الدولة ستعوض جميع الفلاحين و المربين المتضررين من التقلبات الجوية أكد الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، محمد عليوي، أمس الاثنين، بأن الدولة ستعوض جميع الفلاحين والمربين الذين تكبدوا خسائر بسبب التقلبات الجوية الأخيرة، مبرزا بأن المؤمّنين منهم سيعوضون في أقرب وقت عن طريق شركات التأمين، في حين سيعرف تعويض غير المؤمّنين بعض التأخير بسبب الإجراءات الإدارية. وكشف عليوي في اتصال هاتفي مع النصر بأن الفلاحين ومربي المواشي والدواجن الذين تكبدوا خسائر، مهما كان نوعها سيتم تعويضهم جميعا، وقال " إذا كان المتضررون المؤمّنين سواء على مستوى الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي أو على مستوى الصناديق الوطنية الأخرى، لن يطرح أي مشكل في تعويض خسائرهم، و إن الدولة ملتزمة، بتعويض سائر الفلاحين والمربين المتضررين حتى وإن كانوا غير مؤمنين، وذلك في إطار إجراءات التعويض التضامنية المعمول بها من قبل، والمتعلقة بمختلف الكوارث من فيضانات وثلوج وحرائق وزلازل وجفاف وغيرها"، مشيرا إلى أن دستور البلاد يكفل الحق للمواطن في التعويض عن الكوارث. وأفاد الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين بأن اللّجان المحلية، البلدية و الولائية التي تم تشكيلها لهذا الغرض، بمشاركة مختلف القطاعات المعنية، قد شرعت في إجراء عمليات واسعة لجرد وتقييم الخسائر التي تكبدها الفلاحون الذين تعرضت محاصيلهم ووسائل العمل أو الإنتاج، للتلف بسبب تراكم الثلوج أو الفيضانات أو العواصف، عبر مختلف أنحاء الوطن، وكذا الخسائر التي تكبدها المربون الذين نفقت مواشيهم أو دواجنهم. وأشار عليوي إلى أن البيض والنعامة وآفلو بالأغواط، تعد من أكثر المناطق التي تكبد فيها مربو المواشي خسائر كبيرة بسبب هلاك أعداد معتبرة من رؤوس الغنم التي يمتلكونها، فيما تعد ولايات جيجل وبجاية وتيزي وزو – كما ذكر- من أكثر المناطق التي تعرض مربو الدواجن بها إلى خسائر معتبرة أيضا، بسبب انقطاع التيار الكهربائي والتزود بالغاز بسبب رداءة الطقس، مؤخرا، ما أدى إلى نفوق آلاف الدواجن والكتاكيت التي لم تستطع الصمود تحت البرودة الشديدة للطقس. وبعد أن أشار إلى أن البدو الرحل وأصحاب البيوت الهشة التي تضررت خيمهم أو بيوتهم معنيون بإحصاء الأضرار والخسائر والحصول بالتالي على المساعدات التي تمنحها الدولة، حرص محمد عليوي على التنبيه إلى أنه كان من المفروض على كل فلاح وعلى كل مربي مواشي أو دواجن ينشط في القطاع الفلاحي، أن يقوم بعملية التأمين الفلاحي حتى يستفيد من نسبة من تعويض الخسائر التي يتعرض لها جراء الكوارث المختلفة. من جهته، كشف المدير العام للصندوق الوطني للتعاون الفلاحي شريف بن حبيلس، في اتصال هاتفي مع النصر، بأن الخبراء التابعين للصناديق الجهوية عبر الوطن قد شرعوا في جرد وتقييم خسائر الفلاحين والمربين المؤمّنين، الناتجة عن التقلبات الجوية التي شهدتها مختلف جهات البلاد سيما تلك التي تضررت بفعل تراكم الثلوج والفيضانات، وذكر بأن الصندوق قد شرع في تعويض البعض من المتضررين. وأوضح بن حبيلس، أن الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي قد قام خلال الفترة الأخيرة بإرسال خبراء من الصناديق الجهوية من أجل إحصاء وتقييم حجم الأضرار والخسائر التي تكبدها الفلاحون فيما يتعلق بالمحاصيل الزراعية المختلفة وفي وسائل العمل وكذا الخسائر التي تكبدها المربون الذين نفقت مواشيهم جراء تراكم الثلوج أو بسبب الفيضانات والسيول وغيرها من العوامل الأخرى المرتبطة برداءة الطقس. وأكد المتحدث بأن عملية التقييم لن تشمل الفلاحين والمربين غير المنتسبين للصندوق وأن هذا الأخير لن يتحمل تعويض الخسائر والأضرار التي تكبدوها، باعتبار أن هذا الأخير لا يمكنه تعويض أولئك الرافضين أو المترددين وغير المبالين الذين لم يقوموا كما قال بأي مجهود لتأمين مزارعهم أو ممتلكاتهم، مشيرا في هذا السياق إلى أنه على الرغم من كافة التحفيزات والتسهيلات التي وفرها الصندوق والحملات الإعلامية و التحسيسية التي قام بها لفائدة الفلاحين ومربي المواشي، إلا أن الإقبال على التأمين الفلاحي كان قليلا نسبيا.