القذافي يوافق على وقف فوري لإطلاق النار وإجراء حوار وطني أكدت أمس مصادر صحفية أن المحتجين سيطروا تماما على مدينة أجدابيا شرق البلاد بعد معارك طاحنة منذ يومين تمكنوا خلالها من قتل 35 من قوات القذافي. وحسب ذات المصادر فإنهم يقومون حاليا بعمليات تمشيط بحثا عن عناصر كتائب القذافي الذين انسحبوا غربا إثر غارات جوية شنها حلف "الناتو" على دباباتهم في المدخل الغربي للمدينة بعد أن طردهم المحتجون من داخلها، وأوضح الحلف في وقت سابق أنه دمر 25 دبابة، 11 منها في أجدابيا واثنتين جنوب البريقة والبقية في مصراتة غرب البلاد، كما ذكرت وكالة "فرانس برس" أن عشرة انفجارات قوية دوت صباح أمس في أجدابيا التي يقطنها نحو 150 ألف نسمة نزح العديد منهم لمناطق أكثر أمنا، فيما أكدت وكالة "رويترز" أن قتالا عنيفا جرى صباح أمس بين الطرفين الساعيين للسيطرة على المدينة التي تبعد 160 كلم فقط عن مدينة بنغازي معقل المحتجين. وفي مصراتة قال المحتجون أنهم خاضوا معركة ضارية مع القناصة، وتمكنوا من السيطرة على جزء كبير من شارع طرابلس وقطعوا الإمدادات عن القناصة، كما تشير بعض الأنباء إلى أن نحو 50 جنديا من كتائب القذافي سلموا أنفسهم بالمنطقة المعروفة بزاوية المحجوب في ظل تراجع في أعداد الجنود في الشوارع، وقد بثت وزارة الدفاع البريطانية صورا قالت إنها تظهر عمليات قصف نفذتها مقاتلة بريطانية من طراز "تورنيدو" ضد أربع دبابات تابعة للقذافي عند مشارف مصراتة، وقال متحدث من المحتجين إنهم يشعرون بتغيير إيجابي في موقف الناتو بعدما قصفت طائراته مواقع لقوات القذافي بمصراتة، وكثفت ضرباتها الجوية لقواته المدرعة في الساعات الماضية. وفي الجانب السياسي أعلن رئيس جنوب إفريقيا "جاكوب زوما" أمس أن نظام القذافي وافق على خارطة الطريق التي عرضها الاتحادُ الإفريقي بهدف إيجاد مخرج سلمي للنزاع في ليبيا، كما أكد مسؤول بالاتحاد الإفريقي أن خارطة الطريق هذه تتضمن وقفا فوريا لإطلاق النار وإجراء حوار وطني فضلا عن مناقشة القضايا الإنسانية، موضحا أن قضية تنحي القذافي نوقشت خلال المحادثات في طرابلس إلا أنه أشار إلى أن الأمر يبقى سريا في الوقت الراهن. ولم يكشف زوما الذي يقود وفداً إفريقياً للتوسط من أجل إيجاد حل للأزمة في ليبيا، عن تفاصيل الاتفاقية حيث يتحتم عليه في مرحلة لاحقة الحصول على موافقة المحتجين عليها في بنغازي، وقد اجتمع الوفد الإفريقي مع القذافي في معقله الرئيسي بوسط طرابلس في منطقة باب العزيزية، وهو الوفد الذي يضم قادة كل من موريتانيا ومالي والكونغو الديمقراطية وأوغندا، وبما أن الوفد تم تشكيله من قبل الاتحاد الإفريقي الذي تتمتع معظم دوله بعلاقات قوية مع نظام القذافي فإن ذلك دفع أوساط المحتجين إلى الدعوة لعدم الإفراط في التفاؤل حيال إمكانية تقبلهم للمبادرة. وقد تعددت المبادرات السياسية لحلحلة الأمور في ليبيا بالنظر إلى الجمود الميداني على الأرض، وانحسار المعارك في شكل عمليات كر وفر حول أجدابيا والبريقة خلال الأيام الماضية، فإلى جانب المبادرة الإفريقية تستضيف العاصمة القطرية الدوحة الأربعاء اجتماع لمجموعة الاتصال حول ليبيا، وسبق لفرنسا أن وعدت بمحاولة إقناع الاتحاد الإفريقي بإرسال مندوبين لحضور اللقاء، كما سيستضيف مقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة يوم الخميس اجتماع منظمات دولية وإقليمية معنية بمتابعة الوضع في ليبيا، وذلك بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وبالتشاور مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، بهدف بحث تطورات الوضع هناك والخطوات التي يمكن اتخاذها لإنهاء الأزمة. وقد أكد المحتجون أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يسبقه انسحاب القوات الحكومية من الشوارع وإطلاق حرية التعبير.