وصلت طلائع تعزيزات قوات حفظ السلام الدولية إلى جنوب السودان، حيث أعلن قادة أفارقة أن حكومة هذه الدولة الفتية مستعدة لوقف فوري لإطلاق النار بعد معارك طاحنة إستمرت أسبوعين. وحذّرت الأممالمتحدة من أن التوتر ما زال على درجة كبيرة من الخطورة على الرغم من الجهود لمنع إنزلاق أكبر للبلاد إلى حرب أهلية في النزاع الذي أودى بحياة أكثر من ألف شخص، كما تقول الأممالمتحدة. وأعلن قادة دول السلطة الحكومية للتنمية (ايغاد) المنظمة التي تضم بلدان القرن الإفريقي وإفريقيا الشرقية، أول أمس، أن حكومة جنوب السودان مستعدة ل وقف فوري لإطلاق النار مع المتمردين المؤيدين للنائب السابق للرئيس رياك مشار الذي يتهمه رئيس جنوب السودان سلفا كير بتدبير محاولة انقلابية، إلا أن مشار أكد أن أي هدنة في القتال الدائر في هذا البلد يجب ان ترفق بآلية للمراقبة، وطالب بالإفراج عن حلفائه الذين اعتقلتهم الحكومة، بينما حذرت الاممالمتحدة من ان طرفي النزاع يواصلان استعداداتهما للأعمال الحربية. وقال رياك مشار في اتصال هاتفي في ال بي بي سي عبر الأقمار الإصطناعية من مكان لم يحدد أن وقف إطلاق النار يجب أن يخضع للمراقبة. موقفي هو ان اي وقف لإطلاق النار، يجب أن يكون تفاوضيا بما يسمح بوضع آلية للإشراف عليه. وأضاف ثانيا، قلت للوسطاء أنه من أجل بدء المفاوضات، يفضل أن يفرج (الرئيس) سلفا كير أولا عن المعتقلين السياسيين . وقال وزير الخارجية الاثيوبي، تدروس ادهمون، أن قادة دول السلطة الحكومية للتنمية رحبوا بإلتزام حكومة جمهورية جنوب السودان وقف إطلاق النار فورا ويدعون رياك مشار وغيره من الاطراف الى اتخاذ إلتزامات مماثلة . وناشدوا الخصمين التحاور ووقف القتال قبل 31 ديسمبر، وإلا سيتخذون إجراءات أخرى، من دون مزيد من التفاصيل. وفي الوقت نفسه، أكدت الأممالمتحدة أن المخاطر تبقى كبيرة جدا مشيرة الى وجود عدد كبير من الجثث خارج واحدة على الاقل من قواعدها، لا يمكن انتشالها. ووصلت كتيبة من 72 شرطيا أرسلتهم بنغلادش آتين من جمهورية الكونغو الديموقراطية بعد ثلاثة أيام من قرار مجلس الأمن الدولي السماح بإرسال ستة آلاف عنصر إضافي من قوات حفظ السلام الدولية ووسائل جوية كتعزيزات لقوات الأممالمتحدة في جنوب السودان. وأوضح المتحدث باسم قوات حفظ السلام كيران دواير، أن هؤلاء الشرطيين سيؤدون دورا أساسيا للحفاظ على السلام والأمن في قواعد الأممالمتحدة في جنوب السودان حيث لجأ 63 ألف شخص منذ إندلاع المعارك. وسيتم استقدام التعزيزات التي تشمل أيضا مروحيات قتالية واخرى للنقل وخبراء في حقوق الانسان، من بعثات أخرى للامم المتحدة في افريقيا (جمهورية الكونغو الديموقراطية، ساحل العاج، دارفور، ليبيريا). وتؤكد قوات الأممالمتحدة في جنوب السودان أن الوضع الامني في النيل الاعلى وولاية الوحدة متوتر، مشيرة الى وجود قوات للمتمردين واخرى حكومية. ويشهد جنوب السودان منذ 15 ديسمبر معارك عنيفة. وفي صلب هذا النزاع، خلاف بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الذي تمت إقالته من مهامه في جويلية. وتخطت حصيلة هذه المعارك الالف قتيل، بحسب الأممالمتحدة التي أعلنت اكتشاف مقبرة جماعية في بنتيو. وفي 24 ديسمبر، اقر مجلس الامن الدولي بالإجماع قرارا يحدد السقف المسموح به لعديد العسكريين في قوات حفظ السلام الدولية في جنوب السودان ب12500 عنصر. وسيبلغ عدد الشرطيين 1323 عنصر مقابل 900 سابق. ميدانيا، تتواصل المعارك في نحو عشر ولايات في جنوب السودان، بينما أعلن كل من المتمردين وجيش جنوب السودان السيطرة على مدينة ملكال الاستراتيجية الجمعة. وصرح موزس رواي الناطق بإسم المتمردين لفرانس برس أن ملكال تحت سيطرة كاملة للقوات الموالية لنائب الرئيس سابقا رياك مشار ، مؤكدا ان القوات الحكومية تركت المدينة مساء الخميس. وتقع هذه المدينة في شمال البلاد وهي كبرى مدن ولاية اعالي النيل الغنية بالنفط، وتتواجه فيها القوات الحكومية الموالية للرئيس سلفا كير مع المتمردين منذ الإثنين.