تشهد عملية التبرع بالدم في وسطنا الاجتماعي نقصا كبيرا، بالرغم من الإحصائيات التي تؤكد ارتفاعها بنسبة معتبرة، إلا أن ذلك لا يغطي حاجة العديد من المرضى في مختلف المستشفيات الذين هم بحاجة ماسة إلى قطرة دم قد تصلهم من طرف المتبرعين والتي من شأنها أن تنقذ حياتهم من الموت، إلا أن تجاهل الكثير من المواطنين لقيمة هذه العملية، بسبب بعض المخاوف التي تنتاب بعضهم، جعل هذه الثقافة محصورة بين الضرورة والحاجة إليها، ووسط هذه الظروف التي حدّت من ثقافة التبرع بالدم في وسطنا الاجتماعي، ارتأت السياسي التقرب من بعض الجزائريين، لمعرفة وجهة نظرهم في هذه العملية التي من شأنها إنقاذ حياة شخص ما، ولترسيخ هذه الثقافة لدى المواطن الجزائري لفائدة المحتاجين لها، تقربنا من العديد من المختصين في الجانب الطبي والديني، من أجل تشجيع المواطنين على الإقبال على هذه العملية الإنسانية بالدرجة الأولى، لأنه لا يوجد أحد في منأى من أن يحتاج كمية من الدم في يوم من الأيام. ثقافة المواطن الجزائري في التبرع يعيش العديد من المرضى في مختلف المستشفيات على أمل قطرة دم تصلهم من طرف المتبرعين لهم بهذه القطرة، التي تعيدهم للحياة، لكن البعض منهم قد يتجاهل ذلك بسبب بعض المخاوف التي تنتاب الكثير من المواطنين، وخلال هذا، قامت السياسي بجولة استطلاعية لأرجاء العاصمة والتقرب من بعض المراكز الاستشفائية، قصد معرفة مدى إقبال المواطن الجزائري على مراكز التبرع بالدم، وفي هذا الصدد، التقينا بطارق، 35 سنة من العاصمة، والذي كلمناه بخصوص الموضوع الذي يطرح نفسه، فأعرب قائلا في حقيقة الأمر، أريد أن أتبرع بالدم خصوصا عندما أسمع عن الحالات التي هي بحاجة إلى الدم، إلا أن خوفي من عدم التعقيم وما شابه ذلك أوقفني ، ومن جهة اخرى، يضيف مراد قائلا إن الخوف الذي يراودني من جراء انتقال الأمراض المعدية، جعلني أتخوف من عملية التبرع بالدم، بالرغم من انني اعلم انها من اهم العمليات الانسانية والتي من شأنها ان تنقذ حياة انسان من الموت ، وفي ذات السياق، تقول حورية من باب الوادي التخوفات التي تترصد العديد منا، جعلتنا متخوفين من هذه العمليات، بالخصوص تلك التي نراها في الشاحنات . طبيب: لا تخوفات من وسائل التبرع.. لأنها معقمّة وفي ظل عزوف العديد من المواطنين على عملية التبرع بالدم بسبب سيطرة العديد من التخوفات على ذهنيتهم، يقول المختص (م. سعيد) في احدى العيادات الجوارية بالشراڤة إن عملية التبرع تتم بعدة وسائل لازمة للحقن والتي تعتبر أحادية ومعقمّة ويتم التخلص منها عن طريق الحرق، بالإضافة لذلك، يجب على المواطن ان يطمئن، فعملية التبرع تتم بطرق سليمة ولا تخوفات من هذه العملية التي لديها فوائد عديد لا يمكن إنكارها، على غرار الأجر الكبير الذي يجده عند الله، فهي فرصة للتحليل المجاني للدم، ففي حال المرض، يتم استدعاء المتبرع لإعلامه بالمرض الذي يعاني منه قبل أن تظهر عليه أعراضه، اضافة الى ذلك، فإن عملية التبرع بالدم تعمل على تنشيط الدورة الدموية، كما يحظى المتبرع بالأولوية في الحصول على الدم في حال حاجته له ، اما بخصوص مصير الدم المتبرع به، يضيف المختص إن الدم المتبرع به من طرف المتبرعين هو لفائدة المرضى الذين هم بحاجة ماسة الى هذه القطرة الدموية، ويحتفظ به في بنك الدم التابع للمستشفى . إمام: قطرة دم تنقذ حياة إنسان.. لذا يجب تثمين وتقدير عملية التبرع ولمعرفة وجهة نظر الشرع في العملية، يقول الإمام، يوسف بن حليمة إن التبرع بالدم يمكن ان ينقذ حياة انسان ما حيث يعتبر عملا إنسانيا تطوعيا يحمل معنى تضامنيا يجسد روح التعاون لإنجاح هذه العملية بصفة خاصة، ولترسيخ مبادرة التبرع بالدم لدى المواطنين بصفة عامة، يجب تكثيف البرامج عبر وسائل الإعلام والدروس في المساجد المدارس التي تهدف الى تنمية روح التبرع، حيث تلعب هذه المرافق دورا كبيرا في التواصل مع المواطنين، بالاضافة الى تحسيس المجتمع المدني بأهمية التبرع بالدم والذي من شأنه منح الحياة للمرضى وعدم جعله مرتبطا بالأهل والأقارب من أجل الحصول على قطرة دم، فالتبرع من المقربات التي نتقرب من خلالها من المولى، عزّوجل، فمن احيا نفسا كمن أحيا الناس جميعا ونحن نشجّع هذه الصدقات في سبيل إنقاذ حياة انسان ما، لان المقصد الشرعي من هذه العملية هو العمل الصالح والتكافل الاجتماعي بين الأصحاء والمرضى، وبهذا، يتحقّق ما جاء به الحديث الشريف (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى) ، ومن جانب آخر، يضيف الامام قائلا لتحسين ظروف هذه العملية وضمان الاستمرارية لتشجيع هذا العمل النبيل، يجب تحسين ظروف استقبال المتطوعين . الوكالة الوطنية للدم تسجّل أكثر من 460 ألف تبرع خلال سنة 2013 ومن جهتها، كشفت المديرة العامة للوكالة الوطنية للدم، صورية شرايطية، أن الوكالة سجلت اكثر من 460 ألف تبرع بالدم عبر القطر خلال سنة 2013، أي ما يعادل 13 تبرعا لكل 1000 ساكن وهو ما يشير الى ان عدد المتبرعين بالجزائر يشهد تطورا بنسبة 5 بالمائة سنويا. وفي ذات السياق، أوضحت شرايطية أن الوكالة تنوي تحقيق 10 تبرعات لكل 1000 ساكن مستقبلا، مذكرة بأن النسبة الكبيرة من المتبرعين في الوقت الحالي (67 بالمائة) سجلت بولايات الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة وهي الولايات الأكثر طلبا على هذه المادة الحيوية. وكانت الوكالة الوطنية للدم قد سجلت أكبر عدد من المتبرعين خلال شهر رمضان المعظم حيث بلغ 42 ألف متبرع، ومن جانب آخر، أشارت المديرة العامة للوكالة الى أن نسبة 72 بالمائة من التبرعات السنوية هي تبرعات عائلية و28 بالمائة منها تجرى بصفة منتظمة وتعمل الوكالة على تشجيع هذه الفئة لضمان توفير الدم بصفة دائمة. وأوضحت أن النسبة الكبيرة من التبرعات سجلت بالمراكز الثابتة والبقية عبر شاحنة متنقلة مؤكدة على تشجيع المتبرعين بالمؤسسات للتبرع عبر الشاحنات التي تتنقل إلى مؤسساتهم. وتضيف أن الوكالة وفرت 59 شاحنة لحقن الدم ب37 ولاية أما بقية الولايات، فيجمع الدم بها بالمراكز الثابتة في انتظار تعزيزها بشاحنات مختصة في عملية الحقن. وتفصل أكياس الدم التي تجمع بين الكريات الحمراء المركزة التي تشكل نسبة 56 بالمائة توجه نسبة 22 بالمائة منها إلى الاستعجالات الطبية و57 بالمائة للجراحة في حين توجه نسبة 31 بالمائة من الصفائح إلى المصابين بأمراض الدم ولا يقدم الدم خاما للمرضى إلا بنسبة 3 بالمائة فقط.