تعمل جمعية قدماء الكشافة الجزائرية، منذ تأسيسها، على عمل الخير والسعي الى توسيعه دون أي مقابل ويبرز ذلك من خلال جملة النشاطات التي تقوم بها الجمعية وجل الأفواج التي تنتمي إليها، حيث ترتكز في عملها على فئة الشباب التي تعد الكنز والثروة الحقيقية للوطن، من أجل تنمية روح التعاون والتكافل بين جميع الفئات الاجتماعية داخل الوطن وخارجه، ومن بين هذه الأفواج التابعة لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، فوج الإحسان بدلس بولاية بومرداس والذي يعد من بين أهم الأفواج الكشفية القديمة والتي كافحت إبان الثورة التحريرية مع المجاهدين ولازالت تكافح اليوم في سبيل هذا الوطن الذي ضحى عليه شهداؤنا، من أجل إبقاء راية الوطن مرفوعة وشامخة في القمم، وللتعرف أكثر على هذا الفوج ونشاطاته، حاورت السياسي قائده، عبد العزيز عمروش، الذي أكد على أهمية العمل الكشفي في تطوير وتنمية مستقبل الشباب والوطن ككل. * كيف كانت بدايتكم في الجمعية؟ - بداية، فوج الإحسان بدلس، هو من بين أقدم الأفواج الكشفية التابعة لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، تأسّس في سنة 1941 أي في فترة الاستعمار الفرنسي الغاشم، وقد تأسّس على يد مجموعة من القادة منهم من توفي ومنهم من لايزال على قيد الحياة ومن بينهم محمد حراف ومحمد بوزوزو، اللذان يعتبران من أول المقترحين لفكرة تأسيس الفوج وقد شارك الفوج في ثورة التحرير حيث كانت له وقفة الى جانب الثوار والمجاهدين ويشهد له التاريخ على ذلك واستمر ذلك الى غاية تحقيق استقلال وطننا الحبيب، وهو الآن يواصل الكفاح في بناء هذا الوطن بفضل نشاطات الشباب والفتية المنخرطين فيه والمحبين للعمل الخيري والتطوعي في سبيل الوطن. * فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - يعمل الفوج في إطار برنامج سنوي وذلك تحت إشراف قادة الوحدات الكشفية وتتعدّد نشاطاتنا بين النشاطات البدنية الرياضية والدينية التربوية، كما نقوم بنشاطات بالإشتراك مع أفواج أخرى وبالتنسيق مع العديد من الجمعيات الناشطة في المجال العمل الجمعوي والتطوعي، ومن بين هذه النشاطات التي نقوم بها، المشاركة في إحياء مختلف المناسبات الوطنية كعيدي الثورة والاستقلال، على غرار تنظيم معارض تهتم بالطفل والشباب وكل ما له علاقة بإصلاح الفرد والمجتمع، حيث قمنا مؤخرا بتنظيم معرض حول كتاب الطفل وذلك في إطار البرنامج المسطّر لعطلة الربيع، كما قمنا بأخذ مجموعة من أطفال التعليم الابتدائي في رحلة استكشافية لبعض الأماكن لغرس حب التطلع والاسكتشاف وكذا التعريف بجمال هذا الوطن للطفل، كما نقوم بزيارات للمستشفيات ودور المسنين حيث قمنا، كما أشرت سابقا في عطلة الربيع، بزيارة الى دار المسنين بتيزي وزو، بالإضافة الى جملة النشاطات التي نقوم بها خلال شهر رمضان الكريم، حيث نقوم بإعداد مشروع إفطار وتوزيع قفة ووجبات شهر رمضان على العائلات المعوزة والشرائح المحرومة في المجتمع وكذا عابري السبيل، كما نقوم بتوزيع الألبسة على المحتاجين من أجل رفع الغبن عنهم ومساندتهم والوقوف الى جانبهم في السراء والضراء. * هل كانت لديكم مشاركات وطنية في الحملات التحسيسية؟ - يقوم الفوج بحملات تحسيسية كما يشارك في جل الحملات المنظّمة عبر المستوى الوطني، ومن بين الحملات التي أعدت من طرف فوجنا الإحسان والتي تصب في الجانب الصحي والبيئي والاجتماعي كالتحسيس بمخاطر الغاز والتي نقوم بها كل فصل الشتاء الذي يتميز ببرودته وقسوة الطبيعة للتوعية بضرورة مراقبة الأجهزة التي تعمل بالغاز، كما كانت لنا مشاركة أخرى في حملة نظافة البيئة والمحيط، على غرار الحملات التحسيسية الاخرى الخاصة بحوادث المرور ومكافحة التدخين والمخدرات وجل الآفات الاجتماعية. * هل من مشاريع أنتم بصدد التحضير لها؟ - نحن الآن بصدد التحضير لتجسيد مشروع تهيئة وتنظيف المساحات الخضراء المهملة المتواجدة في بلدية دلس وإقليم ولاية تيزي وزو، ليتسنى للسكان وخاصة الأطفال اللعب فيها وإضفاء الطابع الجمالي للمنطقة، خاصة وأنها منطقة سياحية تستقطب الكثير من السياح من داخل الوطن وخارجه. * الإعانات التي تحصلون عليه من أين تأتيكم؟ - في حقيقة الأمر، لا يمكن إنكار مصدر هذا الدعم الذي تمدنا به البلدية والمتمثل في مبلغ معتبر ضمن الميزانية الممنوحة للجمعيات والمؤسسات الخيرية ولكن هذا الدعم يبقى غير كاف بالنظر للمصاريف التي تتطلبها جل المشاريع والنشاطات التي نقوم بها، كما أننا نعتمد على المساهمات الفردية لأعضاء الفوج وكذا المتبرعين المحسنين في جل النشاطات الخيرية التي تنظّم لفائدة الفقراء والمحتاجين. * ما تقييمكم للعمل الكشفي مقارنة بالسنوات الماضية؟ - إن العمل الكشفي اليوم في تطور مقارنة بالسنوات الماضية، بفضل الأفواج الكشفية المتعدّدة التي تعرفها الساحة الكشفية وجملة نشاطاتها التطوعية والخيرية التي يقوم بها الشباب المنخرطون الذين يقدّرون قيمة العمل الكشفي في الوسط الاجتماعي. * كلمة أخيرة نختم بها؟ - العمل الكشفي يهدف الى تنمية روح العمل وحب الخير وتقوية أواصر المحبة والتعاون بين مختلف الفئات الاجتماعية داخل الوطن، كما يعتبر واسطة بين المحتاج والمحسن، فعلينا المساهمة في تطويره وتسخير جميع الإمكانيات المتوفرة لدعم العمل الخيري، وفي الأخير، ما يسعنى إلا ان أشكر جريدة المشوار السياسي ، التي منحتنا هذه الفرصة للتعريف أكثر بفوجنا الكشفي وجملة النشاطات التي نقوم بها، بهدف توسيع العمل الخيري في الوطن