حذّر وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، من أن الحرب التجارية أضحت أمرا واقعا، وذلك خلال اجتماع مجموعة العشرين في الأرجنتين. واعتبر لومير أن إقدام الولاياتالمتحدة التجارية في الوقت الحالي على فرض رسوم جمركية أحادية الجانب، يستند إلى قانون الغاب. لكن وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوشين، دافع عن الرسوم الجمركية التي فرضتها بلاده، وحثّ دول الاتحاد الأوروبي والصين على فتح أسواقهم للسماح بالمنافسة الحرة. وفي الأسبوع الماضي، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي بعدو تجاري. وفي وقت لاحق، هدد ترامب بفرض رسوم على جميع المنتجات الصينية البالغ قيمتها 500 مليار دولار الواردة إلى الولاياتالمتحدة وسط توترات تجارية متصاعدة. وتشهد الولاياتالمتحدة عجزا تجاريا كبيرا مع جميع دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الصين. وتجمع المحادثات المستمرة ليومين في بوينس آيرس، وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لأكبر 20 اقتصادا في العالم. وقال برونو لومير لوكالة الأنباء الفرنسية: التجارة الدولية لا يمكن أن تقوم على قانون الغاب، وزيادة الرسوم الجمركية من جانب واحد هي قانون الغاب هذا . وأضاف: قانون الغاب، قانون الأصلح، لا يمكنهما أن يكونا مستقبل العلاقات التجارية العالمية . وقال لومير إن قانون الغاب لن يسفر سوى عن أطراف خاسرة، وسيضعف النمو، ويهدد أكثر البلدان هشاشة وستكون له تداعياته الكارثية . وأضاف أن الحرب التجارية باتت حقيقة الآن، وأن الاتحاد الأوروبي قد لا يفكر في إجراء مفاوضات للتوصل إلى صفقة للتجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة دون سحب واشنطن أولا رسومها الجمركية التي فرضتها على الصلب والألومنيوم. ودعم وزير المالية الأمريكي موقف ترامب بشأن التجارة مع الاتحاد الأوروبي والصين، وقال إنه يتعين عليهما فتح أسواقهما. وأضاف: رسالتي واضحة للغاية، إنها نفس الرسالة التي وجهها الرئيس ترامب في قمة مجموعة السبع الشهر الماضي في كندا: إذا كانت أوروبا تؤمن بالتجارة الحرة، فنحن مستعدون للتوقيع على اتفاقية للتجارة الحرة دون رسوم جمركية ودون قيود جمركية ودون إعانات. لابد أن تضم هذه الاتفاقية تلك الجوانب الثلاثة . وفي حديثه إلى الصين، حذّر منوشين من فرض رسوم جمركية انتقامية على الصين ووصفها الرسوم بأنها احتمال واقعي. وللإشارة، في الأول من جوان، فرضت إدارة ترامب تعريفات جمركية بنسبة 25 في المئة على منتجات الصلب و10 في المئة على منتجات الألومنيوم الواردة إلى الولاياتالمتحدة. ودافع ترامب عن قراره، وقال إن العرض الزائد في السوق العالمي من الصلب والألومنيوم، الذي تقوده الصين، يهدد المنتجين الأمريكيين، الذي يشكلون ركيزة حيوية للولايات المتحدة. وفي وقت لاحق، فرض الاتحاد الأوروبي رسوما انتقامية على مجموعة من المنتجات الأمريكية، من بينها خمور البربون ودرجات هارفي ديفيسون النارية وعصير البرتقال. ووفيما يتعلق بالصين، حذّر ترامب في وقت مبكر من هذا الأسبوع من أنه مستعد لفرض رسوم جمركية على جميع المنتجات الصينية الواردة إلى بلاده. وفي الأسبوع الماضي، أدرجت واشنطن منتجات صينية بقيمة 200 مليار دولار قالت إنها قد تفرض عليها رسوما في سبتمبر المقبل.