منذ سنوات والعربية السعودية تفقد شيئا فشيئا سيطرتها على الوضع العام في الحج .. رغم التحسينات التي تحدث كل عام من أجل التحكم في أداء هذه الشعيرة المهمة في الإسلام ! لقد بذلت السعودية جهودا جبارة في تطوير المرافق وتحسين التنظيم ومع ذلك لم تتحسن الأمور كما يجب ! والسبب بالطبع لا يعود إلى ضيق المرافق المحيطة بأماكن الشعائر .. بل يعود أيضا إلى نوعية الحجاج .. ففي المدة الأخيرة تطورت نوعية الحجاج، فأصبح وزراء ورؤساء وملوك الدول الإسلامية يحجون تباعا .. ليس لأداء فريضة الحج فقط، بل أيضا للقيام برمي الذنوب هناك في السعودية ويرجعون إلى بلدانهم كيوم ولدتهم أمهاتهم .. وبذلك حول هؤلاء الحكام السعودية إلى مكان لرمي النفايات والذنوب ! ولما كانت ذنوب الحكام كبيرة وعظيمة فقد ضاقت بها البقاع المقدسة بما رحبت ! ولذك فسد الحج وأصبح من الصعب أن يحج الحاج ويرجع فعلا كيوم ولدته أمه .. وإذا أرادت العربية السعودية فعلا تحسين وضع الحج عليها أن تطلب فتوى من علماء المسلمين تنص على أن ذنوب الحكام في حق شعوبهم من الكبائر التي لا تغتفر بالحج ! وعندها سينخفض عدد الحجاج من الرسميين الذين يخلقون المشاكل للحجيج بتنقلاتهم في سيارات مريحة بين الأماكن المقدسة ! إن سياحة الحكام بين الحجيج في الأماكن المقدسة على متن السيارات الفاخرة والسكن في الفنادق 5 نجوم .. والتضييق على المواطنين في الحج بعد التضييق عليهم في بلدانهم سيزيد من حجم الذنوب التي ترمى في السعودية .. وهي ذنوب ملوثة مثل النفايات النووية ! والمطلوب أن يحج الحكام على ظهر الجمال، كما كان يحج الرسول (ص) كي تغفر لهم الكبائر ! وأن يشترط على الحاج الحاكم أن لا يعود للحكم عندما يحج كي تغفر له ذنوبه !