حذرت تحقيقات الأمن الوطني من الاعتداءات داخل المؤسسات التربوية، بعد أن أثبتت القضايا المسجلة أنها تحولت لحلبات ملاكمة، وبالرغم من أن الحالات المسجلة ليست أرقاما جد مخيفة لكنها عرفت منحىً تصاعديا بالمقارنة مع السنوات الأخرى، دون احتساب حالات عدم الوصول لتقديم شكاوى، خاصة وأن الأمر يتعلق بمؤسسات تربوية من المفروض أن تكون مثل هذه الحالات فيها شبه منعدمة، حيث سجلت مصالح الأمن تعرض 116 تلميذا للاعتداء داخل المؤسسات التربوية من زملائه أو أساتذة أو تسجيل دخول غرباء. وأكدت مصادر أمنية مطلعة ل السياسي أن فرق جنوح الأحداث وحماية الطفولة تولي أهمية كبيرة لهذا الجانب خاصة وأن عدد الحملات التحسيسية التي تستهدف المتمدرسين كانت جد قيمة، بعد أن سجلت أن العنف الجسدي داخل المدارس أصبح أكثر انتشارا، بعد أن تم تسجيل قضايا عن استعمال السلاح الأبيض داخل المؤسسات التربوية، حيث تم تسجيل اعتداءات متكررة في ما بين التلاميذ بالسلاح الأبيض، أما عن حالات الاعتداءات الجنسية فقد أشار ذات المصدر أنها تبقى جد محدودة، وأوضح ذات المصدر أن إحصائيات المديرية العامة للأمن الوطني للسنة المنصرمة 2012، تؤكد تسجيل قرابة 200 حالة اعتداء على التلاميذ وتورطهم في تلك الاعتداءات على الأساتذة سواء من داخل المحيط المدرسي أو خارجه، إضافة إلى تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات. فيما لم يتم تسجيل أي حالة لوجود عصابة تحاول توظيف المتمدرسين لترويج السموم داخل المؤسسات التربوية بعكس ما أشيع له من طرف بعض فعليات المجتمع المدني. وأحصى الأمن الوطني خلال سنة 2012 ،166 تلميذا ضحية العنف داخل المدارس و66 طفلا تورط في الاعتداء على الأساتذة أو على الحراس، والمؤطرين وحتى المدراء، وأوضحت ذات المصادر أن المدن الكبرى في البلاد تبقى تتصدر قائمة الولايات التي تسجل اكبر نسبة عنف داخل المدارس على غرار العاصمة، وهران وعنابة، وقد تم تسجيل حالات لدخول الغرباء إلى مؤسسات تربوية، حيث تبذل مصالح الأمن حسب ذات المصدر مجهودات كبيرة لحصر هذه الظاهرة، خاصة ما تعلق منه بالعمل التوعوي، وكانت هذه الاعتداءات قد دفعت بمجلس ثانويات الجزائر _الكلا-، عن تنظيم وقفة احتجاجية بجميع ثانويات العاصمة، مؤخرا احتجاجا على تفاقم ظاهرة العنف ضد الأساتذة في المدارس، وكذا لمطالبة الوزارة باتخاذ إجراءات ردعية ضد التلاميذ المعتدين، ينما تؤكد المعطيات الأكثر شمولا أن العدد الحقيقي للاعتداءات يفوق هذه الأرقام بكثير بالنظر لعدد الشكاوى غير المحتسبة، وقد يصل إلى أكثر من ألف اعتداء سنويا خاصة إذا ما احتسبت الاعتداءات اللفظية الجارحة التي بات التلاميذ يطلقونها على أساتذتهم وفيما بينهم داخل وخارج المدرسة. فيما يبقى حسب جولة قامت بها السياسي هاجس دخول الغرباء وحومهم حول المؤسسات التربوية هاجس الأولياء، خاصة في الفترة الأخيرة التي شهدت تهويلا كبيرا حول تسجيل اختطافات أجبرت أولياء تلاميذ المرحلة الابتدائية على مرافقة أبنائهم أثناء ذهابهم وإيابهم إلى المدارس، بينما يلح أولياء تلاميذ المتوسط والثانوي على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الجانب الأمني، من خلال زيادة ارتفاع أسوار المؤسسات لمنع اقتراب المنحرفين، وتكثيف دوريات أعوان الأمن لمراقبة المحيط القريب منها، خاصة خلال أوقات الدخول والخروج، حفاظا على سلامة المتمدرسين الذين يتعرض بعضهم للعنف أو الاعتداءات المصحوبة بالسرقة.