طفت من جديد صراعات داخلية في حركة مجتمع السلم الى السطح، لكن هذه المرة على مقربة من تشريعيات 2017، لتهز أركان أكبر حزم اسلامي في الجزائر، ومن أفضل من القيادي البارز و رئيس مجلس الشورى الوطني سابقا الشيخ عبد الرحمان سعيدي لتشريح الوضع المضطرب في بيت حمس، عبد الرحمان سعيدي عبر ل السياسي عن رأيه في مبادرة الرئيس الأسبق أبو جرة سلطاني للعودة إلى خط الراحل محفوظ نحناح و التي خلقت جدلا كبيرا في الساحة السياسية، كما أعاب على الرئيس الحالي عبد الرزاق مقري غياب الاستيعابية في إدارة الاختلاف و التعامل مع التنوع في الرأي السياسي داخل الحزب ، مسلطا الضوء على التردي السياسي في وضع المعارضة و الذي يستدعي كما قال إعادة النظر في الخيارات والإستراتيجية و فتح حوار واسع في خيارات حمس بدل التعنت و تجاوز الوقائع لأن المعارضة ليست حتمية سياسية لحمس . هل لك أن تضعنا في صورة ما يحدث بالضبط في حركة حمس بعد حديث الرئيس الأسبق أبو جرة سلطاني عن انحراف المسارات السياسية للحركة ، و مبادرته المتجددة للعودة إلى خط الراحل محفوظ نحناح ؟ منذ فترة تتجه حركة مجتمع السلم في مواقف سياسية وخيارات تثير عند بعض القيادات تحفظات واعتراضات وليس عندهم ما يوافقها بل لهم وجهات نظر مخالفة لهذا التوجه منهم الرئيس السايق لحمس أبو جرة سلطاني الذي توجه بمقاربة سياسية استدراكية في نوفمبر السابق للقيادة ولم يكن هناك ما يدل على التفاعل الايجابي معها مما جعله يحضر لمبادرة مستعينا بمشاورات داخل الحزب ليطرحها على مؤسسات الحزب، فتناول الإعلام الموضوع وكانت هناك قراءات متباينة مما جعله يصدر بيانا توضيحيا أثار حراك سياسي في الساحة السياسية والمهم في ذلك أن تتجه الحركة لفتح نقاش واسع في الخيارات والمواقف والموقع السياسي المستقبلي بدل التعنت وتجاوز الحقائق والواقع داخل الحزب وخارجه. كيف تعلق على القراءات السياسية التي أحاطت بمبادرة أبو جرة سلطاني، بعضها قادم من الداخل وبعضها خارجي، و كلها وضعت التشريعيات المقبلة كسبب لهذا التحرك ؟ طبيعي تكون لهذا البيان التوضيحي قراءات نظرا لأهميته السياسية ولكن بعض القراءات اتجهت للنوايا وهذا غير مدلول في البيان وهو موضوع التشريعيات وهذا الأمر غير مقصود في الحراك إنما الرسالة تستهدف الخيارات والمواقف السياسية لحمس وموقعها السياسي الحالي. ألا تعتقد أن التوازنات والظروف والمعطيات الحالية تحتم على الحركة مراعاة المستجدات وليس الإبقاء على موقف المعارضة ثابتا ؟ لما خرجت حمس للمعارضة خرجت في ظروف سياسية وفي أجواء الربيع العربي بقراءة غير موضوعية لتلك الأوضاع وبعد نتائح تشريعيات 2012 وتعثر التحالف الرئاسي، ولكن بعد ثلاث سنوات ونصف تغيرت المعطيات والظروف السياسية فنحن أمام تداعيات كارثية للربيع العربي وتأثيراته على المنطقة من تفاقم الوضع العام في دول الجوار والصعوبات الاقتصادية التي تمر بها الجزائر والظروف الاجتماعية الصعبة والدستور الجديد والقوانين الناظمة للحياة السياسية والتردي السياسي في وضع المعارضة كل ذلك يستدعي المراجعة وإعادة النظر في الخيارات والإستراتيجية والمعارضة ليست حتمية سياسية لحمس. من لا يستوعب الرأي المخالف له شخص لديه ثقافة شمولية دخل بعض قياديي و نواب حمس في دوامة التخوين و اتهام سلطاني بالخروج عن مؤسسات الحزب ؟ ما رأيكم في هذا الإتجاه ؟ من أمراض الساحة السياسية الجزائرية هي معاملة المخالف في الرأي بالتهمة الجاهزة وهي رمي المخالف بالعمالة والخيانة والردة السياسية وهذا لا يصدر إلا من خائف أو ضعيف لا يقوى على المواجهة فيلجأ إلى الإرجاف و الإبتزاز والسب والقدح في الأخر وهناك من يستعمل الثقافة الشمولية في ردع الخضوم، والحقيقة التاريخية والشرعية أن الفكرة لا يقتلها التخوين لها بل تقتلها الحجة والحوار والمجادلة بالحسنى ومن يتحدث عن الإرباك من خلال الاختلاف في الرأي فالذي يربك هو التردد السياسي والضبابية في الرؤية وعدم الوضوح في خدمة المصلحة العليا للحزب والوطن. هل تحركاتكم مع أبو جرة سلطاني، جاءت على خلفية الطريقة الدكتاتورية التي يتهم بها الرئيس عبد الرزاق مقري بتسيره للحركة ؟ القضية ليست ديكتاتورية في التسيير إنما غياب الاستيعابية في إدارة الاختلاف و التعامل مع التنوع في الرأي السياسي داخل الحزب والأحادية في الرؤية تؤدي للانغلاق والتشنج التنظيمي والسياسي فيقع الضغط والانفجار. لحد الساعة لم تفصل حمس في أمر المشاركة في التشريعيات، لكن مقري قدم بعض الإشارات السياسية التي تسير في اتجاه المشاركة كما أن سلطاني يرافع دوما لصالح العودة للحكومة ، في ظل هذه المعطيات هل يمكن القول أن الرأي السائد داخل الحركة هو المشاركة ؟ لقد أعطى مجلس الشورى الوطني توجيهات لتنطلق هياكل الحزب بالتحضير الجيد والفعال للتشريعيات في ظل توجه غالب نحو المشاركة وكذلك رئيس الحركة عبد الرزاق مقري أعطى توجيهات في الجامعة الصيفية في هذا الاتجاه، وسيعتمد التحضير على القوائم والبرنامج والخطاب الانتخابي للمرحلة. هل ستعيدون تجربة التكتل الأخضر خلال تشريعيات 2017 ؟ قضية التحالفات في التشريعيات المقبلة غير مطروحة حاليا لكن تبقى تجربة التكتل الأخضر تجربة مقبولة وتركت أثار ايجابية يجب تقييمها قبل الحكم عليها.
حمس لها كل الاستعداد للمنافسة في أي استحقاق سياسي هل تستطيع حركة حمس أن تجابه الأحزاب القوية، دون الارتكاز على المعزوفة القديمة أن هناك تزوير في الاستحقاقات؟ أبناء حركة مجتمع السلم لهم كل الاستعداد للمنافسة ولا يخيفهم التزوير، إلا انه نتمنى أن تكون الانتخابات شفافة ونزيهة وفيها تساوي الفرض بين المتنافسين. كثفت مؤخرا من كتاباتك حول الصراع السياسي في تركيا ، حيث انتقدت ما وصفته منهج البلع لجماعة فتح الله غولن، في حين وجه عبد الرزاق مقري، انتقادات غير مسبوقة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هل لك أن تضعنا في صورة واضحة عن موقف حمس مما يجري في تركيا ؟. فعلا كتبت عن الوضع السياسي المضطرب في تركيا ،خاصة أني متابع للشأن السياسي الدولي ورأيت من خلال المتابعة السياسية لجمعية الخدمة لفتح الله غولن أنها شكلت ضررا على الشعب والدولة التركية من خلال الأهداف التوسعية للاستيلاء على الحكم ولم اعبر عن موقف سياسي خارجي فذلك عندي متروك للخارجية الجزائرية فهي تعبر عنا جميعا. تعتبر من مؤسسي منتدى الوسطية و الاعتدال في شمال إفريقيا، حدثنا عن أهم نشاطاته، و كيف يسهم في محاربة الأفكار المتطرفة و نشر المنهج القويم بالمنطقة ؟ مازلت في عضوية منتدى الوسطية للشمال غرب إفريقيا ولكن عندي مدة لم أشارك في ملتقياتها بسبب أن المشارك يعتمد على إمكانياته الذاتية و أنا لا املك القدرة على الانتظام في المشاركة ولكني أتابع نشاطات المنتدى عن بعد وتصلني مراسالات منهم وقد عقدوا ملتقى في داكار وسيعقدون القادم في السودان والمغاربة لهم إسهام كبير في هذا المنتدى أما نحن كجزائريين فقلة.