رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: مجزرة بيت لاهيا إمعان في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ونتيجة للفيتو الأمريكي    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    توقرت: 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    التزام عميق للجزائر بالمواثيق الدولية للتكفّل بحقوق الطفل    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خلافنا مع أبوجرة ليس حول التسيير بل هو خلاف منهجي وسياسي وتنظيمي
عبد المجيد مناصرة في أول حوار بعد المؤتمر ل "الفجر"
نشر في الفجر يوم 02 - 12 - 2008

قال عبد المجيد مناصرة في حوار تفاعلي أجرته معه جريدة "الفجر" انطلاقا من أسئلة قرائها، إن الخلاف مع أبو جرة سلطاني ليس خلافا حول تسيير الحركة بل هو خلاف منهجي سياسي وتنظيمي. وتأسف لتحوله إلى انقسامات داخل الحركة نظرا لغلق منافذ الحوار. كما ينفي مناصرة وجود أي اتصالات للمّ الشمل، ويقول إن تهديدات القيادة لن تؤدي إلى التراجع عن التغيير.
- منصب رئيس الحركة، هو منصب عزيز على أبنائها، ومن يشغله عليه التفرغ له وعدم القيام بأدوار سياسية أخرى. المرحوم الشيخ محفوظ نحناح كان مستوعبا لجميع الخلافات ويشرك الجميع في اتخاذ القرارات، أما أبو جرة فهو أحادي النظرة، لهذا تعمق الخلاف وامتد من القمة إلى القاعدة. نسبة نمو الحركة ضعيفة جدا تقدر ب 1 بالمائة، فنحن نتغذى من الجامعات، لكن بشكل قليل جدا، والسبب في هذا التراجع هو ابتعاد القيادة عن النهج الصحيح. في الحقيقة لا توجد أي اتصالات للم الشمل وتهديدات القيادة باللجوء إلى إجراءات خلال المهلة الممتدة إلى نهاية السنة لن تجعلنا نتراجع عن ضرورة حدوث تغيير بالحركة. أنا أؤمن بالتحالف، لكن لست راضيا عن الأداء، فهو ضعيف والسبب في ذلك التسيير الذي يقوم به الأشخاص.
س: حتى الآن لا يبدو أن أموركم تسير باتجاه تسوية الخلاف، وقد كان من المتوقع أن يسوى الخلاف داخل المؤتمر ثم داخل مجلس الشورى ومؤسسات الحركة، لكن على ما يبدو الأمر معقد جدا؟
ج: لقد دخلنا إلى المؤتمر مختلفين، وكان من المفترض أن يحسم المؤتمر الخلاف، لكن لما أغلقت كل منافذ التغيير خرجنا من المؤتمر الرابع منقسمين. كانت هناك فرصة بعد المؤتمر للعلاجات الهادئة، وللأسف الشديد لم يحدث ذلك، لأن الشعور بالانتصار والرغبة في الهيمنة والإقصاء والتبعية طغت بشكل كبير، ولهذا السبب تعمقت الإنقسامات الآن حتى على المستوى القاعدي، لم يحدث في تاريخ الحركة انقسامات، لأن القيادة كانت تستوعب جميع الإنتقادات.
س: هل الخلاف هو حول تسيير الحركة فقط؟ لا، لو كان الخلاف حول التسيير لسهل حله، بل الخلافات منهجية، سياسية وتنظيمية. وكان من المفروض أن تستوعب القيادة هذه الخلافات لتجعل منها ديناميكية في تسيير الحزب، لكن أن تغلق المنافذ لتتطور الخلافات إلى انقسامات فهذا أمر مؤسف.
س: أشرت إلى أن الخلاف منهجي، ثم سياسي، ثم بعد ذلك تنظيمي، فماذا تقصد بكل مصطلح؟ أنا أتحفظ حول إعطاء تفاصيل دقيقة حول طبيعة الخلاف، لأنه بالنسبة لي هو داخلي ولاأزال آمل في حله داخليا.
س: إذن، الاتصالات لاتزال متواصلة؟ لا توجد أي اتصالات الآن، لقد راسلنا رئيس الحركة، وهو لا يريد التواصل، فهو يسير في طريق أحادي، هناك جهود، لكن لم تحقق الهدف، ولهذا عمليا لا يوجد شيء.
س: بعض التصريحات تقول أنه إذا لم تظهروا اعتدالكم حتى نهاية السنة ستتخذ ضدكم إجراءات، ما تعليقك؟ هذه التصريحات غريبة على مفرداتنا وأدبياتنا، ويمكن أن نواجه الأشخاص الذين يرددونها بنفس الكلام، فنحن أيضا نطلب منهم الإستقامة من الآن حتى نهاية السنة وإلا انتقلنا إلى مستوى آخر. فالحركة ليست شركة أو مؤسسة، فهي تسير بقناعة وليس بالضغوطات ولا بالتهديدات، فلا شيء يلزم الفرد بالبقاء فيها إلا قناعاته والتقاء أهدافه مع مناضلين آخرين، فاللغة التي تصلح هي لغة الجمع والحوار والوحدة وعدم الإقصاء.
س: موازين القوى داخل مجلس الشورى هي في صالح من؟ ويقال سياسيا أنه إذا تساوى الطرفان في موازين القوى تمسك كل طرف برأيه؟ نحن لم نفقد أي شخص داخل مجلس الشورى كان في صفنا، بل ازدادت قناعة الناس، فلغة الإغراءات ليست متداولة، الشيخ المرحوم نحناح لم يهدد أي شخص ولم يعاقب أحدا، فهناك من ترشحوا في الفيس، وهناك من انتقدوه في الصحافة، رغم ذلك لم يغلق الباب في وجه أحد.
س: هل أنتم تحضرون بشكل عادي اجتماعات الحركة؟ مجلس الشورى الذي عقد خلال المؤتمر وبعد المؤتمر شاركت فيه، لكن المؤتمرين اللذان نظما بعد ذلك قاطعناهما للتعبير على ضرورة التغيير. نحن لا نطبق سياسة الهروب إلى الأمام، طالبنا منه معالجة الوضع والذهاب إلى أشياء أخرى. ولهذا حصل انقسام شاقولي، من القمة حتى القاعدة ولو كان المشكل في مجموعة من الأشخاص لفصلناهم وانتهى الأمر، لكن الأمر أعمق، فلا يمكن لشجرة أن تغطي غابة !
س: ماذا تقصدون بحركة التغيير؟ نقصد الأشخاص، السياسات، المواقف وسلوكات التسيير، قناعتنا بالتغيير تعمقت أكثر، لأن الحركات التي لا يكون فيها تغيير تجمد وتموت وتنقرض. الوقوف في وجه التغيير ليس منهجا صحيحا، فالذي نجح في الولايات المتحدة الأمريكية هو التغيير.
س: كيف هي موازين القوى بين الفريقين الآن؟ كم هو عدد المكاتب الولائية التي تتبع تيار التغيير؟ نحن لم نشارك في الهيكلة، لأنها كانت السلوك الخاطئ، كان من المفروض إصلاح الأوضاع، ثم الهيكلة ولهذا تمت بدون مناضلين حقيقيين، نحن لسنا حزبا إداريا، بل حزبا أساسه الدعوة لم تقمها لا وزارة الداخلية ولا قانون الأحزاب، بل قناعات الدعوة هي التي جمعت الناس. نحن لا نعترف بالهياكل الموجودة كونها كرست التقسيم.
س: من المفروض أن الأقلية تخضع للأغلبية بحكم المؤتمر. للأسف الشديد المؤتمر لم يناقش شيئا، فلم يتدخل مناضل واحد، ولم تناقش وثيقة واحدة، فطيلة أربعة أيام والمؤتمر مسدود، ولم ينفرج إلا لما انسحبت منه، فكل هذا الوضع كان ينذر بالإنقسام.
س: لماذا انسحبت من المؤتمر؟ انسحبت حفاظا على وحدة الحركة، فلا يمكن لي أن أشهد انقسامها، وأنا الذي دخلتها وعمري 18 سنة، ولكن تحول الأمر إلى انتصار وانهزام والحرص على الهيمنة وهذا للأسف الشديد لا يخدم الحزب.
س: 46 بالمائة من حركة التغيير جعلتك تنسحب من دون أي ثمن؟ أنا لم أكن أبحث عن ثمن، ولم تكن لي رغبة شخصية في رئاسة الحركة، فأغلبية المناضلين كانوا ينشدون التغيير، وهم ليسوا وافدين جدد، فأغلبيتهم عايشوا الأزمة.
س: هل مشاركة الحركة في التحالف الرئاسي والتقرب من السلطة لا يرضيكم؟ التحالفات هي من استراتيجياتنا، لكن لما صنعناها مع الشيخ نحناح كانت غير التي نراها اليوم، ولهذا فالخلافات ليس على الإستراتيجية، وإنما على تسييرها وليس بتقديم المصلحة الخاصة على العامة والوطنية على الديمقراطية، الشيخ نحناح كان يحافظ على هذه الجوانب، ومشارك يدري تماما متى يقول "نعم" ومتى يقوم "لا"، كان أقرب من الشعب إليه من السلطة، حافظ على شخصيته بعيدا على أن يسجن في منصب سياسي معين، محافظا على التوازن الذي هو من صميم منهج الحركة، الآن المواقف زالت، التبعية اشتدت، الشيخ كان يحافظ على استقلالية الحركة، كان يشارك برأيه ولم يكن تابعا.
س: مارأيك في مشاركة الحركة في الحكم؟ تاريخ سلطاني هو اقتراب من السلطة، والإقتراب من السلطة له سلبياته وإيجابياته، ومن سلبياته أن يصلك منه الأذى والتقليد في السلوكات الخاطئة، وأحيانا التنافس عليه ويصبح هو أولوية على حساب الحركة، ونحن لما طالبنا بالتغيير، لنجعل الأولوية المجتمع وليس السلطة، لقد قدمنا الكثير لهذه الدولة حتى تستقر وتعود لها مؤسساتها الديمقراطية في مرحلة العنف، والآن الأولوية هي المجتمع لأنه يوجد رخاء مالي، وتحسن أمني واستقرار سياسي، لهذا لابد من تحقيق حاجيات المجتمع.
س: ألا ترى أن مواقف الحركة مقتربة أكثر من السلطة؟ مواقف الحركة أعانت الدولة التي كانت مهددة بالزوال في وقت مضى.
س: هل أعانت الدولة أم السلطة؟ أعانت الدولة وليس السلطة، محفوظ نحناح كانت له عبارة تقول "نحن ندعم الدولة ونعارض السلطة"، لأن السلطة رجال ومؤسسات ولكن الدولة للجميع بأرضها وشعبها، نحن نجحنا في حماية الدولة في وقت كان فيه الإرهاب يلتهم كل شيء، فنحن من صنع منهج الإعتدال الوسطي، الذي أصبح بعد ذلك يتغنى به الجميع، كان يقال لنا أن هذه "ميوعة"، فحتى الذين كانوا يحملون السلاح هم يتغنون اليوم بالإعتدال.
س: هل هو منهج إخواني عام، أم منهج الحركة؟ فيه مدرسة إسلامية لهذا المنهج، لكن في الواقع لم يبرز إلا عندنا، وقد مكننا هذا من الحفاظ على الدولة، صحيح ألغي المسار الإنتخابي، رغم معارضتنا لذلك، وكنا مصرين على المصالحة الوطنية والعودة للمؤسسات، ولما شاركنا في المجلس الوطني الإنتقالي طالبنا بضرورة التقليص من المرحلة الإنتقالية والعودة للمسار الديمقراطي.
س: ما رأي حركة الإخوان في الخلاف الموجود داخل الحركة؟ نحن مشكلنا جزائري وموجود على المستوى الداخلي، وحله يتم في بيت حمس.
س: ماذا عن وثيقة لندن التي قالت بعض التقارير الإعلامية إنكم تتمسكون بها أرضية للحل والتي أسهم إليها مكتب إرشاد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين؟ والتي يأتي على رأسها الفصل في رئاسة الحركة والإستوزار؟ أولا، نحن لا نعترف بشيء إسمه وثيقة لندن وما تنشره وسائل الإعلام لسنا ملزمين به، حقيقة نحن ننصح من حركات سياسية غير إخوانية، وإخوانية وبعثية، بلم الشمل، لكن دون وثائق، أما قضية الإستوزار، فهو مطلب معروف وقديم عندنا، والمؤتمر قد صادق على ضرورة عدم الجمع بين الإثنين، لأنه في نظرنا منصب الرئاسة هو عزيز جدا على أبناء الحركة لهذا لا نريد له شريكا.
س: ما هي تعليقاتك على تصريحات مهدي عاكف، مرشد الإخوان المسلمين بمصر؟ عندما يقول مرشد عاكف شيئا، فهو من باب حرصه على الحركة التي يعرفها منذ عهد الشيخ نحناح.
س: ماذا عن لجنة الصلح؟ لم يكن هناك صلح حتى نشكل له لجنة.
س: قالت قيادة الحركة إنها ستتخذ ضدك إجراءات إذا لم يكن هناك اعتدال، ومهلتها لذلك هي قبل نهاية السنة. نحن مستعدون للحوار، يجب أن نواجه بشكل مباشر وليس بالهروب إلى الأمام، لغة التهديد والعنف يمكن أن تتحول ضده، لأننا نحن أيضا نعطيه مهلة حتى نهاية السنة لإصلاح الأمور وإلا تصرفنا على مستوى آخر.
س: هل تفكرون في تأسيس حركة سياسية إذا ظل الوضع مسدودا؟ خياراتنا كلها هي إصلاح الأمور، ونحن لانزال داخل الحركة، ولسنا منشقين ولا متمردين ولا أقلية متمردة، وإذا حدث شيء جديد فلكل مقام مقال، وسنستشير الجميع للقيام بشيء ما، بناء على وجهات النظر المتبادلة، فإذا وصلنا إلى مرحلة اليأس من المعالجة سنجتمع ونقرر.
س: الإنسداد ثقيل ولا يجمد الحركة تقريبا؟ لأنه لا يمكن تسيير الحركة بنصف مناضلين، لا يمكن إلغاء نصف كامل من المناضلين.
س: إصلاحية المشاركة، ماذا تعني لك؟ عند البعض إصلاحية المشاركة هي ملء الكرسي والإئتلاف مع الواقع، نحن نطالب بالمشاركة الداعية للمعروف والناهية عن المنكر، لابد أن تكون قائمة على الإصلاح والتقويم وإزالة الفساد، كانت لمشاركتنا هدف، لكن مع مرور الوقت أصبح يظن البعض أن مشاركتنا هي شكلية. أبو جرة سلطاني قدم انتقادات حادة لحكومة أويحيى، بعد ذلك سكت عندما عاد ثانية إلى الحكومة بعد استخلافه في منصب عبد العزيز بلخادم، ما رأيك؟ رئيس الجمهورية هو من اختار أويحيى ليكون وزيره الأول، وهذا أمر لا يعنينا؟
س: لكن أنتم طرف في التحالف؟ لكن لا نستشار في تعيين الوزير الأول ولا الوزراء، ولهذا الأمر لا يعنينا.
س: تعديل الدستور هل هو فعل سياسي ضروري للمرحلة الحالية؟ هو من صلاحيات الرئيس، وقد عرضه على البرلمان ووافق عليه.
س: نلاحظ أن الإنتقادات الموجهة للحركة أكثر من تلك الموجهة للحكومة؟ الموضوع الداخلي هو الذي يشكل الأولوية بالنسبة لنا، فالحركة منقسمة، لا يمكنها تغيير السياسات.
س: إذن أنتم راضون عن أداء الحكومة؟ نحن لسنا راضين، شاركنا في صناعة التحالف وهو مفيد للساحة السياسية والديمقراطية، لأن سوء الأداء يرجع للأشخاص، نحن نفرق بين الإستراتيجية والأداء والتسيير بعيدا عن الأهداف، لأنه فلكلوري ومناسباتي، فلا توجد أنشطة مشتركة.
س: المسؤولية يتحملها رئيس الحركة أم التحالف ذاته؟ جزء يتحمله التحالف وجزء رئاسة الحركة، فمن أخلاق التحالف عدم انتقاد شخص بطريقة تجعلك لا تجالسه مرة أخرى. الأسباب الأخرى ترجع إلى وجود أهداف شخصية وحزبية، تعلو على
الأهداف المشتركة.
س: ما هي المراجعات الأساسية المطروحة على حركة مجتمع السلم؟ كل الأحزاب في حاجة إلى مراجعات، لأنه يحدث للحركات أن تشيخ وتموت ببطء، كالتنظيمات الجهادية التي راجعت نفسها وحكمت على تجربتها بالخطأ. ونجد أيضا مراجعات فكرية، كالمسافة التي يجب أن تكون بين السلطة والمجتمع ولهذا نحرص على أن تكون المراجعات قائمة على أولوية المجتمع على السلطة، إعادة النظر في تجنيد المواطنين في صفوف الحركة، لأن نسبة نموها 1 % بالإضافة إلى الإهتمام بالموارد البشرية وتكوينها والمشاركة في تنشيط الديمقراطية بالجزائر.
س: عبر أحد رسامي الكاريكاتير عن التحولات داخل الحركة انطلاقا من كثافة لحى رؤساء الحركة، فهي كانت لدى الراحل محفوظ نحناح كثيفة نوعا ما، وهي أقل كثافة عند أبوجرة سلطاني وهي أقل كثافة عندك، هل في الأمر ما توحي به نوعية اللحية من موقف فكري أو من موقف إيديولوجي، هل كلما قلت اللحية كان الإبتعاد عن خط محفوظ نحناح مثلا؟ لحية الشيخ المرحوم محفوظ نحناح كانت قصيرة ولحية أبو جرة طويلة، ولحيتي هي أثبت اللحى، فلكل شخص سر في لحيته.
س: كيف ستتعاملون مع الإنتخابات الرئاسية القادمة، هل أنتم مع أن يكون للحركة مرشح، أم أنكم ستدعمون مرشحا من خارج الحركة؟ مجلس الشورى هو من يقرر ذلك في الوقت المناسب.
س: توجد هناك أطراف تريد ترشيح السيد مناصرة للإنتخابات الرئاسية، ما رأيك؟ القضية مطروحة، لكنني لم أفكر في الموضوع وليست لي رغبة في ذلك.
س: ماهي شروط مناصرة في الوصول إلى المصالحة داخل الحركة؟ إعادة هيكلة المؤسسات على المستوى القاعدي بدون إقصاء ووفقا للوائح، حماية الرصيد الموجود في الحركة وعدم تكسيره، وجود إرادة حقيقية في الإصلاح لدى الجميع، أغلبية المسائل في عهد المرحوم نحناح لم نكن نصوت عليها بل كنا نتناقش فيها ويتم التوافق بيننا، لم نكن نعاني من مشكلة الشرعية، وهذه الطريقة كانت تجعل الجميع يتحملون المسؤولية معه، مثلا عندما ترشح في الإنتخابات الرئاسية لسنة 1995 شاركناه الرأي، وفي 99 أقصي وتحملنا معه المسؤولية أيضا. ولهذا أقول لأبو جرة إننا لسنا في شركات وإنما في حزب سياسي، من نتائج هذه النظرية الأحادية في التسيير هو تراجع الحزب، ففي سنة 1991 كان عدد الأصوات التي تحصلنا عليها 400 ألف صوت، وفي 2007 تحصلنا على 600 ألف صوت، نلاحظ أن نسبة النمو بطيئة جدا، أي 1 بالمائة، وهي نسبة متمخضة عن عائلات المناضلين القدامى بفعل التزاوج، فنحن نتغذى الآن من الجامعات، لكن النسبة قليلة جدا جدا.
س: النضال السياسي لحمس والأحزاب الأخرى بماذا أفاد الديمقراطية في الجزائر؟ في بداية الأمر كانت هناك حيوية وحركية، وكانت المعارضة موجودة وتنشط، ولما أتت الأزمة الأمنية لم تترك نكهة للفعل السياسي، لأنه أحيانا التعبير عن الرأي مكلف والذي نشاهده الآن ركودا بعد أن كنا نتجه في السابق نحو الديمقراطية.
س: ما تعليقك على الإنشقاقات التي تشهدها أغلبية الأحزاب الآن؟ هو شيء مفيد، لأن الركود قاتل، لكن مع شروط إدارة الخلافات واستيعاب جميع الآراء وعدم غلق منافذ التغيير لأن المناضلين الحقيقيين لا يمكن أن تسكتهم إلى الأبد، نلاحظ أن الأحزاب الآن لا تعيش ديمقراطية، فسلطة السلطة توسعت، المجتمع لم يعد ينتج قيادات، فحصل عقم واستقالة، نلاحظ وجود حيوية إجتماعية كبيرة، وفي نفس الوقت وفرة مالية كبيرة، وقلة نمو اقتصادي وأحزاب بدون ديمقراطية، فهذه الظروف يمكن أن تولد حركة في المجتمع قد تكون عنيفة جدا.
س: ما تعليقك على ما عاشته حركة الإصلاح والإرشاد بعد المؤتمر الرابع؟ لقد تعرضت للسطو من قبل قيادة أبو جرة، وهذا شيء مؤسف جدا.
س: ماذا يقرأ الأستاذ مناصرة؟ أقرأ للشيخ القرضاوي في الجوانب الشرعية والإمام الغزالي رحمه الله.
س: من هو الأقرب إليك، إبن تيمية أم إبن خلدون؟ أظن أن كل واحد أبدع في مجاله، فابن تيمية فصل في السياسة الشرعية، وابن خلدون في الحضارة والعمران.
س: في رأيك من هو الأصلح الآن للمجتمع الجزائري؟ إبن خلدون، وكما أن إبن قيم الجوزية قد فصل جيدا في السياسة الشرعية التي أسسها على قاعدة تقول "الصدق في الأخبار والعدل في الإنشاء" وأظن أن هذا ما نحتاج إليه الآن.
س: من هو الأقرب للأستاذ مناصرة، إبن رشد، أبو حامد الغزالي أم القرضاوي؟ أظن أن كل شخص أبدع في مجاله، فأبو حامد الغزالي أبدع في التربية الروحية والآخرون في مجالاتهم.
س: اقتصاديا ما هو انتماؤك؟ أنا لست اشتراكيا ولا ليبيراليا، أن مع الإقتصاد الحر، لكن ليس كما هو حاصل الآن، فأنا مع المنافسة النزيهة والشفافية.
أجرى الحوار : مصطفى هميسي / شريفة ع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.