انتقد صالح قوجيل القيادي في جبهة التحرير الوطني وأحد الأعضاء البارزين في الحركة التقويمية للحزب، بشدة التصريحات الأخيرة للأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم، وقال أنه يمكن اعتبار ما جاء فيها " شتيمة" لقيم ومبادئ الآفلان . وأوضح قوجيل في بيان تلقت "النصر" نسخة منه أمس، أن بلخادم وفي تصريحه للقناة الإذاعية الثالثة مؤخرا، أكد أن الشعب الجزائري يفتقر إلى ثقافة ديمقراطية مسبقة تكفل تطوّر النظام السياسي الجزائري نحو نظام برلماني، كما شكك بلخادم - حسب قوجيل- في أن الناخب الجزائري يصوّت لصالح البرامج أو الأشخاص لاعتبارات عشائرية أوجهوية . وفي ردّه على تلك التصريحات، اعتبر قوجيل أن مفهوم العجز السياسي للجزائريين مرتبط بالفكرة "المتكررة للسياسة الاستعمارية" التي دافعت على فكرة أن الجزائريين مواطنون من الدرجة الثانية، وأشار في هذا السياق إلى أن بيان أول نوفمبر 1954 يؤكد أن مصير الشعب الجزائري لا يكون بين يدي نخبة مهما كانت صفتها بل يكون كما أضاف يدي الشعب برمته، واعتبر أنه "من المزعج والمؤلم" أن يعلن اليوم الأمين العام للآفلان أن "الشعب الجزائري ليس واعيا بما فيه الكفاية" للوصول إلى الديمقراطية. من جهة أخرى، ذكّر صاحب البيان، بأن الجزائريين برهنوا دائما عما وصفه بالنضج المثالي، وذلك من خلال استفتاء جويلية 1962 الذي توج بالاستقلال وأيضا المناقشات الكبرى التي نظمت في مناسبتين حول المحاور الكبرى للميثاق الوطني وما طبعها حسبه من المستوى العالي للنضج السياسي في وسط الجزائريين، واتهم بلخادم بفتح باب الحزب لمن قال أنهم "أصحاب المال" و "المسؤولين المختارين دون وجه حق"، وقال أنه يناقض المبادئ التي يرتكز عليها الحزب والمتمثلة في قيم العدالة والمساواة بين كل الجزائريين . ولم يستغرب القيادي في الحزب العتيد ما قال أنه صدر عن بلخادم، متهما إياه بعدم الاقتناع بضرورة التسيير الديمقراطي للحزب وأنه "انتخب مكاتب المحافظات في السرية"، فما بالك بقبوله التسيير الديمقراطي للبلاد كما أضاف. وتابع قوجيل القول بأن الأمين العام الحالي للآفلان لا يملك الشرعية التي يعتقد أنه يحوزها، وأنه يكفي التردد على القواعد الحزبية في القسمات عبر التراب الوطني لإثبات أن الحزب الذي بين يدي بلخادم " حزب افتراضي"، ليعرب في الأخير عن استعداد "المناضلين الحقيقيين" للآفلان للمشاركة في النقاش والحوار المقبل حول الاصطلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية .