اعتذر قطب الاعلام الشهير روبرت ميردوخ عن فضيحة التنصت على الهواتف التي شابت صحيفة "نيوز اوف ذي وورلد" التابعة لمجموعته لكنه نفى اي مسؤولية له فيها. وصرح ميردوخ في جلسة استماع عقدتها لجنة الثقافة والاعلام والرياضة التابعة لمجلس العموم البريطاني لمناقشة القضية قائلا "هذا اكثر الايام اذلالا في حياتي". ورافق ميردوخ نجله جيمس المتهم ايضا في القضية, واعربا عن عميق اسفهما لما ورد من الصحيفة ولاسيما لضحايا عملية التنصت على الهواتف. وقال جيمس "اود ان اعبر عن مدى اسفى واسفنا جميعا". ولكن لدى سؤال قطب الاعلام البالغ من العمر 80 عاما عن مدى مسؤوليته عن القضية قال "الناس الذين وثقت فيهم او ربما اناس وثقوا هم فيهم" هم من يتحمل المسؤولية. وشدد على ان "نيوز اوف ذي وورلد" تمثل "واحدا في المائة فقط" من اجمالي عمله وانه وظف اشخاص وثق بهم لادارتها. وكانت "نيوز اوف ذي وورلد" التي احتلت المرتبة الاولى بين الصحف الاكثرمبيعا في بريطانيا لسنوات قد اتهمت بالتنصت على هواتف مشاهير وساسة وصحفيين. ووصلت الفضيحة الى ذروتها عندما تم الكشف عن انها تنصتت على هاتف الفتاة ميلي دولر (13 عاما) والتي راحت ضحية لجريمة قتل. و أثناء جلسة الاستماع في البرلمان البريطاني تعرض مردوخ لمحاولة اعتداء حيث هاجمه أحد الحضور بمادة بيضاء يبدو أنها "رغوة حلاقة". وقطع البث المباشر للجلسة التي كانت قد أوشكت على الانتهاء بعد مضي ساعتين ونصف على بدايتها ، لكن زوجة ماردوخ ويندي شوهدت وهي تصفع رجلا ، بينما بدت على وجه نجله جيمس علامات الذهول. وأفادت وكالة أنباء برس أسوسيشن البريطانية بأن رجلا شوهد وهو يتم اقتياده مكبلا بالأصفاد. وقال شهود في الجلسة إن المادة كانت عبارة عن رغوة بيضاء. واستؤنفت الجلسة مرة أخرى بعد توقف دام عشر دقائق لكن مردوخ ظهر دون أن يرتدي سترة حلته. وفي بدء الجلسة قال مردوخ لأعضاء البرلمان إن "هذه هو أخزى يوم في حياتي" وذلك خلال استجواب بشأن أزمة التنصت الهاتفي التي أجبرته على إغلاق صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد" وإنهاء عرض شركته "نيوز كورب" لشراء قناة "بي سكاي بي". وظهر مردوخ رئيس شركة نيوز كورب ومديرها التنفيذي مع نجله جيمس الرئيس التنفيذي لأفرع نيوز كورب في أوروبا وأسيا معا في ظهور نادر أمام لجنة برلمانية رغم أنهما لم يمثلا أمام اللجنة إلا بعد استدعائهما. ورفضت اللجنة طلب مردوخ قراءة بيان اعتذار استهلالي في بدء الجلسة. وتسببت الاتهامات بالتنصت الهاتفي التي تعود لأوائل العقد الأول في القرن الجاري إلى استقالة ريبيكا بروكس الرئيس التنفيذي لشركة "نيوز انترناشيونال" وتوم كرون المدير القانوني لصحيفة "نيوز أوف ذا وورلد"، وليس هينتون الرئيس التنفيذي لمجموعة "دون جونز" المملوكة لنيوز كورب. ويعتقد أن الصحيفة تنصتت على هواتف قرابة أربعة آلاف شخص ومن بينهم أفراد من العائلة المالكة ومشاهير وأطفال تم قتلهم واقارب جنود قضوا نحبهم في العراق وأفغانستان. وبدا مردوخ /80 عاما/ مرتبكا ومقتضب في حديثه أحيانا في مواجهة الأسئلة الصعبة التي وجهها أعضاء البرلمان حتى أنه كان يسكت لفترات طويلة قبل أن يرد بإجابات قصيرة ، على الرغم من أنه قال في وقت سابق إنه سيستغل جلسة الاستماع لتوضيح "الافتراءات" المتعلقة بشركته.