تعوّد الراجلون بخزرونة بالمدخل الشرقي للبليدة منذ زمن عن عدم استغلال الجسر المخصص لهم، حيث عادة ما يلاحظ الشباب وهم يتناسون وجود هذا الهيكل ويفضلون المرور بجانبه أحيانا أو من تحته، بل يتعمدون الإمتداد على قارعة الجسر ساعات طوال لكن دون المرور عبره. ويبقى الراجلون بهذا الموقع أطفالا كانوا بالغين أو مسنين مصرون على عبور الطريق، معرّضين أنفسهم لخطر حقيقي من خلال تسلّلهم عبر السيارات عوض العبور من فوق الجسر المنجز في الأصل لغرض تجنيبهم خطر السيارات، ضاربين بذلك عرض الحائط قواعد السلامة المرورية، ومتجاهلين تماما احتجاجات أصحاب السيارات على سلوكهم غير الحضاري. وفي هذا الشأن، أوضحت مجموعة من سكان خزرونة أنهم متعودون على المرور من الطريق دون تسجيل أي حادثة تذكر، مبررين ذلك بأن العبور من خلال الجسر صعب كونه طويل وعال متجاهلين في نفس الوقت خطر الموت المحدق بهم يوميا. ويظهر أن الجسر قد أضحى بالنسبة لسكان المنطقة قطعة من ديكور المدينة التي تسجل يوميا حركة مرورية كثيفة يرافقها ازدحام شديد، لكونها المنفذ الوحيد إلى البليدة ولطابعها كفضاء لبيع منتجات الرخام والخزف. ولتعقيد الأمور أكثر تتوقف الحافلات القادمة من العاصمة أو المتجهة الى البليدة تحت الجسر تماما لتنزل منها مجموعات الركاب الذين يحتلون الطريق المخصص للسيارات متناسين الجسر، مما يؤدي الى غضب السائقين الذين يفسحون لهم المجال وهم على فوهة بركان من هذه التصرفات التي تفتقد لأدنى ذرة من الحس المدني. شجارات ومناوشات طوال النهار وغالبا ما يتفاجأ سائقي السيارات بظهور سريع لأحد المارة، فيضطرون إلى التوقف ليتفاجئ صاحب السيارة الموالية بدوره مما يؤدي إلى تسجيل العديد من حوادث السير بسبب إنعدام وعي الراجلين والدليل على ذلك وقوع أربعة حوادث خلال الأيام الفارطة. وفي هذا الصدد، إعتبر سائق الطاكسي عمار (40 سنة) أن هذا المحور الطرقي سيبقى أرضية ملائمة للحوادث ما دام الراجلون لا يحترمون قواعد المرور، لافتا إلى أن الحوادث تكون أخطر مع قدوم الشتاء وانزلاق الطرقات بفعل مياه الأمطار. ويذكر أن وضعية الجسر جيدة حيث تمّ انجازه وفق كل المعايير الأمنية ولا يوجد مبرّر مقنع لعدم استغلاله من طرف الراجلين، في المقابل يستغله شباب الحي آخر النهار حيث يحولونه إلى فضاء للسمر. ومن جهة أخرى، تنظم مصالح الأمن والحماية المدنية دوريا حملات تحسيسية لفائدة الراجلين تحثهم من خلالها على اعتماد السلوكات الضرورية التي تجنبهم مخاطر الطريق، لكن يبدو أن صدى هذه الحملات لا يصل إلى المعنيين بخزرونة، مما قد يدفع مستقبلا إلى إتخاذ إجراءات عقابية ضد مثل هذه السلوكات غير الواعية والخطيرة سواء بالنسبة للراجلين أو السائقين، على حد تعبير أحد أعوان الشرطة. من جهتهم، يرى مسؤولو مديرية الحماية المدنية أنه يجب تكثيف الحملات التحسيسية كحل وحيد أمام إصرار الراجلين على عدم احترام القواعد المرورية. وفي انتظار ذلك أضحى من الضروري بالنسبة لمستعملي هذا المحور، التحلي بكثير من الصبر وبرودة الأعصاب.