تعمل العديد من الأفواج الكشفية عبر كافة أرجاء الجزائر بأسمى مظاهر التضامن والتآخي للتكفل بالعائلات والفئات المعوزة طيلة الشهر الفضيل، الذي بقيت تفصلنا عنه أيام قليلة، في معادلة تشترك فيها عدة أقطاب، وهو ما يسعى إليه فوج نور الصدى الكشفي الناشط ببلدية براقي لتأمين حاجيات المحتاجين خلال هذا الشهر، وهو ما أكده منير عربية، قائد بفوج نور الصدى في حواره ل السياسي ، مشيرا الى جملة المشاريع التي يسعى أعضاء الفوج لتحقيقها لتنمية الروح التطوعية والتضامنية التي يتميز بها الشاب الجزائري، من خلال سعيه للعمل وتقديم المساعدات للمعوزين. هلاّ عرفتنا بفوج نور الصدى الكشفي؟ - يعد فوج نور الصدى الكشفي من الأفواج الكشفية التابعة لقدماء الكشافة وهو حديث النشأة بالمقارنة مع أفواج عريقة بالعاصمة ولكن استطاع بفضل مجموعة من الشبان الذين عملوا على تربية النشء وتقديم يد العون للمجتمع وتفعيلهم للجانب الخير، تأسّس الفوج سنة 1997 ببلدية براقي بالضبط بحي 2004 مسكن حيث لا يزال يواكب نشاطه بذلك الحي رغم ان مشاريعه تعدّت حدود البلدية ووصلت الى عدة ولايات، فبالإضافة للعمل التربوي، نسعى لزرع الإيجابية في الشباب وذلك بإشراكهم في جميع أنشطتنا ومشاريعنا الخيرية خاصة فيما يتعلق بمشاريع رمضان الذي تميز الفوج بها وعرفت إقبالا كبيرا من طرف شباب البلدية حتى شريحة المدمنين الذين حاولنا تأطيرهم في الجانب الخيري وإشراكهم في الحملات التطوعية ليكونوا فاعلين ولإبراز الجانب الخيري فيهم، يقدّر عدد منخرطي الفوج بحوالي 80 بين القادة والأطفال وحتى الجانب النسوي له نصيب في الفوج. فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - للفوج عدد كبير من الأنشطة الثقافية والتربوية التي ميزته طيلة مسيرته، نذكر منها المسابقات الثقافية لمختلف الأطوار والحفلات التكريمية كتكريم عميد الحركة الكشفية المرحوم محفوظ قداش ومن الباب الخيري، التضامني. وقد شارك الفوج بقوة في مساعدة منكوبي زلزال بومرداس سنة 2003 كما يقوم بعدد من الأنشطة والمشاريع الخيرية في شهر رمضان الفضيل لفتت أنظار كل أطياف المجتمع المدني، بالإضافة إلى تقديم لوازم الدخول المدرسي للعائلات المعوزة. بادر أعضاء الفوج الى مد يد العون للمتضررين في زلزال حمام ملوان، فهل من تفاصيل حول المبادرة؟ - وقفت جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية إلى جانب العائلات المتضررة من الزلزال بحمام ملوان بالبليدة، حيث قامت في مبادرة خيرية تندرج في إطار العمل الكشفي الذي تقوم به بتوزيع حوالي 80 وجبة إفطار يوميا طيلة شهر رمضان. ووفق مبدأ التكشيف النافع ومساعدة الآخرين الذي تعمل من خلاله جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، بادر فوج نور الصدى ببراقي التابع لها إلى مد يد العون ومساعدة العائلات المتضررة من الزلزال الذي ضرب ولاية البليدة، حيث قام هذا الفوج بتوفير وجبات إفطار ساخنة وزعت على الذين أصابهم الهلع والخوف ناهيك عن الأضرار التي لحقت بمساكنهم حيث وفرنا للعائلات 80 وجبة ساخنة وقد لقيت هذه المبادرة استحسانا كبيرا لدى جميع المواطنين. نظمت جمعية قدماء الكشافة عدة قوافل تحسيسية وحملات توعوية وطنية لمكافحة الآفات الاجتماعية، فهل كانت لكم مشاركات فيها؟ - بصفتنا تابعين لقدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية ولكوننا حصلنا على جائزة أحسن فوج كشفي بالعاصمة من قبل رئيس الجمعية، كان لابد من المشاركة وبقوة في جميع نشاطات المكتب الوطني المبرمجة كقوافل الذاكرة وقوافل التحسيس بالمخدرات، بالإضافة لتواجد عدد كبير من إطارات الفوج بمناصب عليا بالقيادة العامة واللجان الوطنية. احتفلت الكشافة مؤخرا باليوم الوطني للكشاف، فهل من نشاطات خاصة بهذه المناسبة؟ - اليوم الوطني للكشاف هو مناسبة غالية على جميع الأسرة الكشفية، ورغم ان الفوج منهمك بالتحضير لمشاريع رمضان، إلا أننا شاركنا القيادة العامة والمكتب الوطني في احتفالياته التي نظمت بساحة البريد المركزي بالعاصمة. سطّرتم مؤخرا برنامجا واسعا لمساعدة العائلات المعوزة خلال شهر رمضان، فهل من تفاصيل أكثر؟ - تفصلنا أيام قليلة عن حلول الشهر الفضيل، وعليه، سطّر أعضاء فوجنا مجموعة من النشاطات والأعمال الخيرية الهادفة التي نسعى من خلالها لمساعدة العائلات المعوزة خلال هذا الشهر الفضيل، حيث بدأت تحضيراتنا لهذا الشهر منذ شهر أفريل الفارط، أين قمنا بتسطير 7 مشاريع هامة والتي تتمثل في مشروع مطعم الرحمة، مشروع وجبات الإفطار لرواد الطريق السريع ومشروع وجبات السحور للمسافرين، مشروع قفة رمضان وقفة العيد وكذا مشروع ختان أطفال العائلات المعوزة ومشروع كسوة العيد لليتامى وتختتم هذه المشاريع بالحفل العائلي التكريمي للمشاركين والمساهمين في هذه المشاريع، ففي البداية، حدّدنا مسؤولا عن كل مشروع وأعددنا البطاقة التقنية الخاصة به ونسعى لتحسين المردود بالمقارنة بالسنوات السابقة، ففي مطعم الرحمة، قدّمنا السنة الماضية حوالي 8000 وجبة وفي مشروع الطريق السريع، بلغ عدد الوجبات 8534 وجبة ساخنة ووجبات السحور وزعنا في أول تجربة السنة الماضية 250 وجبة خلال الأسبوع الأخير لرمضان، أما ختان الأطفال، فكانت أول تجربة السنة الماضية وقمنا بختان 53 طفلا وبخصوص قفة رمضان، قمنا بتوزيع 840 قفة رمضان وقفة عيد بقيمة حوالي 4300 دج للقفة وكمشروع جديد لهذه السنة، أضفنا كسوة العيد للأيتام لتعم الفرحة الجميع. للإشارة، يشارك في هذه المشاريع أكثر من 350 شاب من بلدية براقي الأغلبية القصوى من خارج الإطار الكشفي وهم متطوعون في سبيل الله. ما مصدر الدعم المتحصل عليه لمزاولة جل هذه الأنشطة؟ - في الحقيقة، يعتمد فوجنا على مصادر تمويل مختلفة، فهي من تمويل المحسنين وما نحن إلا عمال مجندون وضعنا خبرتنا التي اكتسبناها من خلال الحياة الكشفية تحت تصرفهم، كما قمنا بتجنيد عدد كبير من الشباب المتطوع من مختلف شرائح المجتمع وفتحنا لهم الباب ليكونوا إيجابيين ويقدموا فائدة لوطنهم وما نحن إلا وسيطا بين فاعل الخير والمحتاج. على غرار ما سبق ذكره، فهل من مشاريع مستقبلية تسعون لتحقيقها في الوقت الراهن؟ - بالإضافة الى ما سبق ذكره، فقد بدأنا التحضير لمشروع لوازم الدخول المدرسي والذي قررنا عدد المحافظ التي سنوزعها بحوالي 300 بالإضافة للأدوات المدرسية طبعا، فتقوم اللجنة المكلفة باستقصاء العائلات المعوزة والتحضير الجيّد لهذا المشروع حتى يصبح سنة سنوية. كلمة أخيرة - نحن كقادة للفوج هدفنا الأسمى أن يرضى اللّه عنّا ويتقبل منّا صالح أعمالنا، فبقدر ما قدّمنا للحركة الكشفية، تحصلنا على أضعاف ما كنا نتصوره، فيكفي احترام الناس وتقديرهم لك ويكفينا فخرا أننا نجد صدى مشاريعنا في مختلف أنحاء الوطن.