العائلة تعيش في عزلة تامة لسنوات طويلة يعيش شعيب بن شعيب القاطن بولاية مستغانم حياة بائسة ومليئة بصور الحرمان والفقر المدقع، بغياب أدنى شروط العيش الكريم التي يحتاجها أي شخص في حياته اليومية، إضافة إلى ذلك إصابته بالشلل النصفي الذي أقعده الفراش منذ عشر سنوات. الحرمان والفقر المدقع يطوق عائلة بن شعيب يواجه شعيب بن شعيب القاطن بدوار الشعايبية بولاية مستغانم حياة بؤس حقيقية نغصت عليه حياته ويومياته من جميع النواحي، بدءا من افتقاد المنزل لأبسط المقومات التي يحتاجها المرء في حياته اليومية، على غرار الماء والغاز والكهرباء، حيث أن المنزل الذي يأوي العائلة آيل للسقوط في أي لحظة، إذ يقضي أفراد العائلة المتكونة من أربعة أفراد هم رب الأسرة العاجز عن القيام من فراشه وزوجته وابنيه ذات 34 و35 سنة في ظلام حالك وعزلة كبيرة بسبب وضعية المنزل المتواجد بجبل بعيدا عن النسيج العمراني سوى منازل منتشرة هنا وهنالك، فلا محلات قريبة ولا مصدر رزق تسترزق منه هذه العائلة سوى صدقات المحسنين التي تصلهم من حين إلى آخر أو نفقة من ابنتهم المتزوجة والقاطنة بولاية غليزان والتي ترسل لهم قفة من حين إلى آخر متى ما تيسرت الأمور، فيما يبقون في الكثير من الأحيان بدون أكل لأيام بسبب الفقر المدقع الذي يعيشون به، فأبناء الأسرة ليس لهم عمل أو مصدر رزق يسترزقون منه سوى المكوث بالمنزل وذلك بسبب عزلة المكان وبعده عن المدينة وأماكن العمل. ومن مآسي ومعاناة هذه العائلة، فإن رب الأسرة مصاب بشلل نصفي ألزمه الفراش منذ ما يقارب العشر سنوات، لم يرى خلالها النور أو الاستمتاع بهواء النقي بسبب عجزه عن الحركة تماما، كما أنه لا يخضع للعلاج ولا أدوية بسبب فقره وبسبب غياب أدنى الإمكانيات التي تنقله وتمكنه من العلاج، وهو ما دفع به للبقاء مكتوف الأيدي والمكوث بالمنزل بعيدا عن المحيط الخارجي بداخل غرفته التي يغادرها طريح الفراش منذ سنوات عديدة. ومن جهته، فإن الغرفة التي ينام بها شعيب تفتقر إلى أدنى الوسائل التي تضمن الراحة للمرضى، كنومه في فراش رث، وسقف مهترأ والأسوأ من ذلك فإن الغرفة لا تحتوي على نافذة تمكنه من استنشاق هواء نقي أو الحصول عليه فهو محصور بأربعة جدران مهترئة وفي وضعية كارثية يندى لها الجبين لافتقار العائلة للمئونة والفراش والألبسة التي تقيهم برد وقساوة الشتاء، إذ أن البرد القارص ينخر أجسادهم تزامنا وفصل الشتاء أين تصبح المنطقة باردة ولا تطاق، لتبقى هذه العائلة حبيسة الظروف القاهرة التي تطوقهم وتحرمهم أبسط مقومات العيش الكريم. جمعية سلسبيل : نسعى للتكفل بهذه العائلة وفي خضم هذا الواقع المزري الذي تعيش به عائلة بن شعيب القاطنة بمستغانم، أوضح محمد بلطرش، رئيس جمعية سلسبيل الخيرية، في اتصال ل السياسي ، أن الجمعية تسعى لمساعدة هذه العائلة وانتشالها من الوضع التي هي فيه، بدءا من عرض شعيب على طبيب أعصاب ومساعدته في العلاج والتكفل بالأدوية والمصاريف، وأضاف المتحدث بأن الجمعية تسعى أيضا إلى تهيئة المنزل وإعادة بنائه وفق المعايير اللازمة التي تضمن الرخاء والراحة، وستخصص مشروع خاص باستغلال قطعة أرضية مجاورة للمنزل وغرس الأشجار بها وتزويد الشابان بأبقار وأغنام ليسترزقا منها. وأشار ذات المتحدث في سياق حديثه، بأن الجمعية تتكفل حاليا بالعائلة وتزودها من حين لآخر.