يبدو أن الأزمة مست العظم بعد أن أذابت اللحم والشحم كما يقول الموالون الكبار، فقد عرفت البلديات المصنفة سهبية والمؤهلة للرعي، وعلى إثر الأخبار الرائجة مؤخرا والتي مفادها أن موالي البيض والأغواط والجلفة سيغزون تيارت وخاصة بعد انتشار سياسة الحكومة بأنه يجب المحافظة على الثروة الحيوانية والموجود ثلثيها بهذه الولايات وبعد اشتداد الجفاف، استنفرت هذه البلديات قدراتها للحد من الغزو بالخصوص موالي المنطقة (تيارت) وزادت مخاوفهم لكون الأراضي المحمية المخصصة حاليا لا تتسع لأكثر من 58 ألف رأس التي تنحدر من الولايات المذكورة، والمخاوف ازدادت لأن التجربة في أعوام الثمانينيات أدت إلى القضاء على الغطاء النباتي لكل من محميات القطيفة وسيدي عبد الرحمان وخاصة الشجيرات النباتية التي تعد إرثا لا ينضب ويعود على البلديات كالرصفة والشحيمة وسيدي عبد الرحمان وسيدي علي بموارد مالية معتبرة، ناهيك عن الأمراض المعدية التي تجلبها هذه الرؤوس من الماشية وحتى في طريقها وتنقلها بأعداد كبيرة فإنها تقضي على الأخضر واليابس وتحدث عراكا ومناوشات بين الموالين المحليين والرحل وصلت في العام الماضي إلى استعمال الأسلحة الحقيقية بين ولايتي تيارت والأغواط• وقد تإدي الظاهرة إلى انقراض مراعي العشب وجفاف موارد المجمعات المائية• وفي غياب حماية أملاك الموالين المحليين فإنهم سيلجؤون إلى حماية ثرواتهم بأنفسهم وقد تأهبت للظاهرة 13 بلدية كاملة• وللحد من الظاهرة فإن المحليين يطالبون بفتح محميات أخرى ويخشى الجميع انفلات الأمر والدوس على القوانين المنظمة للمحميات بسبب الجفاف•