كيدال تقع في قبضة متمردي التوارق بشمال مالي و قوات غرب إفريقيا توضع في حالة استنفار دخلت مجموعات من متمردي التوارق صباح أمس مدينة “غاو” بشمال مالي، و التي تعد في نظر المراقبين القلعة الأخيرة للإنقلابيين بالمناطق الشمالية بعد أن اشتد عليهم الحصار من قبل حركة التمرد في الشمال، و ازدادت ضدهم حدة الضغوطات الدولية، لاسيما تلك التي تمارسها بلدان الجوار التي تطالب بالعودة إلى النظام الدستوري. و تأتي هذه التطورات الخطيرة المتعاقبة لتجعل هذا البلد الإفريقي الفقير ذي الوضعية الأمنية الهشة يواجه أخطر أزمة في تاريخه تهدد بتقسيمه نهائيا بعدما سيطر متمردو التوارق من قبيلة الأزواد على كيدال أهم مدينة في الشمال. و كانت مصادر إعلامية قد ذكرت أن مجموعات من عناصر الأزواد، تمكنت من السيطرة على المدينة الإستراتيجية كيدال 1000 كلم شمال شرق العاصمة باماكو صباح أول أمس بعد 48 ساعة من المعارك مع الجيش المالي.و دخل المتمردون في قافلة سيارات رباعية الدفع إلى مدينة كيدال، حيث تم نهب مقر الجيش هناك و المقرات الرسمية فيما احتجز المسؤول الحكومي لكيدال رفقة ستة من مساعديه.من جهته، أعلن الجيش المالي تراجعه من منطقتي “آسونغو” و “بورم” و تجمع في منطقة “غاو” على بعد 350 كلم بالجنوب الغربي، و التي اقتحمها متمردو التوارق صباح أمس، و اشتبكوا في معارك طاحنة مع جنود الانقلابيين.و لم يتم الإعلان عن أية حصيلة حتى الآن إلا أن حركة الأزواد بسيطرتها على مدينة كيدال تحكم قبضتها بذلك على كامل شمال المالي. ويأتي هذا التدهور السريع في الأوضاع بمالي في الوقت الذي أمهلت فيه المجموعة الإقتصادية لدول غرب افريقيا (إيكواس) قادة الانقلاب في إلى غاية غدا الاثنين للتخلي عن السلطة او مواجهة عقوبات عليهم.ونقلت تقارير اخبارية عن قادة المجموعة التي تتخذ من أبوجا مقرا لها خلال اجتماع عقدوه في ابيدجان عاصمة كوت ديفوار قولهم ان بلادهم ستغلق الحدود مع مالي وستصادر ارصدتها إذا لم يتخل العسكر عن السلطة ويعيدوا نظام الرئيس المخلوع أمادو توماني توري.و في ذات السياق و بلهجة شديدة، أعلن رئيس ساحل العاج الذي يتولى حاليا رئاسة المنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا أن هذه المجموعة التي تضم 15 عضوا وضعت في حالة استنفار قوة مسلحة قوامها ألفي رجل بعد سقوط مدينة كيدال بين أيدي متمردي التوارق.وقال الحسن وتارا “وضعنا قوات الطوارئ في المنظمة الاقتصادية لدول غرب افريقيا في حالة استنفار” مؤكدا أنه يريد “الحفاظ على وحدة مالي مهما كان الثمن”.وأضاف الرئيس “لدينا ألفي رجل في تلك القوات، ولدينا تجهيزات وطلبنا من المجتمع الدولي أن يدعمنا ويدعم مالي”، موضحا أنه في المقابل يريد تفادي الحرب، مشيرا إلى أنه إذا عادت الشرعية وأدركت تلك الحركات المسلحة ان ثمة تعبئة إقليمية ودولية فإنها ستغادر كيدال فورا. و كانت الأممالمتحدة قد حذرت في وقت سابق من تفاقم ظاهرة النازحين الفارين من جحيم المعارك بالشمال و الذين يقارب عددهم المائتي الألف بينهم عشرات الآلاف نزحوا إلى الجزائر.