5 آلاف طفل ضحية حروق سنويا بالجزائر دعا أمس المشاركون في لقاء تحسيسي حول الحروق إلى العمل على تطوير تقنيات التكفل الطبي و الجراحي بضحايا الحروق ببلادنا و التركيز على الوقاية و التوعية للحد من عددهم، مؤكدين بأن الكثير منهم من شريحة الأطفال، حيث تم تسجيل 4046 طفلا مصابا تم التكفل بهم في العام الفارط بالعيادة المركزية للحروق باستور بالجزائر العاصمة . و أكدت رئيسة الجمعية الوطنية للتوعية و الوقاية من الحروق ، الدكتورة بهلول ميريام المختصة في الجراحة البلاستكية التجميلية للأطفال،بأن ما يفوق 5 آلاف حالة استعجالية تتعلق بالأطفال تسجل سنويا، 800 حالة منها معقدة تحتاج للتكفل الاستشفائي في الوسط الطبي. و بينت الدكتورة بأن الأرقام الحقيقية غائبة ، إذ أن أغلب الحالات تقع بالمنازل ، إما بسبب السوائل أو حريق ناجم عن غاز البوتان ، مضيفة بأن نوعا جديدا من الحروق سجل بكثرة في السنوات الأخيرة ، و يتعلق بتلك الناجمة عن صدمات التيار الكهربائي ، بسبب كثرة الأجهزة الكهربائية في المنازل ، و بالخصوص في المطابخ ، حيث قد تسبب هذه الحروق عاهات مستديمة . وقالت المختصة بأن التكفل بالمريض يكلف أموالا طائلة في المراحل الأولى ، و تتطلب بعض الحالات الخضوع إلى الجراحة البلاستيكية و زرع الجلد، و هو ما يعادل تكلفة غرس الكبد في البلدان المتقدمة ، كما أن العلاج اليومي لبعض الحالات البسيطة ، يتطلب ما يعادل 6 آلاف دينار يوميا . و أضافت الدكتورة بأن الجزائر فتحت تخصصا جديد ا منذ 4سنوات لتكوين متخصصين في الجراحة البلاستيكية ، و تخرجت أول دفعة العام الحالي ، لكن هذا لا يعني القضاء نهائيا على مشكل نقص الأطباء المتخصصين ، مشددة بأن التكفل بالمحروقين، يتطلب سلسلة متكاملة من ممرضين و أطباء مختصين في إنعاش مثل هذه الحالات ، بالإضافة إلى أخصائيين نفسانيين مؤهلين ، و مختصين في الجراحة البلاستيكية ، و أشارت إلى غياب عيادات متخصصة في التأهيل الوظيفي للمحروقين في الجزائر. و ذكر المتدخلون في اليوم التحسيسي المقام بالحي الإداري في مدينة جيجل ، بأن الاضطرابات و المشاكل النفسية و الصدمات التي تصيب المحروق و عائلته ، من الصعب تجاوزها ، كون الآثار تلازم المصاب لسنوات عديدة ، ما يجعله يدخل في دوامة من التساؤلات ، و الحقد عن العائلة بطريقة غير مباشرة ، مما يستدعي تدخلا علاجيا خاصا ، يجب أن يشارك فيه الجميع. و أشار المختصون بأن أفضل السبل لتجاوز مثل هذه الحالات ، هي الوقاية الاستباقية و التحسيس بالمخاطر الناجمة عن المضاعفات الممكن حدوثها مستقبلا. و قد أوضح للنصر عضو الجمعية الوطنية المشاركة في تنظيم اللقاء ، تسجيل مرور 5616 حالة مصابة بحروق بالعيادة المركزية للمحروقين باستور سنة 2016 ، من بينها 4046 طفلا ، و تم الإبقاء على 1105 حالة للعلاج في العيادة. و قد أكد محدثنا بأن الحالات التي يتم نقلها للعيادة ، أغلبها من ولايات داخلية ، بسبب نقص الإمكانات العلاجية بتلك الولايات، حيث سجلت ولاية المدية ، أكبر نسبة بحوالي 11 بالمئة ، تليها ولاية الجلفة بنسبة 9 بالمئة، مع تسجيل نفس النسبة بالبويرة. و أضاف محدثنا بأن العيادة المركزية سجلت 44 حالة وفاة لأطفال من ضحايا الحروق في العام الماضي. و أكد من جهة أخرى بأن عدد الحالات الاستعجالية المسجلة بالعيادة ، شهد ارتفاعا في السنوات الماضية ، أين تم تسجيل 770 حالة سنة 2005 ، ليصل إلى حوالي 908 مصابين سنة 2009 ، و هذه الأرقام ، تعكس بأن عدد الحالات المصابة بالحروق تتضاعف كل سنة ، و يتعلق الأمر بتلك التي تستقبلها عيادة واحدة بالعاصمة. و ينصح المختصون بسكب مياه الحنفية على المصاب فور وقوع حادثة الاحتراق، و بالنسبة للمصاب بالتيار الكهربائي لابد من قطع التيار الكهربائي، لتجنب استمرار الصدمات و تجنب كل الوصفات التقليدية التي من شأنها تعقيد الحالة. جدير بالذكر أنه تم الإعلان خلال اليوم التحسيسي، عن تأسيس مكتب ولائي للجمعية حول التوعية و الوقاية ضد الحروق.