وفي هذا السياق اعتبر حسين طاوطاو مدير فرع عين امليلة للمركز الوطني للبحث فيما قبل التاريخ وفي علم الإنسان حسب وكالة الأنباء الجزائرية، أن أعمال التهيئة التي جرت مؤخرا على ضريح "ماسينيسا" بنطقة الخروب كادت أن تلحق أضرارا جسيمة على هذا الموقع لأن عملية الترميم لا تتماشى والمقاييس العالمية الصحيحة، كما أوضح حسين طاو طاو الحائز على دكتوراه في علم الآثار من جامعة الصربون الفرنسية أن أشغال تهيئة "صومعة لخروب" وهي التسمية الثانية للضريح لم تحترم فيها المعايير المطلوبة في مجال الحفظ الأثري، الأمر الذي يستدعي منا البحث في إستراتيجية جديدة للمحافظة على المواقع التاريخية والأثرية• وثمن المهندس نور الدين خلفي قائلا: إن هذا الملتقى الهام كان فرصة لنا للالتقاء وتبادل الآراء والخبرات الأمر الذي من شأنه أن يؤسس لقاعدة أساسية للشروع بجدية في عمليات ملموسة للحفاظ على التراث الأثري الذي نتطلع اليوم إلى الحفاظ عليه وترقيته، بالنظر لاستقطاب السياح إلى بلادنا الذي ينعكس بدوره بشكل إيجابي على الاقتصاد الوطني• ومن جهتهما اعتبر الفنانان التشكيليان عمار علالوش وعز الدين شاوش طيارة أن الملتقى كان مبادرة جيدة سمحت بلقاء مختصين بارزين من وسط وغرب وشرق البلاد حول هذا الموضوع، من شأنها أن تسهم في توضيح وتوحيد الرؤية حول هذه الحقبة التاريخية "النوميدية" التي تظل موضوع جدل لأنها كانت وإلى غاية اليوم محل دراسات من طرف مؤرخين أجانب وعرب نظرا لقلة المعطيات عنها• وأضاف في ذات السياق أن الوقت قد حان لاستئناف الحفريات الأثرية التي توقفت منذ الاستقلال والاستفادة بذلك من الكفاءات التي تكونت في مختلف جامعات البلاد في مجال علم الآثار• للإشارة فإن نوميديا هي لفظ مشتق من كلمة "نوميديا" المشتقة بدورها من الكلمة الإغريقية "نوماد" هي "حاملة لنفي الحضارة"•