابق والأمين العام الحالي للتجمع الوطني الديمقراطي, أول من كذّب تصريحات سعداني وساند الجنرال توفيق. وبينت الصحيفة أن عمار سعداني, الذي يعتبر من أكبر معارضي الجنرال توفيق, قد أحرج جميع العاملين في الحكومة بعد تصريحه الأخير.