وذلك نتيجة لغياب الإشهار سواء خارج أسوار المعرض بالشوارع أو لدى وسائل الإعلام، حيث أنه بالرغم من مرور اليوم الرابع على تنظيمه فقد شهد المعرض إقبالا جد محتشم مقارنة بما كان ينتظره العارضون والذي ينجم عنه عادة إبرام العديد من الاتفاقيات والصفقات وذلك ما لمسناه خلال الزيارة التي قمنا بها بين أروقة وأجنحة المعرض، الذي عرف هذه المرة مشاركة متميزة للدول الأجنبية منها إيران، السنغال، باكستان، الهند، فرنسا وبولونيا لأول مرة والتي تمثلت مشاركتها في غرفة الصناعة فقط دون عرض منتوجات خاصة بها، فيما نال قطاع الصناعات التقليدية والحرف المتمثلة في ثمانية أجنحة خاصة بدولة إيران، ثم عرض مختلف الحلي والمصوغات بأسعار ملتهبة من 10 إلى 50 ألف دينار للعقد الواحد المشكل من مجموعة من الأحجار الكريمة منها "روبي، سفير،زمرد، عقيق وكهرمان" التي تشتهر في إيران، حيث شكلت هاته المعروضات نسبة 60 % من المنتوجات الأخرى، إلى جانب وحدة صناعة الآلات الزراعية والأشغال العمومية المتمثلة في مؤسسة "العزين" ومنتوجات أخرى التي اقتصر عليها معرض فرنسا المشكل أيضا من 14 جناحا خاصا بالأجهزة الإلكترومنزلية والإلكترونية، وتم عرض أيضا التجهيزات التأثيثية وبعض الملابس الهندية، في وقت غابت فيه العديد من المؤسسات الناشطة في مختلف المجالات وكذا العارضين المحليين لمختلف المنتوجات، حيث أنه إلى جانب غياب الجمهور لمسنا أيضا غياب المتنافسين من العارضين ونقصا كبيرا في عددهم، الذي لم يتعد 68 عارضا وهو الرقم الذي كشفته لنا خلية الاستعلامات للمعرض. من جهتهم، أجمع المشاركون في معرض وهران الدولي الذي انطلقت فعالياته من 20 ويتواصل إلى 27 من الشهر الجاري أن معارض العاصمة أنجح وأفضل المعارض التي تقام وتنظم وتكون فيها الكثير من الصفقات والاتفاقيات وطنيا، وتشهد إقبالا منقطع النظير من الجمهور منذ اليوم الأول وذلك راجع إلى الاحترافية الكبيرة في التنظيم سواء من جهة الإشهار أو التحكم في التنظيم. وقد كشف من جهته صاحب مؤسسة "الأمير" للتجارة وصناعة الحلي الإيرانية أن "أفضل المعارض التي شاركنا فيها كان بالعاصمة بمنطقة سيدي يحي، حيث كانت ناجحة في كل الجوانب، تأتي بعدها معارض الولايات الأخرى مثل وهران، تلمسان، بجاية وقسنطينة" وهو نفس التعليق الذي لمسناه عند صاحب مؤسسة "إيران ستي" للمصوغات. أما ممثل جناح السنغال، السيد عمر جلول فقد قال: "رغم مشاركتنا الثالثة من نوعها في المعارض، إلا أن بوهران السوق يبقى ناقصا في عدد الزبائن، وهو أفضل في العاصمة"، في الوقت الذي تمثلت فيه معروضات جناح دكار للسنغال في الصناعة التقليدية والحرف وكذا بعض الملابس التي تشتهر بها منطقة دكار والتي تعرف ب "فرام بوبو" وهي ملابس ترتديها عادة المرأة في المنزل، هذا إلى جانب بعض الحقائب التي تصنع من جلد الأفعى. واقتصرت المشاركة الهندية في هذا المعرض في الملابس والتأثيث المنزلي ومجموعة من الإكسسوارات الخاصة بالمرأة، حيث أوضح صاحب مؤسسة "فيفا" الهندية، السيد فاردن مهتا، أن المعارض بالعاصمة "أفضل بكثير من نظيرتها بوهران، حيث الإقبال على الأثاث المنزلي فقط وهذا بحكم تجربتنا التي تعدت 6 سنوات في المشاركة في المعارض التي تقام بمختلف ولايات الجزائر". في حين شكلت مختلف المعروضات الخاصة بأجهزة البناء نسبة 10 % مقارنة بالمنتوجات الأخرى على عكس تماما ما صرحت به إدارة المعرض وكانت لنا وقفة عند المؤسسة الوحيدة التي عرضت الآلات الزراعية والأشغال العموممية إلى جانب شركة تسويق المعدات والآلات الفلاحية، وقد صرح لنا صاحبها أنه تم إبرام اتفاقية مع مؤسسة إسبانية وأخرى صينية فيما يخص آلات قطاع البناء "إلا أن المشاركة في معارض العاصمة أفضل بكثير لأن هناك احترافية أكثر في التنظيم والعرض، حيث سبق للمؤسسة المشاركة أيضا في معرض ليبيا"، مضيفا أن منتوجات المؤسسة قادرة على المنافسة بنسبة 100 % "حيث نسعى للحصول على شهادة "إيزو" وذلك بفضل الضمانات التي تقدمها والجودة في الإنتاج الذي يضاهي أكبر الشركات العالمية ولنا تعامل خاص مع شركة أطلس - كوب كو - السويدية للرفع وزيادة الإنتاج الذي سيكتسح سوق دول المغرب العربي مستقبلا". الصناعات التقليدية شكلت 80 % من المعروضات في ذات السياق، قال ممثل الصناعات التقليدية والحرف لمنطقة القبائل أن "المعرض هذه المرة كان باردا جدا لقلة الجمهور ونقص المبيعات وكل سنة تمضي تكون السوق فيها أفضل وذلك راجع إلى المنافسة القوية للمنتوجات الإيرانية التي اقتحمت قطاع الصناعات التقليدية بقوة، حيث أنه بالرغم من ارتفاع سعر الحلي إلا أن الزبون أصبح يفضل المنتوجات الأجنبية عن المحلية". أما ممثلة الجناح الفرنسي للغرفة الصناعية، فقد قالت: "إن المعارض بالعاصمة دائما ناجحة مقارنة بوهران أو ولايات الجهة الغربية الأخرى والتي شكلت فيه المنتوجات الصناعية نسبة لم تتعد 40 %، كما أن بالرغم من وجود عدد كبير من الشركات إلا أن مشاركتها في المعرض كانت ضئيلة مع قلة المتعاملين الإقتصاديين الجزائريين الذين يضعون ثقة كبيرة في معارض العاصمة دون سواها، كما أن قلة الإشهار وانعدامه أعاق نجاح معرض وهران الدولي، ما جعل السوق بارد في المعرض". من حهته، قال مسؤول شركة التظاهرات الإقتصادية "أيماك": "إننا تجاوزنا هذه المرة المبيعات ودخلنا عالم الاحتراف في العرض والبيع عن طريق الإتفاقيات والصفقات"، مضيفا أن معارض العاصمة مقارنة بنظيرتها بوهران لها طابع مميز كونها مدينة اقتصادية كبرى، مفندا إلغاء مشاركات العديد من العارضين الأجانب في معرض وهران الدولي كما تردد كثيرا ولأسباب تبقى مجهولة.