تنفرد مدينة القالة عن مدن الساحل الجزائري الممتد على مسافة 1200 كلم بشعابها المرجانية القريبة من السطح، إذ لا يتجاوز عمقها 100 متر، هذه الثروة النفيسة والنادرة تشكل موردا هاما للبلاد، لا سيما ولاية الطارف، كما تحدث أحد صيادي مدينة القالة، فتزامنا مع اليوم العالمي للحفاظ على البيئة، أبدى مجتمع الصيادين بهذه المدينة الساحلية استيائهم من عصابات نهب وتدمير مادة المرجان بسواحل القالة، هذا ما أخل بالنظام البيئي للشعاب المرجانية التي تشكل موردا خصبا لنمو الأسماك، فحسب ما أدلى به هؤلاء الصيادون ومختصون في علم البحار بذات المنطقة، أن كمية كبيرة من الأسماك المميزة لحوض القالة مثل: الكروفات، باقر، براي••• باتت نادرة وهي مهددة بالإنقراض في ظل استمرار عمليات النهب، فهذه الأسماك تتخذ من المرجان نظاما بيئيا لها، ومنه تستمد ألوانها، وإذا تواصلت عمليات الإخلال بهذا النظام البيئي، سيحدث لسواحل مدينة القالة ما حدث لمدينة طبرقة التونسية، التي تفتقر سواحلها لأي صنف من الأسماك، فرغم صدور مرسوم وزاري عن وزارة الصيد البحري، والذي يقضي منع إستخراج المرجان إلى غاية 2015، كان السيد وزير الصيد البحري خلال زيارته لمدينة القالة صائفة 2007، قد قلص من هذه المدة، وإمكانية استغلال هذه الثروة إنطلاقا من سنة 2010، في ظل ما تم إكتشافه من مناطق مرجانية جديدة بسواحل القالة لم تستغل من قبل• يأتي هذا تزامنا مع السياسة المحكمة التي وضعتها السلطات الأمنية لردع المهربين لهذه المادة، فحسب ما صرحت به الجهات القضائية والإدارية، فإن مصالح الجمارك التابعة لولاية الطارف، تمكنت من حجز 600 كغ من المرجان عام 2005، أي ما يقارب قيمة 50 مليار سنتيم، كما أوقفت عدة أشخاص يحترفون هذه الحرفة عام 2006 وتحويلهم إلى القضاء، إلى جانب ضبط العديد من السيارات الناقلة• وحسب حصيلة الفرقة الولائية للدرك الوطني لسنة 2007، تم حجز 55 كغ من هذه الثروة، قدرت قيمتها المالية ب 14 مليون للكيلوغرام الواحد•