تعد محطة القطار »أغا« بالعاصمة الأكثر أهمية بالجزائر كلها، فهي تعتبر من المحطات التي تقصدها فئة معتبرة من المسافرين، الذين يتجهون إلى الولايات أو إلى الضواحي القريبة، إلا أنها تتخللها الكثير من المشاكل والنقائص التي تثير تذمر العديد من المواطنين الذين يختارون القطار، نظرا لأسعاره المعقولة والوقت، والراحة التي يوفرها من عناء السفر. إشتكى عدد كبير من المسافرين الذين يستعملون محطة القطار كوسيلة دائمة للتنقل اليومي، من النقص الفادح في الخدمات التي تقدمها محطة، حيث أكد هؤلاء في حديثهم مع »السياسي« التي تنقلت إلى عين المكان، أن هذه المحطة تقدم خدماتها على مستوى شباك واحد أو اثنين على الأكثر، لتبقي الشبابيك الأخرى عاطلة عن خدمة المسافر، مما يرغم المواطنين على الانتظار مطولا بالمحطة، من أجل الحصول على تذكرة السفر وسط ذلك الحشد من المواطنين ، والذي ما يسفر غالبا عن تذمر هؤلاء بحدوث مناوشات كلامية وشجارات بين هؤلاء المسافرين ، والموظفين من وراء الأكشاك المكسرة، ليتأزم الوضع بتدخل أعوان الأمن العاملين بالمحطة، الذين يصبحون طرفا في النزاع عوض أن يقوموا بإنهائه. ووسط هذه الفوضى، تقربنا أكثر من أحد الموظفين العاملين بأكشاك بيع التذاكر، لمعرفة حقيقة هذه المشاكل والنقائص التي تعمل على تدني خدمات المحطة، والتي يعاني منها كلا من المواطنين والموظفين، حيث أكد الموظف »ب.م« أن المحطة تتخبط في هذه المشاكل منذ سنين، وهي لا تتوفر على أدنى شروط العمل، وأضاف أنه بالرغم مما يبذلونه من مجهودات كبيرة في سبيل خدمة المواطن، حتى أيام الجمعة والأعياد، إلا أن طاقم العمل لم يتمكن من تحسين الوضعية، في ظل غياب الإمكانيات المادية، فالحواسيب لم تجدد منذ 15 سنة، مما أدى إلى تعطلها حيث بقي اثنان منها صالحان للعمل، عوض خمسة أجهزة والتي تعطلت منذ شهور، بالإضافة إلى تعطل الآلات التي يتم سحب التذاكر بها، حيث يجد أعوان بيع التذاكر بالشبابيك الخمسة أنفسهم مضطرين إلى تحرير التذاكر بطريقة يدوية، لأزيد من 12 ألف مسافر يوميا، ما يأخذ وقتا طويلا، وهو ما يولد الضغط الكبير على العمال، الذي ينجر عنه سخط المسافرين في طوابير لشراء التذاكر، خصوصا في ساعات الذروة، وأكد أن مشاكل العتاد والتنظيم، هي وراء التعطيل في سحب التذاكر، أو التأخر في مواعيد القطار. وأضاف موظف آخر أن جل العمال بالمحطة، قاموا برفع عدة شكاوى تتعلق بالمشاكل اليومية التي يتخبطون بها، كما قاموا بالإضرابات الأخيرة، من أجل إيصال صوتهم إلى الإدارة للاستجابة لمطالبهم، المتعلقة بتوسعة قاعة بيع التذاكر، وضرورة تدعيم الشبابيك، وصيانة العتاد واقتناء أجهزة سحب جديدة، وإصلاح الآلات، للحد من تلك المعاناة في طوابير الانتظار، ووراء شبابيك المحطة، لضمان تقديم خدمات في المستوى للمواطنين وتجنب حدوث مناوشات وشجارات بين عمال القطاع والمسافرين، إلا أن الإدارة لم تستجب لأي مطلب لهم رغم الوعود المقدمة. وأمام هذه الوضعية المزرية طالب العديد الموظفين بمحطة »أغا« عن طريق جريدة »السياسي« السلطات المعنية بضرورة العناية بقطاع السكة الحديدية، وتحسين ظروف عملهم والظروف التي يقدمون فيها خدماتهم للمسافرين.