قتل 23 شخصا على الأقل في تفجيرين استهدفا السفارة الإيرانية في منطقة بئر حسن الجناح، جنوبي العاصمة اللبنانيةبيروت، وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الملحق الثقافي الإيراني في لبنان، الشيخ إبراهيم الأنصاري، قتل في التفجير، وبثت المحطة صور جثث ملقاة في الشوارع، وسيارات محترقة، ومبان مهدمة من جراء التفجير. وقد أصيب أكثر من 150 شخصا، وتضرر نحو ستة مبان، بحسب ما قاله شهود عيان، وقد تبنت جماعة جهادية مرتبطة بتنظيم القاعدة، هي كتائب عبدالله عزام، المسؤولية عن الهجوم. ونقلت وكالات الأنباء عن أحد أعضائها البارزين، أن الهدف وراء الهجوم هو الضغط على حزب الله لسحب مقاتليه من سوريا، وأكد السفير الإيراني في بيروت مقتل الملحق الثقافي لمحطة المنار التليفزيونية التابعة لحزب الله، لكنه أشار إلى أنه لم يتضح إن كان الأنصاري موجودا وقت حدوث الانفجار في السفارة، أو في أحد المباني السكنية القريبة، وكان الأنصاري قد تولى منصبه قبل شهر واحد، بحسب ما قاله السفير، وأنحى السفير الإيراني على إسرائيل باللائمة في هذا الهجوم، وسرعان ما نفت إسرائيل الاتهام، وأعلنت مصادر أمنية لبنانية أن التفجير الأول ناجم عن هجوم شنه انتحاري كان يقود دراجة نارية، أما الانفجار الثاني فجاء نتيجة لاقتحام انتحاري المكان بسيارته المفخخة، وأضافت المصادر أن الفارق الزمني بين الانفجارين لم يتجاوز دقيقة ونصف الدقيقة، وقد وقع التفجيران في شارع سكني يضم مبنى تقيم فيه بعض عائلات الدبلوماسيين الإيرانيين في بيروت، وقد انفجرت في الهجوم البوابة الرئيسية للسفارة، وتضرر مبنى مكون من ثلاثة طوابق، بحسب ما نقلته وكالة «أسوشيتدبرس»، وإيران هي أكبر حليف لجماعة حزب الله اللبنانية الشيعية، التي يشارك مقاتلوها الموجودون في سوريا قوات الحكومة في قتالها مسلحي المعارضة، وقد أدى الصراع في سوريا إلى زيادة التوتر الطائفي في لبنان، وتعد المنطقة المحيطة بالسفارة الإيرانية في جنوببيروت معقل جماعة حزب الله، وقد تعرضت لعدة هجمات خلال الأشهر الأخيرة، ووصف نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء اللبناني المنصرف، الهجوم بأنه عمل إرهابي جبان، بحسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء اللبنانية، وأضاف هدف التفجير هو إثارة الوضع في لبنان واستخدام الساحة اللبنانية لتوصيل بعض الرسائل، في بيروت وإن مدبري الهجوم أرادوا إرسال رسالة واضحة إلى إيران وحزب الله، وتعد طهران وجماعة حزب الله اللبنانية الشيعية أهم مساندي الحكومة السورية، التي تسعى حاليا إلى قطع أحد طرق الإمدادات المهمة المتبقية للمعارضة المسلحة عبر الحدود اللبنانية، وكان 27 شخصا قد قتلوا في الخامس عشر من أوت الماضي عند انفجار سيارة ملغومة في جنوببيروت كانت تستهدف، فيما يعتقد، رجل دين سنيا معارضا لحزب الله. ولم يصب الشيخ بأذى في الهجوم، وكان مقاتلو حزب الله عاملا في النصر الاستراتيجي الذي أحرزته القوات السورية في القصير، القريبة من الحدود مع لبنان، في أوائل شهر جويلية من هذا العام.