قال العلامة عبد الكريم الدباغي، شيخ الزاوية القرآنية الإمام علي بن أبي طالب برقان، بولاية أدرار، إن الوسطية هي عمود الدعوة الإسلامية الصحيحة والتطبيقات الفعلية لسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مصداقا لقوله تعالى (وجعلناكم أمة وسطا)، وإن المجتمع الإسلامي يواجه تحديات مفصلية في حماية أمنه وقيمه وفق الدين الحنيف والموروث التاريخي الخلاق الذي يعكس مئات السنين من إسهامات علمائه الحضارية. وأضاف خلال نزوله ضيفا على برنامج (نقطة حوار) بإذاعة أدرار حول موضوع (الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف والغلو)، إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن في المعاملات الدينية والاجتماعية والتجارية وشملت صون جميع حقوق المرأة، البيئة، الحيوان والأقليات الدينية. وقدم الشيخ عبد الكريم الدباغي أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، أن المسلم لا يقتصر عمله على الجانب التعبدي والعقدي المتعلق بأداء الفرائض، بل يتعدى إلى الإحسان وانعكاس الجانب العقدي على خلقه ومعاملاته والإحسان. والمسلم -يضيف الشيخ- مطالب باحترام جميع بني آدم مهما كانت معتقداتهم، مشددا على أن الرسول الكريم بنى دعوته على الموعظة الحسنة والنداء بالتي هي أحسن مصداقا لقوله عز وجل (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ). وفي سؤال حول التحديات التي تواجه العالم الإسلامي في ظل انتشار مظاهر الغلو والتكفير، قال تلميذ الشيخ الراحل سيدي محمد بلكبير وأمين المجلس العلمي لمؤسسة المسجد بولاية أدرار، إن المجتمع الجزائري رتب متكآته الحضارية على نهج الوسطية، وكان على مرّ العصور مجتمعا قرآنيا بفضل إسهامات علمائه ودور علماء الصوفية، منهم الأمير عبد القادر وبوعمامة والحداد خلال المرحلة الاستعمارية حيث بنوامجتمعا جزائريا قرآنيا. في سياق آخر، أضاف الشيخ الدباغي أن الخطاب المسجدي يحتاج إلى تحيين من أجل نشر التنوير الفكري بناء على الموروث النبوي واجتهادات السابقين، وذلك هو المخرج الوحيد لمواجهة الغلو والتطرف.