إستقطبت وعدة سيدي سعادة ، التي انطلقت فعالياتها بالبلدية التي تحمل نفس الاسم، حوالي 30 كلم غرب مدينة غليزان، جمهورا غفيرا للزوار الذين قدموا من مناطق مختلفة للجهة الغربية للوطن. ويحظى زوار ضريح هذا الولي الصالح الذي دأب سكان المنطقة على تنظيم هذه الوعدة كل فصل الربيع بإكرام من أهل المنطقة الذين يجتهدون في تقديم طبق الكسكسي على مستوى الخيم التي تقام بهذه المناسبة. ويتكفل أحفاد الولي الصالح وسكان بلدية سيدي سعادة بنصب الخيم التي تجمع الزوار وحفظة كتاب الله الذين يتلون قراءات جماعية للقرآن الكريم وبعض المدائح الدينية. كما يستمتع الحضور بعروض الفنتازيا التي يتفنن فيها عشرات فرسان يمتطون الأحصنة العربية والعربية البربرية الأصيلة من ولايات معسكر وتيارت وغليزان والتي تجلب جمهورا غفيرا. ويعتبر هذا الموعد التقليدي السنوي المنظم على مدار يومين مناسبة لاقتناء بعض المنتجات التي تعرض خلال الأنشطة التجارية المنظمة كالألبسة التقليدية والمنتجات الحرفية والحلي والحلويات التقليدية. وتتخلل التظاهرة نشاطات ترفيهية تمتع الزوار الوافدين من ولايات وهران ومستغانم ومعسكر بوصلات فلكلورية محلية التي تمتع الحاضرين بنغمات الزرنة والقصبة والطبل. جدير بالذكر بأن الولي الصالح سيدي سعادة يعود نسبه، حسب كتاب ابن الخطيب، إلى سيدي محمد السعادي وصولا إلى فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم. ويعتبر أحد أبرز المتصوفين والمقاومين بمنطقة غليزان الذين ذاع صيتهم في التصدي ومحاربة المستعمر على غرار سيدي أمحمد بن عودة وسيدي لزرق وسيدي بوعبدالله وسيدي خطاب و سيدي بلعسل وسيدي عابد وغيرهم من وأولياء الله الصالحين. للإشارة فالوعدات والمواسم الدينية المخلدة للأولياء الصالحين أضحت من التظاهرات الكبرى بولاية غليزان وكذا المناطق المجاورة ولم ينقطع السكان على إقامتها منذ قرون مهما كانت ظروفهم لما لهذه المناسبات من دور في ربط حاضرهم بماضيهم، كما يؤكد على ذلك منظمو هذه الاحتفاليات.