"...من يريد اتهام المؤلف بالغموض عليه أولا فحص دخيلته والتأكد إذا كان الأمر هنا أيضا في غاية الوضوح، ففي الغسق تصبح الكتابة الواضحة جدا غير مقروءة، وثمة فرق بين أن تقرأ للمتعة والإثارة أو أن تقرأ للمعرفة والتعلم"... بهذه العبارة استهل الكاتب الجزائري حمزة باديس تقديم باكورته الروائية التي جاءت بعنوان"القبو" الصادرة عن دار الفارابي للنشر والتوزيع في بيروت.. قام باديس بإهداء عمله هذا إلى روح الكاتب المغربي الراحل محمد شكري حيث يقول في مقدمة العمل،" بداية لابد لي من تقديم الشكر والعرفان لصاحب"الخبز الحافي" المرحوم محمد شكري، ثائر الكلمة الصادقة المباشرة الشجاعة فهو شيخ الألم التمرد الحر" تدور أحداث الرواية فى مدينة قسنطينة، على مقربة من الحدود التونسية ويبدو شغف الكاتب حمزة باديس بمدينة قسنطينة واضحاً فيقول عنها، "مدينة الجسور المعلقة، عاصمة الشرق الجزائري، مدينة العلم والعلماء.. كلها أسماء لهذه المدينة الساحرة، التي تبدو معلقة في الهواء كجسورها.. معلقة بهواجس الغيبيات وأساطير الجن والعفاريت والسحر". ومن مدينة قسنطينة إلى العاصمة، يتحرك الكاتب في لغة مشحونة وأحداث تحاول اللحاق بالواقع الجزائري المضطرب خلال السنوات الأخيرة، عبر استعراض التاريخ الجزائري بدءاً من زمن الاستعمار الفرنسي حتى يومنا هذا.