أنهى اجتماع المكتب الدائم للكتاب العرب في الجزائر فعالياته ببيان ختامي، بإدانته دعوة الرئيس الأمريكي لنقل سفارة بلاده في فلسطينالمحتلة إلى القدس الشريف، في محاولة لإضفاء الشرعية الدولية على تهويدها، واستنكر القرارات العنصرية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية بمنع رعايا سبع دول عربية وإسلامية من دخول أمريكا وربط الإسلام بالإرهاب، كما دعا إلى تحرير الأراضي العربية المحتلة سواء الجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، التي تحتلها إيران، أو الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية الواقعتين تحت الاحتلال الصهيوني، أو الاحتلال الإسباني لسبتة ومليلة في المغرب. وأكد البيان أن الظروف التي تمر بها المنطقة العربية في ظل المتغيرات الدولية، وتعاظم الأطماع الإقليمية، تستدعي من المثقفين العرب إعلاء قيم ثقافة المقاومة بكل تجلياتها، وتوجه الاتحاد العام إلى القادة العرب عشية انعقاد مؤتمر القمة في بغداد، لوقف نزيف الخلافات العربية التي عمقت الاختراق الدولي والإقليمي للأمن القومي العربي، ودعا إلى تضامن العرب وتكامل طاقاتهم، فبدون ذلك لا إمكانية لحماية الأمن القومي ولا لتحقيق الأمن الاجتماعي ولا للتنمية أو الإنماء. وأكد الاتحاد رفضه كل تدخل دولي أو إقليمي في شئون أي دولة عربية، ورفض كل محاولة لتصدير تجربة بعينها، فالشعب العربي هو صاحب الحق في اختيار نظامه السياسي بأسلوب ديمقراطي بعيدًا عن أي فوضى مسلحة. وأضاف البيان: إن ما يجري في أكثر من قطر عربي، بدافع من احتلال صهيوني وتدخلات أجنبية استعمارية ومخططات تقسيمية تفتيتية معلنة، واختراقات ثقافية معلومة الهدف، أسهم في تخريب النسيج المجتمعي العربي، وعمل على استبدال ثقافة المواطنة بثقافة الانتماء الضيق طائفيًّا أو مذهبيًّا أو عرقيًّا أو إثنيًّا، وهو ما ترفضه الثقافة العربية كليًّا. وقال: إن داعش وأخواتها من الجماعات التكفيرية تستخدم لغرضين متلازمين: الإساءة إلى الإسلام، وتبرير قيام الكيان العنصري الصهيوني فوق أرض فلسطينالمحتلة. ونبذ الاتحاد العام كل دعوة للتطرف والغُلو وأدان الأعمال التي ترتكبها الجماعات الإرهابية كافة في مصر وليبيا والعراق وسوريا واليمن والصومال وسواها من الأقطار العربية، ودعا إلى تغليب الوحدة الوطنية فهي المدخل لبناء الأوطان وبناء مجتمع العدالة والشفافية ومنع الفساد والرشوة. وعن القضية الفلسطينية حيَّا الاتحاد العام البطولات التي يسطرها الشباب الفلسطيني في وجه آلة الإرهاب الصهيوني، ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط على الصهاينة لوقف تهويد القدس، ورفع الحصار عن غزة ووقف الاستيطان الاستعماري في الضفة الغربية، كما دعا جميع القوى والفصائل الفلسطينية إلى توحيد جهودها، وأدان كل محاولات التطبيع مع العدو الصهيوني، ودعا الأدباء والكتاب العرب إلى مواجهة التطبيع الثقافي الذى تسعى اليه قوى صهيونية تحت مسميات مختلفة. وتوجهت الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وجميع الوفود المشاركة، بالشكر الجزيل لقيادة الجمهورية الجزائرية وحكومتها، على الحفاوة التي واكبت أعمال الدورة الحالية لمكتب الاتحاد، وتقدمت من اتحاد الكتاب الجزائريين بجزيل الامتنان على الجهود التي بذلت من قبلهم لإنجاح الندوة وأعمال الدورة.