بدأت القوات الأمريكية الخاصة في تدريب القوات الباكستانية شبه النظامية على مقاتلة مليشيات طالبان وتنظيم القاعدة، في خطوة تهدف لتعزيز جبهة محورية في مواجهة التشدد وسط تصاعد موجة العنف على جانبي الحدود بين أفغانستانوباكستان. وتضع المهمة الحساسة قوات أمريكية داخل أهم الجبهات الأمامية للحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة ضد الإرهاب والتشدد، وسط مخاوف من أن تؤدي لتأجيج مشاعر العداء ضد الأمريكيين، وفق الأسوشيتد برس. وقال عموري عظيم، من "حزب "الجماعة الإسلامية المتشدد: "القوات الخاصة الأمريكية أخفقت في أفغانستان والعراق.. أولئك الذين فشلوا في كل مكان ليسوا في وضع يتيح لهم تدريب شعبنا." وتزامن البرنامج التدريبي مع تشكيل بعض القبائل الباكستانية لمليشيات مسلحة، على غرار "مجالس الصحوة في العراق" للتصدي للعناصر المتشددة في المناطق النائية الخارجة عن سلطة حكومة إسلام أباد. ولم يعلن الجانبان رسمياً عن بدء البرنامج التدريبي، سوى ما كشفت عنه مصادر أمريكية وباكستانية للأسوشيتد برس عن وصول عشرات المدربين الأمريكيين إلى باكستان في مطلع أكتوبر الجاري. وأوضح المصدر الباكستاني أن القوات الأمريكية بدأت في تدريب المسؤولين البارزين لقوات فيلق الحدود شبه النظامية، في مكان مجهول في مناطق القبائل شمال غربي باكستان، قرب حدود أفغانستان. ومن جانبه قال المصدر الأمريكي إن القوات الخاصة ستبقى في باكستان لشهور قليلة، موضحاً أن "البنتاغون لا يتعزم إرسال المزيد من المدربين إلى هناك." وقدمت الولاياتالمتحدة قرابة 10 مليارات دولار لحكومة الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف، منذ تحوله عن دعم حركة طالبان المتشددة في أفغانستان، في أعقاب هجمات 11/9 عام 2001. وخصصت معظم تلك الأموال للجيش الباكستاني، تلقى "فيلق الحدود" شبه النظامي منها 70 مليون دولار. ودربت الولاياتالمتحدة "مجموعة الخدمات الخاصة" وهي وحدة كوماندوز باكستانية أشرفت على سحق المليشيات المنفذة لللمية "المسجد الأحمر" العام الماضي. كما قدمت إدارة واشنطن مروحيات عسكرية مقاتلة يعتمد عليها الجيش الباكستاني خلال عملياته في مناطق القبائل المتاخمة للحدود الأفغانية. ويتهم باكستانيون الجيش بشن حرب ضد أبناء شبعه بتفويض وأوامر من واشنطن. ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن بعض عناصر من "فيلق الحدود" شبة النظامية تتعاطف مع المليشيات المسلحة وتتغاضى عن عمليات تسللها عبر الحدود إلى داخل باكستان لشن هجمات ضد القوات الدولية هناك. ويذكر أن الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف شكل قوات "فيلق الحدود" عام 2007 للتصدي لمقاتلي طالبان والقاعدة في المنطقة