كفّوا ألسنتكم عن سبّ أمهاتنا! على مدار التسعين دقيقة تتفنن حناجر آلاف المناصرين في توجيه الشتائم للحراس دون سواهم فوق المستطيل الأخضر، ذنبهم الوحيد أنهم يشغلون مركزا، يوصف في أوساط الناشطين و المتتبعين بأنه جد حساس، على اعتبار أن هفوات الحارس لا تغتفر و غلطته للأسف بألف، و هو الذي يتحتم عليه الدفاع عن ألوان غير التي يحملها، و الحفاظ على أعلى درجات التركيز طيلة أطوار المباراة، للحفاظ على عذرية شباكه، و التكفير عن زلات و هفوات رفاقه، و عادة ما يقضي زمن المباراة مغردا خارج السرب، معزولا عن بقية الرفاق، واقفا وحيدا بين الخشبات. منصب صار يجلب لصاحبه و لوالدته الشتائم، و هو الذي كثيرا ما تسبب لأساطير كروية في الخروج عبر البوابة الخلفية، و عادة ما تحاشاه المبتدئون من الرياضيين، لقلة شهرة ونجومية شاغلي هذا المنصب قياسا بالمهاجمين، و لا أدل على ذلك من أن أسطورة الكرة الروسية ليف ياشين يبقى حارس المرمى الوحيد عبر تاريخ اللعبة، الذي توج بالكرة الذهبية قبل أزيد من نصف قرن (55 سنة) ! ظاهرة السب و الشتم التي غزت الملاعب الكروية عندنا، هي إحدى أقبح مظاهر العنف اللفظي، التي وجب التوقف عندها و السعي لمحاربتها و اقتلاعها من جذورها، لأن الشتم العلني و الجماعي موجه لأعز مخلوق كرمه الإسلام، و جعل الله الجنة تحت أقدامه، ليس لذنب اقترفه حراس عرين أنديتنا، و لكن إدراكا من الجماهير، و تحديدا أشباه المناصرين المتعصبين لفرقهم، أن النيل من معنويات الحراس يفقدهم التركيز و يتسبب في إخراجهم عن أجواء المباريات، ما جعل الكثير من كبار حراس المرمى في بطولتنا يطلقون الملاعب الجزائرية بالثلاث، سواء بحفظ الكرامة و اعتزال اللعبة تماما، أو الاحتراف خارج الوطن، كما فعلها مؤخرا الحارس الدولي عز الدين دوخة، الذي أكد للنصر قبل أيام أن الشتم في الملاعب دفعه إلى الهجرة، و كان سببا رئيسا في رحيله عن محيط ملاعبنا، الذي لوثته سلوكيات لا تمت لتعاليم ديننا و لا لأخلاق مجتمعنا بصلة. كما لم يتحمل حارس دفاع تاجنانت بلال بوفناش مؤخرا التعرض لوالدته بمختلف الشتائم و السباب، فانفجر بالبكاء و رمى القفازات على أرضية الميدان، في اعتراض صريح و رفض قاطع لسلوكيات بعض أشباه الأنصار، في صورة جعلت رفاقه و المنافسين يتعاطفون معه و يثنونه على مغادرة الميدان، ليكمل المباراة بنفسية مهتزة. والحاصل أن جميع الحراس الذين تحدثت إليهم النصر، أجمعوا على التنديد بالظاهرة، ورددوا بصوت واحد: كفوا ألسنتكم عن شتم أمهاتنا. إن كرة القدم لعبة و رياضة نبيلة من أهدافها التنافس الشريف، و إمتاع الجماهير من خلال حرص الفاعلين على صناعة الفرجة في الملاعب، و إشاعة الفرحة بين أوساط المناصرين، و لم تكن يوما مجالا للضغائن و زرع الفتن، و لا فضاء لشتم الأمهات و التعرض لهن بسوء. نورالدين - ت حارس السنافر شمس الدين رحماني للنصر تأثرت بحادثة شتم والدتي في لقاء المنتخب بداية ما تعليقك على ظاهرة شتم أمهات حراس المرمى؟ هي ظاهرة دخيلة على كرة القدم الجزائرية، وأعتقد بأنه لا يوجد إنسان يقبل شتم والدته من غير وجه حق، و الأم لديها معزة على قلوبنا، فهي التي حملتنا تسعة أشهر وعانت معنا، لتجد نفسها تتعرض لوابل من الشتائم في كل مباراة، خاصة عند تنفيذنا ضربة إعادة الكرة للعب. هل تفقدك هذه الشتائم جزءا من تركيزك في المباراة؟ لا يمكن أن نكذب على أنفسنا، شتم الوالدة يؤثر على أي شخص، و لكن عامل الخبرة يصنع الفارق بين تعامل حارس وآخر مع الظاهرة، و لقد تعودنا في المواسم الأخيرة على مثل هذا النوع من الشتم، أين أصبح الحراس يدركون ما سيتعرضون له خلال المباريات، في الوقت الذي يوجد بعض الحراس يفكرون بجدية في استعمال صمامات من أجل تفادي سماع الشتائم، ولو أن ذلك سيصعب من مأموريتهم كثيرا في التواصل مع زملائهم. *ما هي أكثر مرة تأثرت فيها عند شتم والدتك في الملاعب؟ لا أخفي عليكم أتأثر كثيرا عندما تشتم والدتي في جميع المباريات، و لو أن أكثر مرة تأثرت فيها، كانت في لقاء المنتخب الوطني أمام منتخب إفريقيا الوسطى بملعب 5 جويلية، لأنني كنت أحمل قميص الخضر، و شتمت من طرف جمهورنا، وهو ما جعلني في حالة نفسية سيئة، لأنني شعرت بأني كدت أن أتسبب في حدوث فتنة. ماذا تقصد بالضبط؟ كما تعلمون حادثة شتم والدتي خلفت ردود أفعال كثيرة، خاصة وأن زميلي أيضا في المنتخب فوزي شاوشي شتمت والدته في لقاء المنتخب الوطني و نيجيريا بملعب الشهيد حملاوي، وهو ما كاد يحدث فتنة بين أنصار فريقي شباب قسنطينة ومولودية الجزائر، وعليه أتمنى أن تزول هذه الظاهرة السيئة من ملاعبنا، خاصة وأن كرة القدم تربية قبل أي شيء آخر، ونحن سواء حراسا أو لاعبين نمارس اللعبة من أجل كسب قوتنا، وهناك من يفكر في التوقف عن اللعب بسبب هذه الظاهرة، التي لا تشرفنا كمسلمين. وما هي الرسالة التي توجهها إلى جماهير الملاعب؟ أتمنى من أعماق قلبي أن تزول هذه الظاهرة، خاصة وأن كرة القدم مجرد لعبة فيها رابح و خاسر، كما أنها تربية قبل أن تكون أي شيء آخر. حاوره: بورصاص.ر الكاتب إدواردو غاليانو عن عزلة الحراس حارس المرمى غراب البين الذي ينتظر الطلقات! أصدق ما قيل في حق حارس المرمى، ما كتبه الأديب العالمي «إدواردو غاليانو» في الكتاب المعنون « كرة القدم بين الشمس والظل «، حيث يصف بدقة نفسية من يتولى مسؤولية أهم منصب في الفريق، و يعطيه التعريف الآتي:» حارس المرمى يسمونه كذلك البواب، والغولار، وحارس الحاجز، وحارس القوس، ولكننا نستطيع أن نسميه الشهيد، الوثن، النادم، أو المهرج الذي يتلقى الصفعات. ويقولون أن المكان الذي يطأه لا ينبت فيه العشب أبدا». وتكمن صعوبة مهمة حارس المرمى في الميدان - حسب غاليانو- في كونه لا يشارك في اللعب مثل بقية اللاعبين في مناصب أخرى، و يقول:» إنه وحيد. محكوم عليه بمشاهدة المباراة من بعيد. ينتظر وحيدا إعدامه رميا بالرصاص بين العوارض الثلاث». ولا يتردد الأديب العالمي في تشبيه حارس المرمى بالغراب، بسبب لباسه سنوات الخمسينيات والستينيات، حيث يكتب:» كان في السابق يرتدي الأسود، مثل الحكم. أما الآن، فلم يعد الحكم يتنكر بزي الغراب. و صار حارس المرمى يسلو وحدته بتخيلات ملونة». ويرى الأديب الأوروغوياني أن مهمة حارس تقتصر فقط في منع لاعبي الفريق المنافس من تسجيل الأهداف في مرماه، مشيرا أن المهاجمين هم الذين يحوزون على مكانة خاصة في قلوب الأنصار، لأنهم هم من يصنعون السعادة بتسجيل الأهداف، حيث يقول عن الحارس:» إنه لا يسجل أهدافا. بل يقف ليمنع تسجيلها. ولأن الهدف هو عيد كرة القدم. فإن مسجل الأهداف يصنع الأفراح. أما حارس المرمى، غراب البين، فيحبطها». وتطرق بعدها للمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق حارس المرمى دون بقية زملائه في التشكيلة، والأكثر من هذا فإنه يشير لكون الحارس يتلقى أجرة ضئيلة مقارنة ببقية اللاعبين في المناصب الأخرى، ويؤكد أن الجماهير دائما ما تحمل الحارس الذنب في حال الهزائم والتعثرات، ويكتب بالحرف الواحد:» يحمل على ظهره الرقم واحد. أهو الأول في قبض المال؟ إنه الأول في دفع الثمن. فحارس المرمى هو المذنب دائما. وهو الذي يدفع الثمن حتى لو لم يكن مذنبا. فعندما يقترف أي لاعب خطأ يستوجب ضربة جزاء، يتحمل هو العقوبة: يتركونه هناك. وحيدا أمام جلاده، في اتساع المرمى الخاوي. وعندما يتعرض الفريق لسوء الحظ، يكون عليه هو أن يدفع الثمن تحت وابل من الكرات، ليكفر عن ذنوب الآخرين». ويرى غاليانو أن الجماهير لا تغفر الذنوب إطلاقا، في حال ارتكاب الحراس للأخطاء الفادحة التي تتسبب في خسارة البطولات والنهائيات، وتخصص شتائم لكل من يتولى هذا المنصب الحساس، مشيرا أن التاريخ دائما ما يتذكر أسماء الحراس المخطئين حتى في حال مغادرتهم الدنيا، ويقول:» يمكن للاعبين الآخرين أن يخطئوا أخطاء فاحشة مرات ومرات، ولكنهم يستردون مكانتهم بعد القيام بمراوغة استعراضية، أو تمريرة بارعة، أو تسديدة صائبة: أما هو فلا يمكنه ذلك. الحشود لا تغفر لحارس المرمى. أقفز في الفراغ؟ أكان مثل الضفدع؟ هل أفلتت منه الكرة؟ أأصبحت اليدان الفولاذيتان حريرا !؟.» ويختم غاليانو فقرته الخاصة بحارس المرمى من خلال الإشارة لكون أي خطأ من جانبه قد يكلف الثمن غاليا بتضييع البطولة أو خسارة النهائي، ويكتب:» وبخطأ واحد فقط يدمر حارس المرمى مباراة كاملة أو يخسر بطولة، وعندئذ ينسى الجمهور فجأة كل مآثره ويحكم عليه بالتعاسة الأبدية. وتلاحقه اللعنة حتى نهاية حياته». م- خ حارس إشيرول الفرنسي حمزة دحمان للنصر شتم الأمهات دفع البعض إلى التفكير في الاعتزال هل يعقل أن تتفشى مثل هذه الظاهرة في بلد إسلامي ! ؟ *نعالج ظاهرة سلبية تفشت بشكل رهيب في السنوات الأخيرة، وتتمثل في شتم أمهات حراس المرمى بالملاعب الجزائرية، ما رأيك في هذا الموضوع، الذي بدأ يأخذ أبعادا خطيرة؟ بداية أحسنتم الصنيع بمناقشة هذه الظاهرة السلبية، التي انتشرت بملاعبنا بشكل رهيب في السنوات الأخيرة، لعل وعسى تكون جريدتكم سببا في هداية هؤلاء الأنصار، الذين باتوا يشكلون ألما كبيرا لحراس المرمى وعائلاتهم، بالنظر إلى ما يقومون به من تصرفات مشينة خلال كل مباراة، أنا لا أتهم كافة المشجعين، ولكن الغالبية القصوى أصبحت تشتم أمهات حراس المرمى، دون مراعاة مشاعرهم ومشاعر عائلاتهم، التي تضررت كثيرا، خاصة من الناحية المعنوية، في ظل صعوبة تقبل مثل هذه الأمور الدخيلة على مجتمعنا الجزائري. *لعبت لعدة فرق جزائرية، على غرار شباب قسنطينة وشباب بلوزداد ومولودية وهران، كيف كنت تتعامل مع هذه الظاهرة ؟ أتفهم ردة فعل الأنصار بمحاولة إفقاد حراس المرمى للتركيز، بالنظر إلى حساسية المنصب الذي يشغلونه، ولكن أن يصل الأمر لشتم وسب أمهاتنا فهذا غير مقبول، ولا يمكن لأحد أن يسكت عليه، خاصة وأن الجميع يعلم مكانة الوالدة، التي تعد أغلى شيء في الحياة، للأسف شتم أمهاتنا بات ميزة مقترنة بمختلف ملاعبنا الوطنية، وأنا أتذكر قبل مغادرتي الجزائر، بأنني كنت أتعرض للشتم أكثر من 20 مرة خلال كل مباراة، وهو معدل فظيع ومؤلم، إلى درجة دفعت عددا من حراس المرمى للتفكير في اعتزال اللعبة قبل الأوان. *هل صحيح أن ظاهرة العنف اللفظي لم تكن موجودة بملاعبنا في الماضي القريب؟ لا يجب أن ننسى بأن كرة القدم مجرد لعبة، ولذلك على أنصارنا أن لا ينقادوا إلى مثل هذه الأمور التي لا تشرف الكرة الجزائرية، أنا أنصحهم بتفادي كافة أنواع العنف اللفظي بملاعبنا، خاصة وأننا لم نكن نعرف مثل هذه الظواهر السلبية في الماضي القريب، فعلى سبيل المثال لم تكن ظاهرة شتم أمهات حراس المرمى موجودة سنة 2010، عندما كنت أحمل ألوان شباب بلوزداد، ولكن مع مرور الوقت انتشرت هذه العادة السيئة كالنيران في الهشيم. *هل لاحظت مثل هذه التصرفات في فرنسا، وما هي نصيحتك لجماهيرنا؟ كما تعلمون أنا الآن أنشط مع نادي إشيرول الفرنسي الموجود بمدينة غرونوبل، حيث لم أشهد منذ انضمامي إليه أي حالة شتم لأمهات حراس المرمى خلال المباريات، باستثناء بعض المحاولات الاستفزازية، من أجل التأثير على معنويات اللاعبين، هنا في فرنسا وفي كافة البلدان الأوروبية يحظى الشخص بالاحترام المطلوب، وهو ما أتمنى أن أراه في الجزائر، خاصة وأننا بلد إسلامي، ونحن من يجب أن نكون قدوة للبقية وليس العكس، للأسف أمورنا تسير نحو الأسوأ، ولكن لا يجب أن نيأس مادام في الحياة بقية، علينا أن نحارب هذه الظاهرة، وكافة الظواهر السلبية الأخرى، من أجل النهوض بكرتنا، وبمختلف قطاعاتنا. حاوره: مروان. ب الهادي رحماني للنصر فرحة العائلة بمتابعة أول ظهور لابني مع الخضر تحولت إلى صدمة اعتبر الهادي رحماني، والد الحارس الدولي شمس الدين رحماني، ظاهرة السب و الشتم التي أصبحت تستهدف حراس المرمى في البطولة الجزائرية من الصور الميدانية التي تجسد افتقار غالبية المناصرين لأخلاقيات الرياضة أثناء المباريات. الهادي رحماني، أشار في دردشة مع النصر إلى أن الحادثة التي وقعت لإبنه في مقابلة المنتخب الوطني ضد إفريقيا الوسطى أواخر شهر نوفمبر الفارط بملعب 5 جويلية الأولمبي هزت مشاعره، وصرح: « لقد تابعت تلك المباراة عبر شاشة التلفزيون، وكنت رفقة أفراد الأسرة نشاهد اللقاء باهتمام كبير، كيف لا و»شمسو» سجل حضوره ضمن التشكيلة، لكن الفرحة بتلك المشاركة سرعان ما تحولت إلى صدمة، لأن السب والشتم الذي تعرض له ابني كان دون مبرر، وأثر على الزوجة الكريمة، خاصة وأنها طريحة الفراش تعاني من مرض». وأضاف محدثنا:» بصفتي لاعب سابق في اتحاد الحجار فإنني أعرف جيدا مثل هذه الوضعيات وانعكاساتها السلبية على معنويات اللاعب، وبالتالي فقد أسرعت إلى التواصل مع «شمسو» للرفع من معنوياته، فوجدت نفسي مجبرا على التخفيف من آثار وابل السب والشتم الذي تعرض له هو شخصيا دون غيره من عناصر المنتخب، والسبب الوحيد هو أنه حارس شباب قسنطينة، وأنصار مولودية العاصمة عمدوا إلى الانتقام لشاوشي من السب الذي تعرض له في ملعب حملاوي، وابني كان على يقين بأن تصرف الجماهير تجاهه لم يكن بسبب عدم الاقتناع بمردوده الشخصي في حراسة المرمى، وإنما لتصفية حسابات بين أنصار فريقين». وفي تعليقه على هذه الظاهرة أوضح الهادي رحماني بأن شغل ابنه شمس الدين لمنصب حارس مرمى جعله يتسلح بروح المسؤولية وكثير من الصبر تجاه التصرفات السلبية للأنصار، لأن الحارس على حد تصريحه « هو اللاعب الوحيد الذي لا يمكن أن يتدارك خطأه، وبالتالي فقد عمدت إلى تحذيره من القيام بأي رد فعل سلبي تجاه الجماهير، مهما كانت تصرفات المدرجات تجاهه، ولو أن وضعيته في شباب قسنطينة جد مريحة، سيما بعد التحضر الكبير الذي أظهره السنافر في طريقة تشجيع فريقهم، رغم أنني احتفظ بذكريات لا تنسى مع أنصار «الخضورة» في ثمانينيات القرن الماضي، عندما كانت «الهمجية» تطبع المدرجات، والحقيقة التي يمكن قولها أنني وقفت على قوة شخصية ابني في مباراة افريقيا الوسطى، كونه لم يتأثر اطلاقا بما صدر من الأنصار تجاهه، وهو موقف يدل على الاحترافية الكبيرة التي بلغها، لو أن تلك التصرفات تركت أثارها على أفراد الأسرة، لكن تمسك «شمسو» ببرودة الأعصاب خفف من وطأة تلك الصدمة، خاصة لدى والدته». حاوره: ص / فرطاس قال أن بينهم يتامى ليمان للنصر هذه التصرفات لا يقبلها لا العقل ولا الدين عبر حارس شباب قسنطينة حسام ليمان عن أسفه الشديد لظاهرة شتم وسب حراس المرمى، التي انتشرت بشكل فظيع في الملاعب الجزائرية مؤخرا. واعتبر خريج مدرسة اتحاد الحراش أن هذه التصرفات لا يقبلها لا العقل ولا الدين، بالنظر إلى قيمة الوالدين، مرجعا أسباب تفشيها مؤخرا إلى تلاشي القيم الأخلاقية في المجتمع، وصعوبة الظروف المعيشية، والضغط الذي يعيشه معظم الشباب، الذين يجدون في الملاعب ملاذا لتفريغ الشحنات. وتمنى حامي عرين السنافر أن يكف الأنصار عن العنف اللفظي، مذكرا بأن حارس المرمى إنسان، و يتأثر بالشتم المستمر لوالدته خلال كل مباراة:" ما أصبحنا نسمعه في الملاعب الجزائرية أمر يندى له الجبين، فقد أصبح العنف اللفظي أو سب الأمهات بشتى الألفاظ البذيئة ميزة مقترنة بمدرجات مختلف ملاعب الوطن، و هو أمر يتنافى مع أخلاق الدين الإسلامي، وحتى تقاليد المجتمع الجزائري، أظن أن أسباب انتشار هذه الظاهرة يرجع لعدة عوامل، في مقدمتها تلاشي القيم الأخلاقية في المجتمع الجزائري، وهو ما ينعكس في الملاعب، أضف إلى ذلك الضغوطات التي يعاني منها معظم الشباب الجزائري، بسب سوء المعيشة والبطالة وغيرها من الأمور التي تولد ضغطا لدى المناصر، مما يجعله ينتهز فرصة حضوره إلى الملعب لتفريغ ما بداخله". كما أشار ليمان بأنهم كحراس مرمى أصبحوا يتضررون كثيرا من الناحية المعنوية، بسبب ظاهرة شتم الأمهات المتكررة، مضيفا في هذا الصدد للنصر: " أي إنسان لا يقبل الإساءة إلى والديه والأدهى والأمر أن هناك حراس مرمى يتامى وآخرين بعيدون عن عائلاتهم منذ فترة من الزمن، وهو أمر يحز في أنفسهم كثيرا، نحن نتمنى من المناصر قبل أن يقدم على هذا التصرف أن يضع نفسه مكان اللاعب، فأظن أنه لا يوجد أي شخص يقبل الإساءة إلى والديه، أضف إلى ذلك فكرة القدم مجرد لعبة، وحارس المرمى بدوره، شخص طالب للرزق، كأي موظف أو عامل في القطاعات الأخرى، أتمنى من كل قلبي أن تسود التوعية في الملاعب، ونتخلص من هذه الظواهر المشينة والدخيلة على مجتمعاتنا" . مروان. ب يدعو الرابطة لاتخاذ عقوبات تيفور: عشت تجربتين خاصتين مع شاوشي و بوفناش كشف مدرب الحراس عبد الحليم تيفور أن ما فعله حارس فريقه دفاع تاجنانت بوفناش بلال في آخر لقاء من البطولة أمام اتحاد العاصمة، عندما هدد بمغادرة أرضية الميدان احتجاجا على الشتائم الواسعة، ليست التجربة الأولى في مسيرته التدريبية، بل سبقتها حادثة الموسم الماضي عندما كان في العارضة الفنية لمولودية الجزائر، بمناسبة لقاء ربع النهائي بين «المولودية» وشبيبة القبائل في ملعب الخامس جويلية، حيث قال ومباشرة عند دخول لاعبي الفريقين لإجراء عملية الإحماء اهتز مدرج «الشبيبة» لشتم الحارس الدولي فوزي شاوشي، حيث قال:» مباشرة بعد دخولنا لأرضية الميدان سمعنا شتائم واسعة في حق شاوشي بهدف التأثير على تركيزه، ولم يكن أمامي سوى التقرب منه ودعوته لعدم الاهتمام بما يجري في المدرجات، لأن الهدف من تلك التصرفات هو التأثير السلبي على تركيزه». و واصل تيفور حديثه بالقول أن شاوشي حافظ على هدوئه لغاية المرور إلى ضربات الترجيح، حيث لم يتمالك نفسه وكان يجهش بالبكاء عندما ينجح في التصدي للركلات، قبل أن يقود فريقه إلى المربع الذهبي بفضل تألقه في المباراة، و يقول تيفور:» عند انتهاء المباراة وتأهلنا آنذاك على حساب شبيبة القبائل، اقتربت من شاوشي وسألته عن سبب بكائه بتلك الطريقة، فكانت إجابته أنه لم يتحمل الإهانات التي تعرضت لها والدته جراء ممارسته كرة القدم». وبخصوص ما عاشه حارس «الدياربيتي» بوفناش في ملعب لهوى إسماعيل بمناسبة لقاء اتحاد العاصمة، فقد قال تيفور أن ابن جيجل تقرب منه في حصة استئناف التدريبات، قبل موعد المباراة المذكورة بأسبوع واحد لإبلاغه أن والدته مريضة، و لم يكن أمامه سوى القدوم إلى التدريبات في الموعد المحدد لتشريف عقده في النادي، مضيفا أنه بعد تأخر الفريق بثلاثية نظيفة في الشوط الأول من تلك المواجهة، فإن أعدادا من الأنصار حملت بوفناش المسؤولية كاملة، وهو ما جعله يتلقى الشتائم الواسعة من المدرجات، وقال:» بوفناش أحس أنه المستهدف الأول من الأنصار الغاضبين، فلم يتحمل تلك الضغوطات الكبيرة، وفي تلك اللحظات تذكر والدته التي تعتبر رأسماله الوحيد لأنه يتيم الأب، فلم يكن أمامه من حل سوى رمي القفازين وتوجه نحو مغادرة الميدان»، مضيفا: « سارعت لدخول المستطيل الأخضر وتوجهت نحوه بهدف دعوته لضرورة التحلي بالحكمة والرزانة دون القيام بأي تصرف قد يؤثر سلبا على مشواره في المستقبل». وقال أيضا تيفور بخصوص بوفناش أنه من أحسن الحراس في البطولة المحلية، سواء من حيث الإمكانات أو أخلاقه العالية. وبخصوص الحلول التي يراها مناسبة للحد من ظاهرة شتم أمهات حراس المرمى من مدرجات الملاعب، فإن المدرب تيفور أكد على ضرورة استمرار حملة التوعية من خلال رفع اللافتات التي تدعو إلى نبذ مثل هذه التصرفات، وفي حال فشل هذه الخطوة فإن تيفور يدعو إلى تدخل الرابطة المحترفة من خلال استحداث «لائحة قانونية» تنص على توجيه إنذار على الأقل للفريق الذي يشتم أنصاره حارس الفريق الخصم، وقال بالحرف الواحد:» يجب التوعية أولا وسط الأنصار، من خلال التأكيد على ضرر هذه التصرفات في أخلاقنا كمسلمين، وفي حال عدم تسجيل تطورات إيجابية فإن الحل يكمن في تدخل الرابطة في وضع عقوبات اتجاه الأنصار المسيئين لحراس المرمى».