اشتكى أمس طلبة جامعيون من ارتفاع أسعار الكتب العلمية في المعرض المقام بجامعة عبد الحميد مهري بعلي منجلي بقسنطينة، حيث وصل ثمن بعضها إلى 10 آلاف دينار، فيما أكد أصحاب دور نشر بأن المشكلة تكمن في تراجع قيمة الدينار مقابل العملات الأخرى. وأشار طلبة في تخصص الإعلام الآلي، التقينا بهم في المعرض المخصص بالكتب العلمية و التقنية الذي تم تنظيمه بمجمع التكنولوجيات الحديثة وعلم المكتبات، إلى أنه يستحيل عليهم اقتناء بعض الكتب المعروضة، حيث تتراوح أسعار بعضها بين 6 آلاف و10 آلاف دينار، بالرغم من حاجتهم الماسة إليها في دراستهم، في حين أكد لنا عارضون بأن هامش الربح الذي تستفيد منه دار النشر ضعيف جدا، مشيرين إلى أن الزيادة تعود إلى ارتفاع أسعار العملات الأجنبية، مقارنة بقيمة الدينار في الأسواق العالمية، خصوصا و أن أغلب الكتب مستوردة من الخارج، ومنها ما يتم اقتناؤه من أوروبا، بينما تستورد الأخرى من مختلف الدول العربية، على غرار الأردن ولبنان. و لاحظنا عرض الكثير من كتب العلوم الإنسانية باللغة العربية، منها كتب في الفلسفة مترجمة إلى العربية، على غرار كتاب "جماليات المكان" لغاستون باشلار، و كتاب "الإنسان و القداسة في المقاربة الفلسفية الدينية" لميرسا إلياد، بالإضافة إلى عناوين في مجال العلوم السياسية، مثل مؤلف "الدولة والديمقراطية" لماكس فيبر، فيما تعرض دور النشر، التي يتجاوز عددها العشرة، كتبا باللغة العربية لمؤلفين جزائريين وعرب، في علم النفس وعلم المكتبات و المحاسبة. و لم تغب عن المعرض الكتب المتعلقة بالدراسات الأدبية والتاريخية و بعض الروايات عن المعرض، حيث فضل ناشرون و موزعون عرضها للبيع، بسبب الطلب الكبير عليها من طرف الطلبة، حسب إحدى الناشرات، التي أكدت لنا بأن روايات باولو كويليو تسجل النسبة الأكبر من ناحية الإقبال عليها من طلبة الجامعات، كما لاحظنا بالمعرض روايات لكتاب محليين من قسنطينة و من مختلف أنحاء البلاد، إلا أنها لم تكن بأعداد كبيرة، مقارنة بالكتب التقنية الخاصة بمجالات الإعلام الآلي و المحاسبة والرياضة، فضلا عن كتب التنمية البشرية و كتب النحو للغة الانجليزية و القواميس و المعاجم. و قال رئيس جامعة عبد الحميد مهري للنصر، بأن المعرض يهدف إلى تقريب طلبة الجامعة من الكتب، حيث نبه بأن مكتبة الجامعة تحتوي على الكثير من العناوين، لكن لا تزال ثقافة المطالعة بحاجة إلى تكريس أكبر حتى تترسخ لدى الطلبة الشباب، حسبه.