عندما كتب ابن المقفع كليلة ودمنة تخطى الجنس البشري•• وعندما كتب جول فيرن عام 1860 روايته "باريس في القرن العشرين" تخطى الزمان•• وعندما وزع وجدي الأهدل الأبطال في روايته "فيلسوف الكرنتينة" كان البطل الرئيس هو الدود الذي يأكل الجثث•• قد تسمح لنا هذه النماذج من الهرب سريعاً من السير الذاتية فليس فيها ما يدعو لترصد الكاتب•• ترى كم يلزم من الوقت كي يصفي الكاتب نفسه من نفسه وهو يحترف الخلق ويوزع الأبطال أقدارهم•• ليس ينطلق من عتبته؟؟ بل هو ضوء خافت•• لا•• بل ينطلق من أصابعه•• هي التصغير الأول لحجمه•• قد لا نستطيع تثبيت العراك إلى رأي•• ولكن الحقيقة الجلية والتي توضح مفهوم التخطي هي ضرورة الهروب من الذات لفتح الأخر بأكثر المشارح حدة•• ولكن ما هي أدوات فتح الآخر إن لم تكن من نفس طينتها؟؟ وعليه سيكون هذا السؤال أهم من جواب سابق•• كيف يفتح الكاتب الآخر•• هل سيفتحه عندما يكتب ذاته ويقصد الآخرين فيصير الجمع الذي لا يصلح للواحد الخالق•• طبعا الخلق الورقي•• أم سيفتحه عندما يتناهى في تقليد الآخر•• ربما سيكون من بين الأدوات القبض على الفالت من حركة الأخر في مرورها اليومي على عيوننا•• السرقة البصرية تصلح جدا في هذه الحالات•• وهل من طريقة للغوص فيه•• يبدأ الغوص الجيد من حساب العمق•• ولكن كي ندرك العمق قد نتورط الغرق•• لا تغرقوا فينا صدقكم دوما هو طوق النجاة•