مع اقتراب موعد الامتحانات النهائية، تعرف الدروس الخصوصية انتعاشا منقطع النظير، مع زيادة الطلب عليها من طرف المقبلين على اجتياز الامتحانات، غير ان هذه الأخيرة تعرف ارتفاعا كبيرا في الأسعار ما أثار حفيظة وتذمر الأولياء الذين اعتبروا ان الأمر مبالغ فيه، إضافة إلى الارتفاعات التي مست أغلب القطاعات، لتكون الدروس الخصوصية شيئا آخر يستنزف جيوب الأولياء. الدروس الخصوصية تستنزف جيوب الأولياء تحولت الدروس الخصوصية إلى مصدر أرق وقلق للأولياء في الآونة الأخيرة التي تسبق مواعيد الامتحانات النهائية لجميع الأطوار حيث بات تلاميذ الأطوار الثلاثة يتسابقون على الظفر بمعلم يستعينون به لمراجعة الدروس والحفظ والتحضير، ليتمكنوا من اجتياز الامتحانات بسهولة، غير أن المؤرق في الأمر هو ما يشترطه المعلمون من أموال طائلة مقابل الدروس التي يقدمونها والتي قد تكون غير كافية لهم نظرا لضيق الوقت أو عدم الاستيعاب والاستذكار، ليبقى التلميذ يطلب المزيد وتكثيف الدروس أكثر وأكثر لمواكبة الامتحانات بتحضير جيد ومحكم، فيما يبقى الأولياء يتحملون دفع التكاليف والمصاريف مرغمين مهما بلغ الثمن ومهما كلف الأمر، بسبب الامتحانات المصيرية وخاصة للأقسام النهائية التي تحدد مستوى التلميذ وتأهيله إلى طور آخر، على غرار المقبلين على شهادة البكالوريا والذين يعيش أولياؤهم على أعصابهم بتخوفهم من عدم تمكن حصول أبنائهم على الشهادة، ليجبروا على دفع كل المستحقات التي تتطلبها الدروس الخصوصية وما يفرضه المعلمون الذين يقدمون هذه الخدمة، لتطلعنا فايزة في هذا الصدد بأن أطفالها مقبلين على اجتياز امتحانات نهائية ويستوجب عليهم الاستعانة بالدروس الخصوصية، وسبب الأمر للأولياء إزعاجا واسعا لما تتطلبه الدروس الخصوصية التي باتت أمرا حتميا بالنسبة للكثير من التلاميذ ليفرض الأمر على الأولياء تحمل دفع التكاليف مهما بلغت أثمانها، فالمهم أن يشاهدوا نجاح أولادهم في الختام غير ان كثرة المصاريف ومتطلبات الحياة اليومية والظروف الاجتماعية لأغلب الأسر تحول دون توفير متطلبات تكاليف الدروس الخصوصية لتقف عائقا حقيقيا للأولياء الذين يكونون مخيرين بين الانصياع ودفع تكاليف أطفالهم لأجل النجاح أو التخلي عن ذلك وتحمل عواقب الخسارة، لتطلعنا زهية في هذا السياق بأنها مجبرة على دفع تكاليف الدروس الخصوصية لابنتها لتنجح لتضيف أنها ورغم التكاليف، فإنها ستقوم بالأمر ويشاطرها الرأي فاتح ليضيف في ذات السياق انه مضطر لدفع التكاليف مهما بلغت. وشكلت الدروس الخصوصية والاستعانة بها لتفادي الخسارة وإعادة السنة مصدر أرق حقيقي للأولياء الذين يلتمسون نجاح فلذات كبدهم غير أن النظر لتكاليف هذه الأخيرة الباهضة غدت الهاجس الأكبر الذي ينغص فرحة الأولياء بنجاح أبنائهم مقابل ما سيدفعونه من أموال طائلة لا تضمن نجاح التلاميذ من عدمها، وخصوصا بالنسبة للعائلات التي لديها أكثر من تلميذين ويتوجب عليها دفع تكاليف دروسهم الخصوصية وهو ما أطلعتنا عليه فاطمة لتقول في هذا الصدد ان لديها أربعة أطفال مقبلين على اجتياز الامتحانات النهائية لتضيف أنها مجبرة على دفع كل التكاليف لأطفالها، وما زاد من أرق الأولياء أكثر ووسّع دائرة القلق والأرق لديهم هو اقتراب شهر رمضان المبارك الذي يلي نهاية الامتحانات والموسم الدراسي مباشرة والذي له شأن آخر من تحمل العائلات لمصاريف زائدة وهو ما أعرب عنه الأولياء الذين أبدوا تخوفا كبيرا من الأمر، حيث ومع صرف أموال طائلة قد تكون سببا في استنزاف جيوبهم، يأتي الشهر المبارك والذي له ميزانيته ومصاريفه الخاصة به. ويرى العديد من الأولياء ان ما يقوم به المعلمون الذين يقدمون الدروس الخصوصية للتلاميذ هو احتيال وجشع لاستغلالهم الظروف ومدى حاجة الأولياء لنجاح أبنائهم دون مراعاة ما قد ينجر عن ذلك من استنزاف الجيوب التي يتحملها الأولياء.