أمتع، سهرة الأربعاء الفارط، خلال الحفل الثاني من الطبعة ال15 من المهرجان الدولي ديما جاز الذي حمل توقيع عازف القيثارة والملحن، أنيس بن حلاق جمهور، المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني بقسنطينة الذين أعجبوا بهذا الفنان وبأدائه الساحر لموسيقى الجاز. ولم يحتج أنيس بن حلاق، الذي يقف لأول مرة في مسيرته الفنية أمام جمهور ديما جاز ، سوى لبضع ثواني لجعل كل الحضور يجمعون على موهبته الكبيرة وقدرته على المزج بين الطبوع وتقديم باقة موسيقية ثرية من أغاني الجاز الحديثة، وسط استحسان كبير للجمهور. وغاص الموسيقي المنحدر من مدينة شلغوم العيد بميلة، والذي جاء خصيصا من أجل تقديم ألبومه الثاني الموسوم ب مسرح القردة ، في عالم موسيقي خاص يجمع بين الموسيقى التقليدية الجزائرية وأناقة موسيقى الجاز وحركية موسيقى الروك من خلال مقطوعات إفطار في دمشق و أرق و منتصف الليل في بارباس وحتى أغنيته التي تمتاز بالطابع الأندلسي الجزائر . وحقق أنيس بن حلاق الذي كان بمعية داميان هنيكر (ساكسفون) وماكسيميليان هيلي فورقت (بيانو) ومورو قارقانو (باص) وكريم زياد (باتري)، التوازن المطلوب بين الموسيقى الشرقية والمتوسطية، وهو التوازن الذي زاد من جماله الصوت الرخيم للمطربة الجزائرية التي رافقته كوثر مزيتي. كما كان الروك الشاوي حاضرا خلال ثاني سهرات المهرجان والتي استهلت بأداء مبهر لفرقة إيثران ، صفق لها الجمهور كثيرا، والتي قدمت مزيجا من ألبومها الموسوم ب المحفل علاوة على مقطوعات أخرى مأخوذة من رصيدها الفني الثري الذي يمتد لأكثر من 20 سنة. وأبرزت الأغاني، التي أدتها الفرقة بكل براعة على غرار وشن (الذئب) و إيدهلي و المحفل و الفوشي (البندقية)، مدى ثراء التراث الموسيقي الشاوي وانفتاحه على موسيقى العالم. و قدمت الفرقة المنحدرة من ولاية أم البواقي، والمتكونة على وجه الخصوص من عزيز العايب (غناء وضرب على البندير) ومحسن و يزيد فراح (على القيثارة الكهربايئة والباص)، عرضا راقيا ملهبة المسرح الجهوي لقسنطينة الذي يحتاج إلى استعادة مثل هذا النوع من التجارب الموسيقية. فيما ستنشط السهرة الثالثة من مهرجان ديما جاز في فقرتها الأولى فرقة أضحت معتادة على المهرجان وهي بي بي بلوز ، لتفسح المجال فيما بعد لسميرة براهمية التي يتشوق الجمهور لسماعها.