الفنانة أمل زان تغني لجمهورها في قسنطينة ألهبت نهاية الأسبوع الفنانة الجزائرية أمل زان قاعة الحفلات بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، بأغانيها الجميلة و ذلك ضمن الأسبوع الثقافي لمدينتي تيبازة و تمنراست، الذي يندرج ضمن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 و بمشاركة فرق فنية للولايتين، حيث امتزجت نغمات جبل شنوة مع أنغام جبال الطاسيلي موسيقيا. أمل زان التي تفاعل معها الجمهور كثيرا خاصة حين غنت أغنيها الشهيرة "هو يقولي" استطاعت أن تخطف الأنظار برقصاتها الخفيفة و تفاعلها الجميل مع ما تغنيه، حيث قدمت لوحات استعراضية جميلة فوق الركح وجعلت القاعة الكبيرة، تمتلئ عن أخرها بمعجبيها ومتتبعيها. زان أكدت للنصر، أنها تركز في أغانيها على الكلمات الجزائرية المتداولة، وتحاول أن تضعها في توزيع موسيقي جميل، وهو ما جعل جمهورها يكون من فئة الشباب المحب للغته ولهجته الجزائرية، مضيفة بأن المغني الناجح هو الذي يكون صدى لبيئته ولهجته ،حيث اعتزت أمل بانتمائها العربي و الأمازيغي. وطيلة ليلتين متواصلتين من الوصلات الغنائية، تناوبت الفرق المختلفة كفرقة تهاقيت وفرقة التندي و أمرهان من تمنراست وفرقة "ألا أوزرف" للغناء الشنوي من تيبازة، على ركح العرض في تفاعل أثيري بين اللهجات الأمازيغية المختلفة ،ليكتشف الجمهور القسنطيني إحساس الرجل الأزرق و رقة كلمات الأغنية الشنوية . النساء التارقيات صنعن الفرجة، برقصاتهن الفولكلورية مع كل أغنية أديت بالطابع الصحراوي، و رغم أن الفرق غنت أنواعا مختلفة تعبر عن تراث وعمق الثقافة التارقية والصحراوية على غرار طابع التندي والجاز الصحراوي والقناوة، فإن رقص النسوة اللواتي تلحفن بأزياء جميلة وملوّنة تميز مع كل طابع مختلف برقصات رائعة ومتتبعة للنغمة. جدير بالذكر، أن معظم الأغاني التي غنيت بالتارقية، هي قصائد شعراء معروفين في التراث المحلي، تتغزل كلماتها بهدوء الصحراء، و أما الأغاني الشنوية فكانت كلمتها تتحدث عن الارتباط بالأرض والزيتون والعلاقة مع جبل شنوة الذي يمثل رمزا من رموز الهوية الجزائرية. الجمهور الغفير لم يتمالك نفسه طويلا، حيث دخل العديد من الشباب في رقصات جماعية استجابة للنغمات الجميلة التي أدتها الفرق الزائرة، لمدينة قسنطينة، رغم عدم معرفة كلمات الأغاني التي أديت بالتارقية و الشنوية، إلا أن الجمهور استمتع بها وتجاوب من خلال التصفيق بعد انتهاء كل أغنية ليثبت أن لا لغة تعلو فوق لغة الموسيقى والإحساس الجميل.