عاد الهدوء أمس إلى ولاية أم البواقي بعد ليلة تجددت فيها الاحتجاجات والمظاهرات وعرفت اقتحام المتظاهرين عديد المقرات والمؤسسات العمومية والخاصة الأمر الذي أدى إلى تسجيل خسائر معتبرة خاصة على مستوى الوكالة المحلية للمؤسسة الوطنية للتبغ والكبريت، إضافة إلى تسجيل وفاة سيدة في العقد الخامس من العمر تقطن بحي مصطفى بن بولعيد وتعاني مرضا مزمنا يرجح أنها تعرضت لمضاعفات بعد استنشاقها للغازات المسيلة للدموع وفق ما ذكر مصدرأمني للنصر وهو الحادث الذي باشرت في شأنه مصالح الأمن تحريات لمعرفة ملابساته حسب ما أكده ذات المصدر. كما أصيب العشرات من الشبان المتظاهرين ورجال الأمن بإصابات متفاوتة، وأوقفت مصالح الأمن والدرك الوطني أزيد من 82 شخصا من مختلف الأعمار ومنهم عدد من القصر، ففي مدينة عين ببوش أقدم قرابة 100 شاب على حرق وتخريب المكتبة العمومية للبلدية باستعمال الزجاجات الحارقة واستولوا على عدد من تجهيزاتها بعد إضرام النار في محتوياتها من الكتب وغيرها، إضافة إلى تخريب مقر مركز التكوين المهني والتمهين والواجهة الزجاجية لمقر الدائرة المشيد حديثا، كما اضطرت المصالح الأمنية إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع لتفرقة المحتجين بعد غلقهم الطريق الوطني رقم 10، وفي عاصمة الولاية أقدم المحتجون على إضرام النيران وللمرة الثانية على التوالي في مقر الوكالة التجارية لاتصالات الجزائر وحطموا ما تبقى من تجهيزاتها ووسائلها الالكترونية، وانتقلوا بعدها لمقر المؤسسة الوطنية للتبغ والكبريت أين أضرموا النيران في كافة تجهيزاتها بعد الاستيلاء على محتوياتها من كميات معتبرة من خراطيش السجائر، حيث سجّل نهب أزيد من مليار سنتيم من السجائر، مقر وكالة سونلغاز غير البعيد على مقر المجموعة الولائية للدرك الوطني لم يسلم من النهب والتحطيم والتخريب، وأوقفت مصالح الأمن بعاصمة الولاية أزيد من 36 شابا بينهم 11 قاصرا تورطوا في الاعتداءات، وبعين البيضاء أوقفت مصالح الأمن 11 شابا بعد أن أقدموا رفقة آخرين على تحطيم واجهة المركز الثقافي الأمير الخالد ونهب تجهيزاته وواجهة البريد والمواصلات وثانوية عبابسة عبد الحميد، أما بمسكيانة فقد أضرم المحتجون النيران في مقر سوق الفلاح القديم بعد غلقهم للطريق الوطني رقم 10، وبعين فكرون استمرت الاحتجاجات لتصل مقر سونلغاز الذي أحرق عن آخره فيما دخل محتجون في مواجهات مع رجال الأمن ورشقوا خلالها مقر الأمن الحضري الثاني بالحجارة. وقد أرجأت أمس الجهات القضائية على مستوى مجلس قضاء أم البواقي ومعها المحاكم الابتدائية التي تدخل تحت نطاق اختصاصها في كل من عين فكرون وعين مليلة وعين البيضاء ومسكيانة كل القضايا المتعلقة بالموقوفين حتى تاريخ لاحق، الإجراء المتخذ من طرف الجهات القضائية على مستوى نيابة مجلس القضاء يأتي تفاديا لأية فوضى وانزلاقات قد يحدثها الأهالي والمقربون من النزلاء المؤسسات العقابية كون الجلسات المخصصة لنهار أمس كانت مبرمجة لاستئناف الموقوفين الأحكام الصادرة في حقهم من المحاكم الابتدائية وكان مبرمجا ليوم أمس كذلك 21 قضية مختلفة والتي تم تأجيل الفصل فيها حتى الأسبوع القادم، من جهة أخرى شهد مجلس قضاء أم البواقي سهرة أمس الأول تعزيزات أمنية مشددة بعد إقدام محتجين على محاصرته ومحاولة اقتحامه وتخريب التجهيزات والممتلكات داخله وحالت مصالح الأمن التي تجندّت حتى ساعات متأخرة من فجر أمس دون ذلك .