يشكل خطر التحول الغذائي على شرايين القلب والآليات الجينية المرضية المشتركة بين داء السكري (الصنف 2) والمضاعفات على شرايين القلب، موضوع الأيام الدولية الثانية لداء السكري التي اختتمت فعالياتها أمس بجامعة قسنطينة• وفي هذا السياق أكد البروفيسور داود رولا رئيس أطباء بمصلحة الطب الداخلي بالمركز الاستشفائي الجامعي لقسنطينة في جلسة الافتتاح "وجود ترابط وصلة وثيقة بين هذه الأمراض الثلاثة التي عادة ما تزيد من أخطار عالية تتعلق بإمكانية الإصابة بداء السكري (الصنف 2) وبمضاعفة شرايين القلب ما يمثل خطرا وتهديدا كبيرين للصحة العمومية"• وتعد هذه العوامل الأساسية المحدثة لاختلالات في جسم الإنسان والمضاعفات الناجمة عنها على شرايين القلب من بين الأسباب الأولى للوفيات عبر العالم تفوق حتى حالات السرطان، حسبما أوضح البروفيسور رولا الذي ترأس أيضا اللجنة العلمية لهذه الجلسات التي شارك فيها ثلاثة أخصائيين فرنسيين في علم وظائف الأعضاء والاستغلال الوظيفي وطب النساء والغدد الصماء والإخصاب بالإضافة إلى أخصائي تونسي في علم وظائف الأعضاء• وتطرق المتدخل كذلك إلى مضاعفات داء السكري الذي سيصيب - حسب المنظمة العالمية للصحة - حوالي 350 مليون شخص عبر المعمورة وبخاصة في البلدان الصاعدة من الآن إلى غاية السنوات العشر المقبلة• وعرج المحاضر كذلك على إشكالية انتشار حالات السمنة أو البدانة المفرطة مؤكدا أن معدلها "يتزايد بشكل تناسبي بالنظر إلى معدل الإصابة بالسكري المرتبط به بشكل قوي ما يزيد من ارتفاع الحصيلة من حيث حالات الوفاة والعجز والتكفل المالي• وخلص المتدخل إلى أنه في انتظار التوصل إلى نتائج الدواء أو العلاج الذي مايزال حاليا في مرحلته التجريبية، يبقى "تعديل النظام الغذائي والعودة إلى عادات الطبخ السابقة وبخاصة منها المعروفة بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط والتشجيع على ممارسة الرياضة والمشي، من بين أهم الطرق الوقائية من السمنة والتخفيف من حدة آثارها الوخيمة التي تسبب في الإصابة بالسكري، كما أنه من شأن هذه الطرق الوقائية الحد من المضاعفات على شرايين القلب والتحول الغذائي في جسم الإنسان"• وفي مداخلة الدكتور عز الدين بلحاج مصطفى مختص في الطب الداخلي بالمركز الاستشفائي الجامعي بقسنطينة ورئيس لجنة تنظيم هذا الملتقى تطرق من جهته لمختلف جوانب الموضوع المطروح للنقاش كالسمنة والسكري والمضاعفات على شرايين القلب•